الأزمات تخيم على مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

غياب النجوم وإلغاء الفقرات الاحتفالية من بينها

تكريم الفنانة المصرية نادية الجندي (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
تكريم الفنان المصري سمير صبري في حفل الافتتاح (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
تكريم الفنانة المصرية نادية الجندي (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية) تكريم الفنان المصري سمير صبري في حفل الافتتاح (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
TT

الأزمات تخيم على مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

تكريم الفنانة المصرية نادية الجندي (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
تكريم الفنان المصري سمير صبري في حفل الافتتاح (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)
تكريم الفنانة المصرية نادية الجندي (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية) تكريم الفنان المصري سمير صبري في حفل الافتتاح (مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية)

خيمت أجواء حزينة على فعاليات افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مساء أول من أمس، بمعبد الكرنك التاريخي، بعد إلغاء الفقرات الاحتفالية وعرض السجادة الحمراء للمهرجان، عقب حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج (صعيد مصر) والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى.
ويواجه مهرجان الأقصر بعض الأزمات للعام الثاني على التوالي، حيث تم إلغاء عدد كبير من عروض أفلامه وانسحاب صناعه والمكرمين بالدورة الحالية، فيما شهدت النسخة الماضية التي أقيمت في شهر مارس (آذار) من 2020 إلغاء حفل الختام وتخفيض عدد أيام الدورة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في الأقصر، والتي كانت أولى المحافظات المصرية التي يثبت فيها تفشي الفيروس رسمياً.
الدورة الحالية التي من المقرر أن تنتهي في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي، تعرضت لعدد كبير من الأزمات أولها، عدم حضور عدد كبير من المكرمين، أبرزهم الفنانة التونسية هند صبري التي اعتذرت عن عدم الحضور وأرسلت فيديو مصوراً تم عرضه في حفل الافتتاح، أوضحت فيه دعمها الكامل لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وحبها لفكرة المهرجان الذي دعمته من الدورة الأولى، وقالت إنها تعتذر عن عدم الحضور بسبب انشغالها في تصوير مشاهدها بمسلسل «هجمة مرتدة» المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل، بالإضافة إلى إصابتها بفيروس كورونا.
كما اعتذر المخرج المصري علي عبد الخالق عن عدم الحضور، ولم يعلن السبب الرئيسي وراء اعتذاره، ولكنه قال: «أتمنى الحضور العام المقبل وتسلم تكريم جديد، كما اعتذر أيضا المخرج المالي شيخ عمر سيسكو، والفنان المغربي عز العرب كغاط».
وتعد قلة الفنانين وصناع السينما المشاركين في الدورة الحالية، من بين أبرز الأزمات التي تواجه مسؤولي المهرجان، إذ لم يشارك في مراسم افتتاح الدورة العاشرة سوى الفنانة رانيا فريد شوقي والمخرج مجدي أحمد علي، والفنان الشاب محمد سلام، بينما اعتذر عدد من الضيوف من بينهم الفنانة زينة والفنانة التونسية عائشة بن أحمد، عكس الدورة الماضية التي انطلقت مع بداية ظهور جائحة كورونا في مصر، والتي شارك فيها نخبة من الفنانين على غرار مصطفى شعبان وإلهام شاهين ورانيا يوسف وصبري فواز وآخرين.
وتسبب حادث قطار سوهاج في إلغاء حفل السجادة الحمراء، وحفل عيد ميلاد الفنانة نادية الجندي الذي كان من المفترض إقامته على هامش المهرجان.
الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هي دورة الفنانة المصرية الراحلة مديحة يسري «سمراء النيل»، ومهداة لكل من الكاتب السينمائي الراحل نور الدين الصايل، والفنان النجم محمود ياسين والفنان الراحل محمود المليجي، واختارت إدارة المهرجان أن تكون السينما السودانية هي دولة شرف الدورة الحالية.
وبدأت مراسم الدورة العاشرة بكلمة من الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان، وطلب فيها الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا حادث قطار محافظة سوهاج، وأعقب ذلك تكريم شيخ عمر سيسكو من مالي، وتسلمها عنه النجم جيمي جون لوي، ثم تكريم الفنان المغربي عز العرب كغاط، وتسلمها عنه المخرج المغربي إسماعيل فروغي ثم تكريم الفنانة التونسية هند صبري وتسلمتها الفنانة التونسية مريم الفرجاني، بالإضافة إلى تكريم المخرج المصري علي عبد الخالق وتسلمها عنه المخرج أمير رمسيس، كما تم تكريم الفنان محيي إسماعيل الذي داعب الجمهور بظهوره مرتدياً جلباباً صعيدياً بعد أن غفل عن إحضار بدلة كلاسيكية كاملة لحضور الحفل، ثم الفنان والإعلامي سمير صبري، الذي قام بغناء عدد من أغنياته الشهيرة مثل «سكر حلوة الدنيا سكر» واختتمت الفنانة نادية الجندي تكريمات حفل الافتتاح.
بدوره، يقول السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: «بعد حادث قطار سوهاج اتخذنا قراراً للتضامن مع ضحايا الحادث، وقمنا بإلغاء الفقرة الفنية الخاصة بحفل الافتتاح والسجادة الحمراء، والاكتفاء بالعروض السينمائية والفقرات المهمة، وجاء ذلك بالتشاور مع وزارة الثقافة المصرية».
وعلق فؤاد على غياب هند صبري قائلاً: «هند صبري من أكثر الفنانات الداعمات لمهرجان الأقصر، وتم اختيارها للتكريم هنا منذ أكثر من عامين لموافقتها على الأمر، ولكن بسبب صعوبات التصوير خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان واستمرار جائحة كورونا، اعتذرت عن عدم الحضور في الافتتاح».
وعن تكريم الفنانة نادية الجندي، قال فؤاد: «أردنا تقديم مفاجأة جديدة لم يتخيلها البعض، بالإضافة إلى منح جيل فني مهم حقه في التكريم، وأن نثبت للجميع بأن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هو لكل الأجيال السينمائية الأفريقية».
وتشهد الدورة العاشرة من المهرجان تقديم 54 فيلماً ما بين روائي طويل، وروائي قصير، وفيلم تسجيلي، من بينهم 8 أفلام في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أبرزهم الفيلم المصري «للإيجار» إخراج إسلام بلال وبطولة خالد الصاوي وشيري عادل ومحمد سلام وهايدي رفعت وياسر الطوبجي وعصام السقا، كما تشمل مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة ثمانية أفلام، وكان فيلم افتتاح المهرجان هو فيلم «هذه ليست جنازة... هذه قيامة» من ليسوتو للمخرج ليموانج جيرميه موسيسه.


مقالات ذات صلة

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».