الشركة المالكة للسفينة العالقة بقناة السويس تأمل في تعويمها اليوم

الولايات المتحدة عرضت المساعدة على مصر لتحرير السفينة

صورة بالقمر الصناعي لسفينة الحاويات «إيفر غيفن» التي جنحت في قناة السويس (رويترز)
صورة بالقمر الصناعي لسفينة الحاويات «إيفر غيفن» التي جنحت في قناة السويس (رويترز)
TT

الشركة المالكة للسفينة العالقة بقناة السويس تأمل في تعويمها اليوم

صورة بالقمر الصناعي لسفينة الحاويات «إيفر غيفن» التي جنحت في قناة السويس (رويترز)
صورة بالقمر الصناعي لسفينة الحاويات «إيفر غيفن» التي جنحت في قناة السويس (رويترز)

أبدى رئيس شركة «شوي كيسن كايشا» المالكة لناقلة الحاويات الضخمة العالقة منذ السبت في قناة السويس، أمله في تعويم السفينة مساء اليوم (السبت).
وقال يوكيتو هيغاكي أمس (الجمعة) خلال مؤتمر صحافي نقلته الصحافة اليابانية السبت «إننا بصدد إزالة الترسبات باستخدام أدوات تجريف إضافية» متوقعا تحرير سفينة «إيفر غيفن» «مساء غد (السبت)» بتوقيت اليابان.
وأوضح هيغاكي متحدثا من إيماباري بغرب اليابان أن «المياه لا تتسرب إلى السفينة. ليس هناك أي مشكلة في الدفات والمراوح. وبعد تعويمها، يفترض أن يكون بإمكانها الإبحار»، وفق ما نقلت عنه صحيفة أساهي شيمبون.
وكانت الشركة المكلفة «إنقاذ» السفينة أبدت المزيد من الحذر فأفادت أن الأمر سيستغرق «أياما أو حتى أسابيع» لاستئناف حركة الملاحة في القناة التي يعبر عبرها 10 في المائة من التجارة البحرية الدولية، وفق خبراء، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة عن جاهزيتها لمساعدة مصر في محاولة تعويم سفينة الحاويات الضخمة، وذلك بواسطة فريق من خبراء البحرية الأميركية الذين يمكن نشرهم بسرعة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي «في إطار حوارنا الدبلوماسي النشط مع مصر، عرضنا على السلطات المصرية مساعدة الولايات المتحدة في محاولة إعادة فتح القناة».
وأضافت «نحن نتشاور مع شركائنا المصريين حول أفضل السبل لدعم جهودهم»، واصفة هذه المشاورات بأنها «مستمرة».
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكابتن بيل أوربان إنهم على استعداد للتحرك في حال طلب منهم ذلك.
وأكد في بيان «عرضنا مساعدة مصر ونحن على جاهزية للقيام بذلك، ونتطلع لدعم أي طلب محدد نتلقاه»، مضيفا «نحن نواصل مراقبة الوضع وتقييمه».
وتعد حماية حركة الملاحة التجارية في المنطقة من المهام الرئيسية للقيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب مسؤول أميركي في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته، فقد عرضت واشنطن إرسال فريق من خبراء البحرية للمساعدة.
وقال إنه في حال تقدمت مصر بطلب رسمي يمكن للفريق أن يتحرك السبت من البحرين، القاعدة الإقليمية للأسطول الخامس الأميركي.
وأشار المسؤول إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تصدر أي موافقة على خطوة من هذا النوع.
وبإمكان الجيش الأميركي أيضا تقديم الدعم والمشورة للسفن التي يتعذر عليها استخدام القناة، وتختار بدلا من ذلك القيام برحلة طويلة حول رأس الرجاء الصالح، ما قد يجعلها تعبر مياها مهددة بالقراصنة.
وقال المسؤول «يمكننا بالتأكيد تقديم النصح، لكن لا يمكننا مرافقة جميع السفن».
وجنحت سفينة الحاويات «إم في إيفر غيفن» صباح الثلاثاء في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس. ويبلغ طول السفينة التي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن.
وأعلنت شركة «برنهارد شولته شيبمانجمنت» (بي إس إم) ومقرها سنغافورة التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة في بيان فشل محاولة الجمعة لتعويم ناقلة الحاويات، موضحة أن «سفينتي قطر إضافيتين (مصريتين) زنتهما 220 و240 طنا» ستصلان بحلول الأحد للقيام بمحاولة جديدة.
وأوردت شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية «لويدز ليست» أن «طابور انتظار عبور قناة السويس» يضم أكثر من 200 سفينة «عالقة الآن بسبب الغلق»، ما يؤدي إلى تأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى، ما انعكس بشكل عابر على أسعار الخام الأربعاء.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».