الأفلام المستقلة تهيمن على جوائز «القومي للسينما» في مصر

أبرزها «بين بحرين» و«لما بنتولد» و«ليل خارجي»

الأفلام المستقلة تهيمن على جوائز «القومي للسينما» في مصر
TT

الأفلام المستقلة تهيمن على جوائز «القومي للسينما» في مصر

الأفلام المستقلة تهيمن على جوائز «القومي للسينما» في مصر

في حفل ختام محدود، أقيم بمسرح الجمهورية في القاهرة، مساء أول من أمس، حفل توزيع جوائز مسابقة المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ23 المؤجلة منذ عامين، بحضور مسؤولين وفنانين ونقاد مصريين.
استحوذت الأفلام المستقلة (ذات الإنتاج المحدود) على نصيب الأسد من جوائز المهرجان بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وحصل فيلم «بين بحرين» على الجائزة الكبرى وقدرها 300 ألف جنيه مصري، وفيلم «لما بنتولد» على الجائزة الثانية وقدرها 200 ألف جنيه، بينما فاز فيلم «عنها» بالجائزة الثالثة وقدرها مائة ألف جنيه، والأفلام الثلاثة من ذات الميزانيات المنخفضة وتمثل تجارب أولى لصناعها، وأكد السيناريست بشير الديك، رئيس لجنة التحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، لـ«الشرق الأوسط» أنّ اللجنة انحازت للأفلام التي تتضمن طموحاً فنياً وفكرياً من خلال جيل جديد من المخرجين يخرج عن الأطر التقليدية، على غرار أفلام «بين بحرين، وليل خارجي، ولما بنتولد»، التي استحقت الجوائز؛ كونها أفلاماً طموحة وتطرح قضايا اجتماعية معاصرة».
واستأثر فيلم «بين بحرين» بخمس جوائز فنية لأفضل سيناريو (أماني التونسي وكريم دليل)، وأفضل إخراج عمل أول أنس طلبة، وأفضل تمثيل دور ثان نساء عارفة عبد الرسول، ودور ثان رجال محمود فارس، وأفضل مونتاج يامن زكريا، ويسلط الفيلم الضوء على القضايا المجتمعية التي تواجه النساء خصوصاً في الريف، عبر «زهرة» التي تسعي لاستعادة حق ابنتها كما تصر على إكمال تعليمها وتنوير النساء في قريتها.
وفاز الفنان خالد النبوي بجائزة أفضل ممثل عن دوره بفيلم «يوم وليلة». وعبّر النبوي عن سعادته بالجائزة التي أهداها إلى روح كل من المخرج يوسف شاهين والفنان نور الشريف وقال خلال الحفل: «في عام 1998 وقفت على هذا المسرح لأتسلم جائزة عن فيلم (المصير)، فأنا تعلمت كثيراً من الأستاذين يوسف شاهين ونور الشريف، وسعادتي كبيرة الآن لفوزي بجائزة عن شخصية (منصور الذهبي) بفيلم (يوم وليلة)». وتدور أحداث فيلم «يوم وليلة» خلال الليلة الكبيرة لمولد السيدة زينب، حيث تتقاطع خمس شخصيات رئيسية يعيشون في هذا الحي، وشاركت في بطولته كل من درة وحنان مطاوع وأحمد الفيشاوي وإخراج أيمن مكرم.
وكانت وزارة الثقافة قد قررت تحويل المهرجان الذي يقيمه صندوق التنمية الثقافية إلى مسابقة سنوية على غرار الأوسكار. كما حصل فيلم «ليل خارجي» على 3 جوائز مهمة هي: أفضل إخراج لأحمد عبد الله، وأفضل تصميم ملابس لريم العدل، كما فازت بطلته منى هلا، بجائزة أفضل ممثلة دور أول. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئت بالجائزة لأن الفيلم إنتاج 2018، وأنا سعيدة لأنّ الجائزة جاءت من المهرجان القومي للسينما، وهذه هي الجائزة رقم 14 التي يحصل عليها الفيلم، وبالتأكيد فإن أي جائزة يفوز بها هي جائزة لكل أسرة الفيلم». وتدور أحداث فيلم «ليل خارجي» حول ثلاثة أشخاص ينتمون لعوالم مختلفة يلتقون مصادفة ويجدون أنفسهم مضطرين لقضاء ليلة سوياً يخالفون فيها شكل الحياة التي اعتادوها، والفيلم بطولة كريم قاسم وأحمد مالك وشريف الدسوقي الذي حصل عنه على جائزة أفض ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي بالدورة قبل الماضية.
ومنحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة والرسوم المتحركة برئاسة المخرج إبراهيم الموجي 11 جائزة لأفضل الأفلام التي تنافس على جوائزها 120 فيلماً.
وشهد حفل الختام تكريم الفنان لطفي لبيب الذي ظهر لثوانٍ على المسرح ملوحاً للجمهور، كما تم تكريم الموسيقار هاني شنودة، واسم مدير التصوير سمير بهزان، وتسلمت الكاتبة زينب حسن الإمام جائزة تكريم باسم والدها.
وأهدى المهرجان دورته لاسم المخرج الراحل سمير سيف، وبدأ الحفل بفقرة غنائية استعرضت أفلامه، كما حمل شعار الدورة صورته، وكان قد ترأس المهرجان على مدى 6 دورات، بينما تولى الناقد الكبير كمال رمزي الإشراف على هذه الدورة، وكرمته وزيرة الثقافة خلال الحفل.



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.