معتقلة سابقة من عفرين: وقعت اعترافاتي باللغة التركية

منظمة حقوقية تتحدث عن 74 حالة قتل و5 حالات انتحار لنساء

TT

معتقلة سابقة من عفرين: وقعت اعترافاتي باللغة التركية

تقول ناديا وهو الاسم الأول لسيدة كردية من بلدة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل سورية يدعمها الجيش التركي منذ ربيع 2018، إنها احتجزت 878 يوماً وتنقلت بين 9 معتقلات وتعرضت للاستجواب 25 مرة وزج بها في زنزانات مختلفة. في بداية حديثها ذكرت: «خلال أول 4 أشهر تم تعذيبي بشكل يومي خلالها تعرضت لانتهاكات، حيث كانوا يرشون المياه الباردة بالشتاء القارس».
احتجزت ناديا بداية 2018 عندما كانت تبحث عن زوجها المختطف قبلها بأيام. وقالت لـ«الشرق الأوسط» بأنها سجنت عند فصيل «فرقة الحمزات» برفقة 40 شخصا بينهم نساء كرديات، وتابعت: «كانوا يضربوننا بخرطوم المياه وقطع حديد. كانوا يقومون بوضع ملح الليمون تحت الأظافر».
واسترجعت في اتصال هاتفي عبر تطبيق «واتساب» الصور والذكريات المثقلة، وكيف تعرضت لمختلف أشكال التعذيب وأنها حاولت الانتحار طلباً للخلاص وقالــت: «أحالوني لزنزانة انفرادية وضربوني بأداة حادة ففقدت الوعي بعدها. لا أتذكر تحديداً كم بقيت فيها وكانوا يسحبوني من شعري وقاموا بسحلي مراراً».
وأفرج عن ناديا والنساء اللواتي كانوا في ذلك السجن منتصف العام الماضي بعد اقتتال داخلي بين «فرقة الحمزات» وفصائل منافسة، واحيلت إلى قضاء محلي نهاية العام نفسه وأفرج عنها شرط عدم مغادرة منزلها أو التحدث لوسيلة إعلامية. وقالت: «وقعت على أوراق باللغة العربية والتركية دون السماح لي بقراءة محتوها، كما جرى تصويري واعتراف بأنني لم أتعرض للتعذيب، وطلبوا عدم كتابة شيء على مواقع التواصل الاجتماعي»، على حد تعبيرها.
وكانت تركيا سيطرت على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في مارس (آذار) 2018، في عملية عسكرية أسمتها «غصن الزيتون» ودعمت فصائل سورية مقاتلة تنضوي بعضها في صفوف «الجيش الوطني».
بدوره حمل «المجلس الوطني الكردي» المعارض في بيان تركيا؛ مسؤولية إخراج الفصائل المسلحة من المناطق السكنية في عفرين والبلدات والقرى التابعة لها وتسليم إدارتها إلى سكانها الأصليين. ودعا البيان «الائتلاف» إلى الالتزام بتنفيذ الاتفاق الموقع مع المجلس «بخصوص العمل على وقف الانتهاكات وإعادة النازحين إلى ديارهم»
إلى ذلك، أحصت «منظمة حقوق الإنسان - عفرين» في تقرير خاص بمناسبة مرور 3 سنوات على سيطرة الجيش التركي على هذه البلدة الواقعة بريف حلب الشمالية، اختطاف نحو 7 آلاف مدني خلال ثلاث سنوات مضت ومصير أكثر من نصفهم لا يزال مجهولًا، إلى جانب توثيق 74 حالة قتل بينها لخمس حالات انتحار من نساء و69 حالة اغتصاب.
وقال مدير المنظمة إبراهيم شيخو، إنهم وثقوا حرق 12 ألف شجرة زيتون وحراجية متنوعة، «حرقوا ما يزيد عن ثلث المساحة المخصصة للزراعة والتي تقدر بأكثر من 11600 ألف هكتار، والاستيلاء على الآلاف من منازل المدنيين المهجرين قسرًا، وتحويل العشرات منها لسجون ومقرات تتبع الفصائل المسلحة».
في السياق، دعا «مجلس سوريا الديمقراطية» الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لـ«التحقيق بالجرائم التي ارتكبتها وترتكبها تركيا وفصائلها المرتزقة في منطقة عفرين، والكشف عن مصير أكثر من 7 آلاف مدني مختفين قسرياً»، وناشد في بيان الأطراف السورية إلى توحيد قواها لإخراج جميع الاحتلالات وفي مقدمتها تركيا «التي قوضت جهود حل الأزمة السورية واستغلت محنة السوريين، والعمل على عودة آمنة لسكان عفرين الأصليين وتعويضهم وإخراج كافة الدخلاء وإزالة كافة مظاهر الاحتلال».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».