> الدكتورة سنام وكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومسؤولة ملف إيران في معهد «تشاتام هاوس» بلندن، تقول إن العودة إلى الاتفاق النووي لن تكون بهذه البساطة التي يوحي بها تبادل الشروط بين واشنطن وطهران. وتضيف في تقرير عن آراء عدد كبير من الخبراء في المنطقة، بعنوان «الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتطلب أكثر من اتفاق نووي مع إيران»، أنه «لكي يكون الاتفاق النووي مستداماً، يجب عزله عن الانتكاسات السياسية المستقبلية». وترى وكيل أنه من دون خطة إقليمية ستظل أجندة بايدن المتعلقة بإيران والمنطقة عرضة لمعارضة خصومه من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومن شركاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
- مارك دوبوفيتز، كبير الباحثين في الشأن الإيراني في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في واشنطن، يقول إن «إدارة بايدن متهمة بأنها تستوحي سلوكها من نهج إدارة أوباما، إذ تواصل رفض توصيف التصعيد الإيراني الذي أثبت جدواه». ويتابع دوبوفيتز: «مقابل سياسة الضغط الأقصى لترمب، من الواضح أن استراتيجية إدارة بايدن لإعادة إيران إلى المفاوضات تتضمن تقديم تنازلات مسبقة لطهران، بما في ذلك فصل تهديدات إيران النووية عن تهديداتها الإقليمية».
- إسكندر وطن خا، (أليكس فاتانكا)، كبير الباحثين في الملف الإيراني في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، يرى أن إدارة بايدن «تريد تضمين مخاوف جميع الحلفاء، من أوروبا إلى إسرائيل إلى الدول العربية، وتريد بشكل مثالي عقد اتفاق نووي مع إيران». ويضيف - في لقاء مع «الشرق الأوسط» - شارحاً: «لكن في النهاية يحتاج فريق بايدن إلى تعاون طهران، والإيرانيون ليسوا مهتمين حقاً باتفاق معزّز يقيد أنشطتهم الإقليمية وتجاربهم الصاروخية. لذا فمساحة التفاوض ضيقة». ويستطرد: «رغم احتفاظ بايدن بالعقوبات التي فرضها ترمب، فهو لا يريد تكرار خطئه عبر المبالغة في استخدامها. وبما أن الطرفين يرسلان إشارات واضحة عن نيتهما للعودة إلى المفاوضات، فإن التجاذب الآن هو بين مَن (يرمش أولاً)».
فاتانكا يعتقد أن الضربة الجوية الأميركية الأخيرة تشكل تحذيراً لإيران، لكنه تحذير محسوب بدقة، إذ تأمل واشنطن وطهران ببدء المفاوضات النووية قريباً. وهو لا يعتقد بوجود «لوبي» بالمعنى الهيكلي للوزير جواد ظريف في واشنطن فلدى مكتب مكافحة التجسس التابع لـ«مكتب التحقيقات الفيدرالي» (إف بي آي) القدرة على إيقاف مثل هذا «اللوبي». ولكن إذا وُجد مثل هذا «اللوبي» في واشنطن، فسيكون ذلك لأن الأميركيين على استعداد للتسامح معه.
ثم يستدرك: «رغم ذلك، ورغم عدم وجود لوبي إيراني منظم، بالإمكان التحدث عن مجموعة من المحللين والكتاب والباحثين الذين يكتبون ويعملون على ملف إيران، ويرفضون الاعتراف بأن مشاكل إيران مع الولايات المتحدة، وجيرانها أكبر من مجرد قضية نووية... وإذا أرادت إيران تطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع جيرانها، فعليها القبول بتوسيع العملية الدبلوماسية لتشمل القضايا غير النووية ومشاركة جيرانها أيضاً».
ماذا يقول الخبراء؟
ماذا يقول الخبراء؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة