لاعبون يسعون للانضمام إلى قائمة إنجلترا للمرة الأولى في نهائيات كأس الأمم الأوروبية

من جيمس جاستن في ليستر... إلى مات تارغيت بأستون فيلا... مروراً بلاعب ليدز باتريك بامفورد

جيمس جاستن - مات تارغيت - إميل سميث رو - باتريك بامفورد - أولي واتكينز
جيمس جاستن - مات تارغيت - إميل سميث رو - باتريك بامفورد - أولي واتكينز
TT

لاعبون يسعون للانضمام إلى قائمة إنجلترا للمرة الأولى في نهائيات كأس الأمم الأوروبية

جيمس جاستن - مات تارغيت - إميل سميث رو - باتريك بامفورد - أولي واتكينز
جيمس جاستن - مات تارغيت - إميل سميث رو - باتريك بامفورد - أولي واتكينز

قد يكون من المبكر الحديث عن نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي ستقام بعد عدة أشهر من الآن، لكن نظراً لتأجيل المسابقة وعدم إقامتها الصيف الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا فقد بدأت حالة الترقب في وقت مبكر هذه المرة، على الأقل بالنسبة لجمهور المنتخب الإنجليزي. وهناك كثير من اللاعبين الذين يقدمون مستويات جيدة للغاية ويسعون للانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي بقيادة المدير الفني غاريث ساوثغيت. ومن المؤكد أن قائمة المنتخب الإنجليزي المكونة من 23 لاعباً سيكون معظمها من اللاعبين الذين لعبوا من قبل تحت قيادة ساوثغيت، لكن هناك فرصاً للاعبين آخرين لم يلعبوا أي مباراة دولية مع منتخب «الأسود الثلاثة» للانضمام للقائمة للمرة الأولى. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على خمسة لاعبين يقدمون أداء جيداً، ويسعون لمواصلة العمل على المنوال نفسه من أجل نيل شرف الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي للمرة الأولى.

جيمس جاستن
(ليستر سيتي)
يعد جيمس جاستن إحدى المواهب التي لم تنضم لصفوف المنتخب الإنجليزي من قبل، لكنه يقدم مستويات استثنائية هذا الموسم تجعله مرشحاً بالقوة للانضمام لقائمة منتخب بلاده للمرة الأولى، خصوصاً أنه يجيد اللعب في أكثر من مركز. ويجب الاتفاق على أنه إذا كان هناك مركز في المنتخب الإنجليزي يضم عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين ولا يحتاج إلى أي دعم، فإن هذا المركز هو الظهير الأيمن، أو بالأحرى الناحية اليمنى، سواء الدفاعية أو الهجومية، لكن قدرة جاستن على اللعب بالقوة نفسها ناحية اليسار تجعله خياراً مهماً لساوثغيت.
ومن الواضح للجميع أن المنتخب الإنجليزي لا يمتلك الخيارات القوية نفسها ناحية اليسار، حتى لو كان المستوى المميز الذي يقدمه لوك شو الظهير الأيسر لمانشستر يونايتد في الآونة الأخيرة يجعله الأقرب إلى حجز مكان في قائمة المنتخب الإنجليزي، إلى جانب بن تشيلويل. ويعد نجم آرسنال بوكايو ساكا أحد اللاعبين الذين يمكنهم اللعب في هذا المركز أيضاً، لكن من المعروف أن هذا ليس أفضل مركز يلعب بالنسبة له.
وفي المقابل، يتميز جاستن بالقوة البدنية الهائلة والحماس الشديد، بالإضافة إلى قدرته على اللعب في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، وهي الصفات التي تجعله خياراً جيداً لساوثغيت. ولعب جاستن، البالغ من العمر 22 عاماً، كل دقيقة في جميع المباريات التي لعبها ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.

أولي واتكينز (أستون فيلا)
بعد صيام عن التهديف استمر لتسع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، عاد أولي واتكينز لهز الشباك من جديد وتقديم مستويات رائعة تجعله محط إشادة الجميع. من المؤكد أن إحراز اللاعب لأكثر من عشرة أهداف في أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز يعد أمراً مثيراً للإعجاب، لكن الأمر لا يقتصر على إحراز الأهداف فقط، حيث يقدم اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً أداء قوياً للغاية يجعله حُلماً لأي مدير فني وكابوساً لأي مدافع يلعب أمامه.
ويمكن القول بكل بساطة إن واتكينز لا يتوقف عن الركض داخل الملعب. فبالإضافة إلى الموهبة الفذة التي يمتلكها اللاعب، فإنه يمتلك رغبة هائلة في بذل جهد خارق من أجل مساعدة فريقه داخل الملعب، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل واضح على أداء ونتائج أستون فيلا هذا الموسم. وقد أكد المدير الفني لأستون فيلا، دين سميث، في مناسبات لا حصر لها أن واتكينز يقدم أداء لا يقدمه أي مهاجم آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، خصوصاً فيما يتعلق بالضغط على لاعبي الفريق المنافس والتزامه الشديد داخل الملعب.
ويعول ساوثغيت كثيراً على الدفاع من الأمام، وهو الأمر الذي يجيده واتكينز كثيراً، فضلاً عن أنه لا يتوقف عن الركض في المساحات الخالية والتسبب في إزعاج كبير للمدافعين. وإذا استمر واتكينز على هذا المنوال، فمن المؤكد أنه سيحجز مكاناً في قائمة المنتخب الإنجليزي خلال الفترة المقبلة.

باتريك بامفورد (ليدز يونايتد)
لم يتم استدعاء باتريك بامفورد لقائمة المنتخب الإنجليزي من قبل. ولو انتقد أي شخص هذا الأمر قبل بداية الموسم الحالي، لتم التشكيك في القدرات العقلية لهذا الشخص على الفور! والأكثر من ذلك أن كثيراً من جمهور ليدز يونايتد نفسه كانوا يرون أن اللاعب لا يمتلك المقومات والقدرات التي تجعله يقود خط هجوم الفريق في دوري الدرجة الأولى، وليس في الدوري الإنجليزي الممتاز! ومع ذلك، نجح اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً في إسكات جميع منتقديه من خلال الأداء القوي الذي يقدمه هذا الموسم، حيث سجل 14 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه أكثر لاعب في المسابقة بأكملها تسجيلاً للأهداف من اللعب المفتوح، بالتساوي مع نجم توتنهام هوتسيبر، سون هيونغ مين، بـ11 هدفاً.
وعلاوة على ذلك، من الواضح للجميع أن بامفورد يمتلك ذكاء منقطع النظير فيما يتعلق بالتمركز الصحيح داخل الملعب والوقوف في أماكن تساعده في تشكيل الخطورة وإحراز الأهداف. ومع ذلك، قد تكون المشكلة التي تواجهه تتمثل في سنه، نظراً لأن ساوثغيت نادراً ما يضم لاعبين فوق 25 عاماً لصفوف المنتخب الإنجليزي للمرة الأولى. ومنذ توليه القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي في عام 2016، أعطى ساوثغيت 43 لاعباً فرصة الانضمام لمنتخب إنجلترا لأول مرة، ثلاثة منهم فقط أكبر سناً من بامفورد الآن: كونور كوادي، وأليكس مكارثي، وجاك كورك، الذين لم يلعبوا سوى أربع مباريات دولية فيما بينهم.

مات تارغيت (أستون فيلا)
يعد مات تارغيت من بين اللاعبين الذين كان يستبعد انضمامهم لقائمة المنتخب الإنجليزي بشكل كبير قبل بداية هذا الموسم. لكن مستواه تطور بشكل مذهل، خصوصاً خلال الشهرين الماضيين، لا سيما في الجوانب الدفاعية. وتشير الأرقام إلى أنه يتصدر قائمة مدافعي الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث استخلاص الكرات بمعدل 2.2 مرة كل 90 دقيقة، كما لا تتم مراوغته إلا بمعدل 0.8 كل 90 دقيقة، فضلاً عن أن عدد الأخطاء التي يرتكبها قد انخفض بشكل كبير عن السابق، حيث يصل إلى 0.6 خطأ لكل 90 دقيقة.
لكن أحد العوائق الواضحة أمام انضمامه لقائمة المنتخب الإنجليزي يتمثل في عدم قدرته على القيام بالواجبات الدفاعية والهجومية لدور الظهير والجناح بالقوة نفسها. ومع ذلك، فإن شراكته القوية وتفاهمه الواضح مع جاك غريليش في الناحية اليسرى مع أستون فيلا يصبان في صالحه. وإذا انضم قائد أستون فيلا، جاك غريليش، لقائمة المنتخب الإنجليزي كما هو متوقع، فإن ذلك قد يعطي فرصة أكبر للاعبين الذين يفضل اللعب بجانبهم في أستون فيلا، خصوصاً تارغيت وواتكينز.

إميل سميث رو (آرسنال)
من الواضح للجميع أن إميل سميث - رو قد أحدث تأثيراً هائلاً على شكل وأداء آرسنال بمجرد دخوله في التشكيلة الأساسية للفريق، خصوصاً أنه يتمتع بقدرات وفنيات هائلة فيما يتعلق باتخاذ القرارات في التوقيت المناسب والتمركز بشكل جيد داخل الملعب. إنه يعرف متى يحتفظ بالكرة ومتى يمررها، كما يمكنه لعب كرة سريعة من لمسة واحدة، هي الصفات التي دائماً ما يعجب بها ساوثغيت، لكن هناك شقين فيما يتعلق بسميث رو.
أولاً وقبل كل شيء، ستكون هناك منافسة شديدة للغاية في المراكز الهجومية في قائمة المنتخب الإنجليزي في الوقت الحالي. وهناك عدد كبير من اللاعبين المميزين الذين يمتلكون خبرات أكبر من سميث رو البالغ من العمر 20 عاماً. ثانياً، لا يعتمد ساوثغيت على صانع ألعاب في كثير من الأحيان، ولهذا السبب قد يجد لاعبون مثل سميث رو وجيمس ماديسون صعوبة في الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».