اتفاق بين سيول وطهران على «مقترحات» بشأن مليارات الدولارات المجمّدة

ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية ترافقها زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني (أ.ب)
ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية ترافقها زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني (أ.ب)
TT

اتفاق بين سيول وطهران على «مقترحات» بشأن مليارات الدولارات المجمّدة

ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية ترافقها زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني (أ.ب)
ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية ترافقها زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني (أ.ب)

اتفقت كوريا الجنوبية وإيران على القيام بخطوات من شأنها أن تفسح المجال للإفراج عن مبالغ مالية مرتبطة بالنفط تقدّر بمليارات الدولارات، وفق ما أفادت سيول، اليوم (الثلاثاء)، لكنها أشارت إلى أن الاتفاق سيحتاج إلى موافقة واشنطن، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
واحتجزت طهران الشهر الماضي ناقلة نفط ترفع العلم الكوري الجنوبي في مياه الخليج، مشيرةً إلى «انتهاكها المتكرر لقوانين البيئة البحرية».
وجاء احتجاز الناقلة بعدما حضّت طهران سيول على الإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمّدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران على خلفية برنامجها النووي.
وأفادت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بأن حاكم المصرف المركزي الإيراني توصل مع سفير سيول إلى اتفاق في طهران. وقالت في بيان إن «إيران وافقت على مقترحاتنا بشأن استخدام الأموال»، دون أن تقدّم تفاصيل.
وصدرت تلميحات إلى أن الأموال قد تُستخدم لشراء لقاحات ضد فيروس «كورونا» أو تسديد ديون إيران في الأمم المتحدة. لكنّ الوزارة الكورية الجنوبية أضافت أنه «سيتعيّن التشاور مع الجهات المعنية بما فيها الولايات المتحدة من أجل الرفع الفعلي لتجميد الأموال».
ويوحي التصريح بأن القرار النهائي بشأن أي تحويلات سيكون لواشنطن، التي تصر على وجوب اتّخاذ إيران الخطوة الأولى لحل الخلاف بشأن برنامجها النووي.
وأصدرت إيران بياناً منفصلاً بشأن الاتفاق قال فيه محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، إن طهران ستواصل المطالبة بتعويضات من مصارف كوريا الجنوبية.
وقال، وفق ما نقلت عنه وكالة «إرنا»، إنه على الجانب الكوري الجنوبي أن «يبذل المزيد من الجهود لإزالة هذه الخلفية السلبية».
يذكر أـن إيران كانت مزوّداً أساسياً بالنفط لكوريا الجنوبية الفقيرة للموارد إلى أن حظرت واشنطن عمليات الشراء. وأعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب في 2018 انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى وأعاد لاحقاً فرض عقوبات على إيران.
وحسب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، فإن لدى طهران مبالغ مالية قدرها سبعة مليارات دولار محجوزة في سيول.
ونفت طهران مراراً أي صلة بين احتجاز السفينة والإفراج عن الأموال، وقالت في وقت سابق هذا الشهر إنها وافقت على السماح لأفراد الطاقم بالمغادرة في «خطوة إنسانية».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.