مصر تطلق «بوابة الاستكشاف والإنتاج» بمزايدة عالمية

بحث زيادة التعاون الطاقي مع الأردن

وزير البترول المصري في لقاء عبر الفيديو مع 10 من رؤساء شركات البترول العالمية الكبرى
وزير البترول المصري في لقاء عبر الفيديو مع 10 من رؤساء شركات البترول العالمية الكبرى
TT

مصر تطلق «بوابة الاستكشاف والإنتاج» بمزايدة عالمية

وزير البترول المصري في لقاء عبر الفيديو مع 10 من رؤساء شركات البترول العالمية الكبرى
وزير البترول المصري في لقاء عبر الفيديو مع 10 من رؤساء شركات البترول العالمية الكبرى

قالت وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر الخميس إنها ستطرح أول مزايدة عالمية للتنقيب عن البترول والغاز في العام الجاري في 24 منطقة.
وقال مسؤول بوزارة البترول لرويترز إن الوزارة طرحت المزايدة الأربعاء على أن تنتهي في الأول من أغسطس (آب) المقبل. وأضاف أن المزايدة تشمل تسع مناطق للبحث والتنقيب في البحر المتوسط، و12 منطقة في الصحراء الغربية، وثلاث مناطق في خليج السويس.
وجاء ذلك بالتزامن مع إعطاء شارة بدء التشغيل الفعلي لـ«بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج» Egypt Upstream Gateway كأول منصة رقمية توفر البيانات الجيولوجية لأنشطة البحث والاستكشاف والإنتاج في مصر بمعايير عالمية، وذلك في إطار برنامج جذب الاستثمارات ضمن مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول.
وثمن المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مجهودات العاملين في مشروع البوابة لنجاحهم في إنجاز المشروع بعد مرور 12 شهرا من توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة البترول وشركة شلمبرغير لإنشاء البوابة.
وأشار الملا إلى أن مشروع البوابة يعد أول منصة إلكترونية من نوعها في مصر وعلامة فارقة في مجهودات التحول الرقمي وخطوة مهمة تتخذها مصر للوصول لمستوى عالمي في مجال البحث والاستكشاف عن البترول والغاز، حيث تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات من خلال إتاحة البيانات الجيولوجية والترويج الفعال للفرص الاستثمارية بشكل عصري ومتطور وسهل الوصول إليه للشركات العالمية المهتمة بالاستثمار في مجال البحث والاستكشاف، مما سينتج عنه زيادة وتسريع عمليات البحث والاستكشاف وبالتالي تحقيق المزيد من الاكتشافات وزيادة الإنتاج.
وخلال الفعاليات، قام 10 من رؤساء شركات البترول العالمية الكبرى ومن ضمنها إيني الإيطالية وأباتشي الأميركية وفنترشال ديا الألمانية، بالتوقيع على اتفاقيات عضوية في بوابة مصر للبحث والاستكشاف، وهو ما يعد شهادة ثقة من هذه الشركات العاملة في مجال البحث والاستكشاف في مناخ مصر الجاذب للاستثمار والفرص الواعدة التي تزخر بها.
من جانبه، أكد أوليفييه لو بوش، رئيس شركة شلمبرغير العالمية، أن البوابة ستطلق كافة إمكانات قطاع البترول وسيكون لها تأثير سريع على مجال البحث والاستكشاف، وأنها تعتبر معيارا أساسيا لصناعة البترول والغاز في مصر لتحسين الأداء وإعطاء أفضلية في ظل منافسة عالمية قوية، ولتحقيق أهداف الاستدامة للأجيال القادمة. وأشار إلى أن شركة شلمبرغير تفخر بشراكتها القوية والممتدة مع قطاع البترول المصري وأن البوابة مثال قوي لهذه الشراكة الناجحة ونتاج لمنظومة التنمية المستدامة التي تنتهجها مصر في كافة الأنشطة والمجالات.
وفي سياق منفصل، بحث الملا مع وزيرة الطاقة والثروة المعدنية بالأردن المهندسة هالة زواتي، التي تزور القاهرة حالياً، العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مجالات البترول والغاز والطاقة، وسبل دعمها خلال الفترة المقبلة تعظيماً للمنافع الاقتصادية والتوازن والتكامل بين البلدين.
كما تم خلال اللقاء استعراض تطورات التعاون بين الدول الأعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط والجهود المبذولة في ظل جائحة «كورونا»، فضلا عن بحث مجالات العمل الجديدة لتوسيع أطر التعاون الجاري.
وقال الملا إن التكامل بين البلدين خاصةً في مجال الغاز الطبيعي شهد تطوراً ملحوظاً بدعم الإرادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بما يسهم في زيادة حجم التعاون وتنمية حجم أعمال الشركات المصرية داخل الأردن.
من جانبها، أكدت زواتي أن التنسيق والتعاون بين البلدين في مجال الغاز والبترول يمثل نموذجاً للتعاون المشترك ويؤكد عمق العلاقات ويعد تتويجاً للعمل المشترك، مشيدة بأداء الشركات البترولية المصرية العاملة في الأردن وتنفيذها للمشروعات بأعلى المواصفات وفي التوقيتات المحددة وفقاً للبرامج الزمنية الموضوعة.


مقالات ذات صلة

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.