رفض واسع لـ«استدعاء» اللجنة النيابية لوسائل الإعلام

TT

رفض واسع لـ«استدعاء» اللجنة النيابية لوسائل الإعلام

أثارت دعوة «لجنة الإعلام والاتصالات» في البرلمان اللبناني، ممثلي وسائل الإعلام لحضور اجتماع في مجلس النواب أمس، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية، دفع بعض وسائل الإعلام إلى اعتبارها «استدعاء»، فيما رأى بعض النواب أنها جلسة «مساءلة للإعلام»، وهو ما دفع رئيس اللجنة النائب حسين الحاج حسن إلى احتواء الموقف، سواء لجهة تطمين الإعلاميين أو النواب الذين اعترضوا على هذه الطريقة، بحسب ما قالت مصادر نيابية.
وجاءت الجلسة بعد اشتباك إعلامي بين جمهور «حزب الله» ووسائل إعلام اتهمت الحزب باغتيال الباحث اللبناني لقمان سليم، انتهى بحجب مزودي شبكات الكابل قناة «إم تي في» في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبالنظر إلى أن رئيس اللجنة هو النائب حسين الحاج حسن أحد ممثلي الحزب في البرلمان، «ترك الاجتماع انطباعاً لدى الإعلاميين وبعض النواب بأن الحزب يقف وراء دعوة الإعلاميين إلى الجلسة»، بحسب ما قالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط».
وقال الحاج حسن إن هذه الجلسة «ليست للمساءلة ولا للمحاسبة بل لأجل معالجة بعض الظواهر الإعلامية التي تراكمت خلال الفترة الماضية». وأكد أنه «ليس مطلوبا من أي وسيلة إعلامية أن تغير موقفها السياسي ولا رأيها»، وقال إن «الأخطاء التي ندعو إلى معالجتها، هو ما يمكن أن يؤدي إلى إثارة الفتن أو تهديد الاستقرار والأمن الوطني أو إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والاجتماعية أو التجريح أو الشتيمة أو القدح والذم أو الافتراء، خصوصا الافتراء الجنائي غير المستند إلى تحقيق».
وأثارت الجلسة انقساماً وهجوماً من قبل الإعلاميين على الطريقة التي تمت دعوتهم بها، وصولاً إلى اعتبارها «استدعاء ينسجم مع موقف (حزب الله)». وقال عضو اللجنة النائب طارق المرعبي لـ«الشرق الأوسط»: «إذا شعر الإعلاميون بهذا الانطباع، فهذا يعني أن الطريقة كانت خطأ»، مشيراً إلى ضرورة أن «نقف إلى جانب الإعلاميين في هذه الظروف الصعبة وليس دعوتهم بطريقة تترك لديهم انطباعاً بأنهم مستدعون للتطويع».
وقال المرعبي، من «كتلة المستقبل»: «يجب أن يكون هناك تنسيق بين اللجنة ووسائل الإعلام بما يصب في مصلحة السلم الأهلي، ونحن نرفض هذه الطريقة». وقال إن النائب الحاج حسن «أوضح موقفه بأن الدعوة بغرض النقاش وليست لتطويع الإعلام أو تقويض الحرية».
من جهته، أكد عضو اللجنة النائب عماد واكيم أن الجلسة «لم تكن استدعاء»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «أننا كنا إلى جانب الإعلاميين، وأكدنا أن المشكلة لا علاقة للإعلام بها الذي ينقل التصاريح، بل المشكلة سياسية ذلك أن الجيوش الإلكترونية تابعة للأحزاب وليس لوسائل الإعلام وهي من يزرع التشنج وليس الإعلام».
واعتبرت النائبة رولا الطبش أن الجلسة «لم تكن لمناقشة الأوضاع الإعلامية الراهنة وتأثيراتها على الرأي العام وعلى الاستقرار»، كما جاء في نص الدعوة، بل «كانت جلسة مساءلة لممثلي الوسائل الإعلامية الحاضرة، بل تحميلها كل مسؤولية التوتر الحاصل».
بدورها، اعتبرت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان أن «واجب لجنة الإعلام أن تقاتل لإعادة بث MTV وقناة (الجديد) في مناطق نفوذ (حزب الله) بدل توبيخ الإعلام الحر والضغط عليه». وقالت: «الحرية من الأساسيات لبقاء القطاع الإعلامي المستقل ركيزة لقيامة البلد ولاستمراره».
وحاول الحاج حسن احتواء هذا الجدل، إذ دعا في مؤتمر صحافي إلى «أن نقف جميعا في صف واحد حتى لا تتحول الحرية إلى اعتداء والرأي إلى تجريح وحرية الرأي إلى تجريح، وحتى لا تتحول الحقيقة إلى افتراء»، ورداً على اتهام «حزب الله» بقطع البث، قال: «الناس لديها ردة فعل... نحن مع إعادة البث إلى كل الناس، إنما عليكم أن تتوقعوا ردة فعل الناس. فكما أنتم لديكم حرية رأي، الناس أيضا لديهم الحرية في أن يروا أو لا».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.