حازت ستيفاني ويليامز، المبعوثة الأممية لدى ليبيا بالإنابة، على إعجاب ورضا قطاع واسع من الساسة والمواطنين الليبيين في البلد الذي يعاني الفوضى منذ عشر سنوات، وذلك عقب نجاحها في إدارة ملتقى الحوار الذي انعقد في جنيف مدة خمسة أيام، وانتهى إلى اختيار السلطة التنفيذية الجديدة.
وبعد اتهامات كثيرة وجهت للبعثة ورئاستها بأنها «تدير مؤامرة لاختيار شخصيات بعينها لتولي هذه المناصب التنفيذية»، تسابق الليبيون في وصف ويليامز بأنها «امرأة حديدية مثابرة صابرة» تمكنت من إنجاز ما فشل فيه المبعوثون السابقون.
وقال الشيخ محمد البرغوثي، عضو فريق الحوار رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، إن البعثة الأممية في ليبيا «لها كل التقدير والاحترام، وعلى رأسها السيدة الحديدية الصامدة الصابرة»، داعياً الحاضرين في ملتقى الحوار مساء أول من أمس إلى تحيتها.
وأضاف البرغوثي: «هذه السيدة تستحق التحية والتقدير والاحترام، ومن ينسى موقفها فليس من أهل الوفاء».
وعين أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الأميركية ويليامز في الثاني من يوليو (تموز) عام 2018 نائباً لممثله الخاص للشؤون السياسية في ليبيا. وفي مارس (آذار) 2020، قرر تعيينها رئيسة للبعثة بالإنابة، خلفاً للمبعوث السابق غسان سلامة.
وتعد عملية اختيار سلطة تنفيذية مؤقتة في ليبيا المهمة الأخيرة لويليامز، قبيل تسلم المبعوث الجديد السلوفاكي المخضرم يان كوبيش الذي وافق مجلس الأمن الدولي على تعيينه في ليبيا.
وويليامز التي يتسابق قطاع كبير من الليبيين في مدحها الآن متزوجة، ولديها طفلان، وقد تخرجت بمرتبة الشرف من جامعة ميريلاند عام 1987، بشهادة مزدوجة في الاقتصاد والعلاقات الحكومية. وفي عام 1989، حصلت على درجة الماجستير في الدراسات العربية من مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون. وتوصف بأنها خريجة «متميزة» في الكلية الحربية الوطنية، حيث حصلت على شهادة الماجستير في دراسات الأمن القومي عام 2008، وهي متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، وتتحدث اللغة العربية.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي عبد العظيم البتشي: «لقد أنجزت ويليامز لليبيا والليبيين وصولاً آمناً لمحطة التوافق المهمة، ويمكنني القول بمنتهى الصراحة إنه لولا جهودها لما كنا وصلنا إلى هذا المرحلة»، متابعاً: «نشكر جهودك الحثيثة المخلصة، أيتها السيدة المثابرة، كما نثمن مجهودات كل المشاركين بالحوار على التجاوب، والتحلي بحس المسؤولية الوطنية تجاه شعبكم الذي عانى الكثير، وعملكم المهم للبدء في إخراجه من أزمته».
وتمتلك ويليامز خبرة تزيد على 24 عاماً في الحكومة والشؤون الدولية، بما في ذلك توليها منصب نائب رئيس بعثة الولايات المتحدة الأميركية في العراق (2016-2017)، والأردن (2013-2015)، والبحرين (2010-2013).
ومن جانبها، وجهت الإعلامية الليبية صباح سليمان التحية لويليامز، ووصفتها بأنها «امرأة قوية مسيطرة، لديها قدرة فائقة على ضبط الأوضاع في لحظة».
وتوافد على ليبيا 6 مبعوثين أمميين، منذ إسقاط نظام العقيد القذافي حتى الآن، في محاولات متتالية لإيجاد سبيل يخرج البلاد من حالة الاقتتال والانقسام إلى تسوية عادلة تسهم في إعادة الاستقرار إلى البلد الغني بالنفط، وتعيد ترتيب الأمور، بداية من عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني الأسبق، وانتهاء بالأكاديمي اللبناني غسان سلامة.
ليبيون يشيدون بإدارة ويليامز لملتقى الحوار الليبي
بعد اتهامها بـ«إدارة مؤامرة» لاختيار شخصيات للمناصب التنفيذية
ليبيون يشيدون بإدارة ويليامز لملتقى الحوار الليبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة