أجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ12 للندوة العالمية للشباب الإسلامي، أمس، في مراكش على حساسية السياق الإقليمي والدولي الذي تنعقد فيه المظاهرة. وقال صالح بن سليمان الوهيبي، الأمين العام للندوة التي يحضرها 800 مشارك من 90 دولة إن «المؤتمر ينعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية، وقد صاحب ذلك انفتاح إعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، مما أحدث تغيرا كبيرا في الأنماط الفكرية والنفسية والسلوكية لدى الشباب»، مشيرا إلى أن هذا أمر يستدعي النظر في التغيير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه، كما يقتضي الوقوف بجانب الشباب وترشيد مسيرتهم والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة في أمة تزدان بأن نسبة الشباب فيها هي الغالبية.
وأبرز الوهيبي أن «ما يجري في بعض أطراف عالمنا اليوم من أحوال فقر مدقع، واضطراب سياسي واجتماعي متنامٍ، وتطرف فكري أو جنوح إلحادي لهو مما يقلق المعنيين بأمور الدين والفكر والشباب؛ فقد اشتدت وطأة الفقر على مجتمعات كثيرة، واضطربت أحوال بعض البلدان، كما انتقل الغلو لدى فئات من الشباب من طور الفكر إلى طور العنف، وخرج عن الوسطية التي تحترم حق الإنسان في الاختلاف والأمن والعيش الكريم. وولد هذا الفكر موجات مضادة في بلاد غربية عدة تدعو إلى نبذ الإسلام، وتعرض المسلمون فيها إلى مضايقات مستمرة».
وقال الوهيبي بشأن موضوع المؤتمر الذي عقد تحت عنوان «الشباب في عالم متغير»، والنتائج المرجوة منه: «لا ندعي أننا نمتلك علاجا لهذه القضايا، لكننا نأمل من مؤتمرنا أن يسهم في تشخيص أحوال الشباب في عالمنا المتغير، وأن يقدم مقترحات، وأن يسلط الضوء على تجارب شبابية ناجحة من أنحاء شتى من عالمنا، علها تكون نبراسا يُقتدى به في العمل الشبابي».
ومن جهته، رأى محمد عز الدين المعيار الإدريسي، رئيس المجلس العلمي لمراكش، أن «الأمة الإسلامية تمر بمرحلة عصيبة تتطلب استراتيجية حكيمة وموحدة تستمد مضامينها من تعاليم الإسلام السمحة».
من جانبه، أكد عبد الرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، أن «مؤتمر مراكش يستمد أهميته من أنه يأتي في لحظة صعبة تمر منها الأمة الإسلامية، مما يتطلب دعم عمل الندوة العالمية للشباب الإسلامي والوقوف إلى جانبها».
وعبر سوار الذهب عن تطلعه إلى أن «يخرج المؤتمر بتوصيات تفيد وتصحح وتصوب أخطاء الشباب وتأخذ بيده لما فيه صالح الإسلام والمسلمين خاصة، والبشرية جمعاء، مع توجيه نداء عاجل وقوي يدعو لوقف التنازع والفرقة والعمل الجاد لما فيه وحدة الصف في عالم اتخذ من الإسلام عدوا».
وتوقف عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي، عند شعار المؤتمر، مشددا على «أننا ندين بدين ثابت رغم أن العالم يتغير»، مبرزا أننا «نوجد في مفترق طرق، ولكن أمامنا طريقا واحدا مستقيما هو صراط الله المستقيم»، مبرزا أهمية الإيمان بالله والعمل الصالح والتواصي بالحق وبالصبر. ورأى المنيع «أننا أمة وسط، دينها رحمة وعطف وتعايش ومودة». ودعا إلى «تصحيح الصورة المشوهة التي أوصلتنا إلى الفتن والشقاق، بشكل نقل صورة مشوهة عن الإسلام، الشيء الذي يستدعي العمل على تحسين صورة ديننا وإعادته إلى صورته الحقيقية».
من جهته، استعرض صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بعض خصائص وسمات الشباب، مبرزا أنه «كنوز الأمة المحفوظة لأيامها».
وتوقف بن حميد عند سمتين بارزتين؛ أولاهما أن الشباب اجتماعي بطبعه، وثانيها أنه طاقة إنسانية تتميز بالحماسة والجرأة والمثالية والفضول الإيجابي، مبرزا أن شخصية الشباب لا تقبل الضغط والقهر، مما يعكس قناعة الشباب بتغيير الواقع.
الندوة العالمية للشباب الإسلامي تبحث حال الشباب في عالم متغير
المنيع عضو هيئة كبار العلماء: ندين بدين ثابت رغم أن العالم يتغير
الندوة العالمية للشباب الإسلامي تبحث حال الشباب في عالم متغير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة