الحارة والريف والشوارع القديمة في معرض يجسّد {البيئة المصرية}

الحارة المصرية بشخوصها وتفاعلاتها
الحارة المصرية بشخوصها وتفاعلاتها
TT

الحارة والريف والشوارع القديمة في معرض يجسّد {البيئة المصرية}

الحارة المصرية بشخوصها وتفاعلاتها
الحارة المصرية بشخوصها وتفاعلاتها

تجتذب المقاهي والأسواق الشعبية في مصر، ومعهما حياة الحارة وملامح الشارع، ريشات الفنانين التشكيليين، في محاولة لتجسيد ملامح تراثية، وأخرى فلكلورية، عبر ثيمات فنية تميز البيئة المصرية، وفي هذا الإطار يأتي المعرض الجديد للتشكيلي المصري الدكتور عماد رزق، أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، والذي يحتضنه غاليري «قرطبة» بالقاهرة، ويستمر حتى 30 يناير (كانون الثاني) الحالي.
التعبير عن الحالة المصرية هذه المرة يخرج عن إطار المألوف، فمن خلال التجول بين المدرستين التعبيرية والتأثيرية تارة، أو الجمع بينهما تارة أخرى، نجد علواً في العلاقات التشكيلية بين المكان وبين الإنسان، وتنوعاً في اختيار تكويناتهما؛ فالمكان لدى الفنان ليس بالضرورة هو البطل، بل يأتي التفاعل بين حركة الإنسان مع روح المكان، أو شكل الإنسان مع خلفية المكان، ليكونا حجر الزاوية في أعمال المعرض، وبالتالي تكون المحصلة الخروج بعلاقات جمالية وليست تفصيلية بين عنصري اللوحة.
تظهر هذه الحالة التي يقدمها صاحب المعرض في 30 لوحة، يتجول على سطحها الفنان بشخوصه وتفاعلاتهم وحراكهم بين المناظر الطبيعية والبيوت القديمة والشوارع العتيقة والبيئة الريفية، ومن خلفها تظهر مفردات ترتبط بهذه البيئات، فنرى قدرة الفول، وعربة الفول، وعربة الكشري، والزحام في الأسواق، والتردد على الأماكن الأثرية والمساجد التاريخية.
كما يترك الفنان ثيمته الفنية المفضلة، التي اعتاد تقديمها على مدار 30 عاماً، إلى البيئة الصحراوية، مقدماً إياها بالأسلوب الفني نفسه، حيث استلهم من واحات مصر وحياة الصحراء، بعض العناصر، التي تتداخل أيضاً مع حركة الشخوص، أو قد تتخطى حركة الإنسان إلى الحيوان، فنرى حركة الماعز في هذه البيئة، والحالة الروحانية في الواحات بين البشر مع خلفيات أقبية المنازل.
يقول الفنان عماد رزق، لـ«الشرق الأوسط»، «تدور أعمال المعرض حول البيئة المصرية بعموميتها، التي تسيطر عليّ وعلى وجداني، فكل فنان يتأثر بالبيئة المحيطة، وأنا مرتبط بهذه البيئة منذ صغري، بحكم نشأتي الريفية في أحضان دلتا النيل؛ وهو ما جعلني أفضّل التعبير عنها من خلال (البساطة) التي تفتحت عيناي عليها، ثم بالانتقال إلى القاهرة انعكس ذلك على التعبير عن البيئة الشعبية في أحياء مصر القديمة والقلعة والحسين، وبالتالي تدور أعمالي في فلك هذه البيئات، واستهلهم منها دائماً ما يقبع بين الذاكرة والموروث».
يشرح الفنان رؤيته الخاصة، حيث التفاعل بين الإنسان والمكان، بقوله «رغم أن لوحات المعرض تدور حول البيئة المصرية، فإن المكان لا يأتي بطلاً بالضرورة، فقد يكون المبنى هو الخلفية، إنما تأتي حركات الأشخاص وعلاقتهم التشكيلية بالمكان هي الأصل، كما أن معظم الأشخاص ليسوا بملامح كاملة، بل أعتمد على صفتهم التشريحية والبناء العام لهم، فما أحاول إبرازه هو أن يشعر المتلقي بالحالة بالقائمة ومحاولة اكتشاف العلاقات الترابطية، وبالتالي نجد علاقات تشكيلية بينها علاقة جمالية وليست تفصيلية، بمعنى أن التفصيلة يشعر بها المتلقي ولا يشاهدها».
أعمال المعرض نجد اللون ظاهراً فيها بقوة ليتماشى مع أسلوب الفنان، مع استخدام تأثيرات الضوء والظل، حيث نجد معالجة اللون بشكل تأثيري بحس تعبيري؛ فاللوحات تتحرر من الشكل الحقيقي أو قد لا تلتزم بلون المكان الظاهر فيها.
ويلفت رزق إلى أن معرضه مقسم إلى مجموعات عدة، كل مجموعة لها تعبّر عن حالة وعن فكرة، وبالتالي يتم تطويع اللون وفق ذلك لتوصيل الإحساس الذي يريده؛ فالألوان الرمادية نجدها في التعبير عن مجموعة اللوحات المعبرة عن البيئة الصحراوية والواحات المصرية بما يتناسب مع الحالة الروحانية، والألوان البنية نجدها تنعكس على سطح اللوحات المعبرة عن الحارة الشعبية، ثم الألوان المعتادة عند التطرق إلى مناظر الطبيعة.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.