الأكراد يسيطرون على قرية في كوباني بدعم مجموعتين من المعارضة السورية

مقتل 12 عنصرا من «داعش»

الأكراد يسيطرون على قرية في كوباني بدعم مجموعتين من المعارضة السورية
TT

الأكراد يسيطرون على قرية في كوباني بدعم مجموعتين من المعارضة السورية

الأكراد يسيطرون على قرية في كوباني بدعم مجموعتين من المعارضة السورية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن «وحدات حماية الشعب مدعمة بكتائب مقاتلة تمكنت أمس من السيطرة على قرية ماميد جنوب غربي مدينة عين العرب (كوباني) عقب اشتباكات عنيفة مع (داعش)».
وجاء ذلك بعد سيطرة المقاتلين الأكراد السبت الماضي على قرية ترمك الواقعة بين هضبة مشتة نور وطريق حلب - كوباني، لتكون أول قرية تسيطر عليها وحدات الحماية منذ بدء هجومها المضاد على التنظيم الجهادي المتطرف قبل نحو الشهر.
كما واصلت الوحدات الكردية تقدمها داخل عين العرب، «والسيطرة على مدرسة الشريعة وشمالها وشرقها، وعلى مسجد سيدان»، بحسب المرصد.
وفي مطلع الأسبوع، سيطر المقاتلون الأكراد على قمة هضبة مشتة نور داخل المدينة، مما مكنهم من السيطرة ناريا على طرق إمدادات تنظيم «داعش» من حلب والرقة، بالإضافة للسيطرة النارية على كامل عين العرب. وأسفرت الاشتباكات أمس، عن مقتل 12 عنصرا على الأقل من تنظيم داعش، بحسب المرصد، بالإضافة إلى قتلى لم يحدد عددهم في صفوف مقاتلي هذه الوحدات. وأشار إلى أن هذه الأخيرة استولت على «دبابة وسيارة تحمل رشاشا ثقيلا».
وذكر المرصد أن «طائرات التحالف العربي - الدولي استهدفت بضربات عدة تمركزات ومواقع لتنظيم داعش في مدينة عين العرب».
وتحدث الإعلامي الكردي مصطفى عبدي المتابع للوضع في كوباني، عن تحرير 3 قرى جنوب وغرب كوباني.
ونشر على صفحته على موقع «فيسبوك» صورا تظهر القوات الكردية وهي تغنم أسلحة وذخائر من مسلحي «داعش» بعد تحرير المعهد الشرعي داخل كوباني.
وأوضح المرصد السوري أن التنظيم داعش لا يزال يحتفظ بشريط في شرق المدينة، وهي المناطق التي دخلها في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) لدى اقتحام عين العرب. كما أشار إلى مشاركة مجموعتي لواء ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال المقاتلتين ضمن المعارضة السورية المسلحة في المعارك إلى جانب الأكراد.
وبدأ تنظيم داعش هجومه في اتجاه عين العرب في 16 سبتمبر (أيلول) ، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل أن يدخل المدينة في 3 أكتوبر . وكادت المدينة تسقط في أيديهم. إلا أن المقاتلين الأكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية أكتوبر.
ويعود الفضل في تغيير ميزان القوى على الأرض إلى الضربات الجوية التي يوجهها التحالف الدولي بقيادة أميركية لمواقع التنظيم، بالإضافة إلى تسهيل تركيا دخول أسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الأكراد إلى المدينة.
وقتل في معارك كوباني، بحسب المرصد السوري، أكثر من 1600 شخص.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.