اقتصاد فرنسا أمام تحد صعب ويعوّل على «النصف الثاني»

انكمش 4 % خلال الربع الأخير... وتوقع زيادة الإفلاس

اقتصاد فرنسا في تحد صعب ويعول على «النصف الثاني»
اقتصاد فرنسا في تحد صعب ويعول على «النصف الثاني»
TT

اقتصاد فرنسا أمام تحد صعب ويعوّل على «النصف الثاني»

اقتصاد فرنسا في تحد صعب ويعول على «النصف الثاني»
اقتصاد فرنسا في تحد صعب ويعول على «النصف الثاني»

قال البنك المركزي الفرنسي، الأربعاء، إن اقتصاد البلاد انكمش على الأرجح 4 في المائة خلال الربع الأخير من العام الماضي مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة، رغم أن النشاط زاد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد رفع إجراءات عزل عام كانت مفروضة لمكافحة انتشار فيروس «كورونا».
وفي ضوء الأداء في الربع الرابع، قال «بنك فرنسا (البنك المركزي)» إنه متمسك بتقديره السابق بأن ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو انكمش 9 في المائة على مدى العام الماضي.
كما يقدر البنك المركزي أن أداء الاقتصاد هذا الشهر منخفض 7 في المائة عن مستويات ما قبل الأزمة، دون تغيير عن ديسمبر الماضي، لكنه سجل ارتفاعاً من «سالب» 11 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حين كانت البلاد تخضع لثاني إجراءات عزل عام بسبب «كورونا».
وقال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، الثلاثاء، إن فرنسا تواجه «تحدياً» في تحقيق توقعاتها لنمو اقتصادي 6 في المائة هذا العام، مضيفاً أن النمو في 2021 يتوقف على مدى السرعة في توزيع لقاحات «كوفيد19». وأوضح أنه «إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن فرنسا قد تشهد تعافياً اقتصادياً كبيراً في النصف الثاني من هذا العام».
وكان لو مير حذر الأسبوع الماضي بأن بداية عام 2021 ستكون صعبة على الاقتصاد الفرنسي، مؤكداً أنه يريد تقديم دعم «شامل» للقطاعات التي ما زالت متأثرة بشدة بأزمة فيروس «كورونا» وللتعافي الاقتصادي. وقال: «ما نحن مقبلون عليه أصعب، وعلينا أن نتحلى برباطة جأش كبيرة».
وقال لومير: «أمامنا فيروس لا يلين»، مضيفاً أنه «سيكون لدينا مزيد من حالات الإفلاس في عام 2021 مقارنة بعام 2020. لدينا تحول في التوظيف سيؤدي إلى تدمير الوظائف لفترة من الوقت، وسيكون من الصعب تخفيف حدته، ومن ثم لدينا عدم يقين سياسي».
وتحدث لومير عن قطاعات الفنادق والمطاعم والفعاليات والثقافة والرياضة، مؤكداً: «لن نخذلها، وسنوفر الأموال اللازمة»، بينما يتراجع احتمال إعادة فتح المطاعم والمقاهي في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.
ويطالب أصحاب الفنادق والمطاعم بما يصل إلى 3 ملايين يورو أسوة بما تدفعه ألمانيا لشركاتها لكي يتسنى لهم دفع التكاليف الثابتة. وتجري المناقشات مع «بروكسل» التي يجب أن تتحقق من صحة مثل هذه الآلية.
إلى ذلك، يسعى الوزير إلى أن تؤجل البنوك لعام واحد بدء سداد القروض التي تضمنها الدولة والممنوحة للشركات، فيما تستحق الدفعات الأولى من حيث المبدأ في الربيع. كما أعرب عن انفتاحه على فكرة تقديم مزيد من الدعم للأكثر عوزاً، ربما من خلال إنشاء شيكات للطعام.
كما يعتزم لومير الاستمرار في نشر خطة التعافي للقطاعات الأكثر ديناميكية ووضع نظام إقراض تشاركي «بسيط وفعال» لدعم استثمار الشركات. وأشار إلى أن أحد التحديات سيتمثل في تسهيل إعادة التدريب المهني للذين فقدوا وظائفهم ليتيسر لهم العمل في قطاعات أخرى في الأشهر المقبلة، مضيفاً أن «هذا التدخل الهائل للدولة يجب ألا يجعلنا ننسى استعادة الموارد المالية العامة، عندما نكون قد تجاوزنا الوضع الصحي».



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.