انتصار كروي يلهب معنويات العراقيين ويرفع ثقتهم في مواجهة التطرف

مصرع شخصين وإصابة 60 بجروح في احتفالات الفوز على إيران

عراقيون يحتفلون أمس وسط شوارع بغداد بفوز منتخبهم الوطني لكرة القدم على إيران (إ.ب.أ)
عراقيون يحتفلون أمس وسط شوارع بغداد بفوز منتخبهم الوطني لكرة القدم على إيران (إ.ب.أ)
TT

انتصار كروي يلهب معنويات العراقيين ويرفع ثقتهم في مواجهة التطرف

عراقيون يحتفلون أمس وسط شوارع بغداد بفوز منتخبهم الوطني لكرة القدم على إيران (إ.ب.أ)
عراقيون يحتفلون أمس وسط شوارع بغداد بفوز منتخبهم الوطني لكرة القدم على إيران (إ.ب.أ)

أعادت فرحة فوز المنتخب العراقي لكرة القدم على نظيره الإيراني في تصفيات كأس آسيا التي تجري في أستراليا، الثقة لدى العراقيين بقدرتهم على تجاوز الظروف الصعبة، والتغلب على تنظيم داعش للسير ببلادهم نحو مستقبل أفضل.
وتمكن المنتخب العراقي، أمس، من الفوز على نظيره الإيراني بفارق ضربات الجزاء 7 – 6، بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 3 - 3.
واعتبر كثير من العراقيين فوز فريقهم الكروي انتصارا للبلاد على التحديات، وأبرزها تنظيم داعش، الذي يسيطر منذ هجومه في يونيو (حزيران) العام الماضي، على مناطق واسعة في البلاد.
ونزل آلاف العراقيين، أمس، فور إعلان فوز فريقهم الكروي إلى شوارع بغداد ومدن أخرى للاحتفال بفوز فريق بلادهم الكروي، وبلوغه المربع الذهبي.
وبدت بغداد مختلفة تماما وقد ازدحمت شوارع بآلاف المحتفلين الذين حملوا إعلاما عراقية وسط هتافات بينها: «على عناد داعش».
وأطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم وعبر البعض عن فرحته بإطلاق عيارات نارية في الهواء.
وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة وقطعت عددا من الطرق الرئيسية لتنظيم سير الحشود التي انطلقت بسيارات ودرجات نارية وجماعات في احتفالات عفوية، تعبيرا عن فرحهم بهذا الفوز.
وقال أحمد موسى (22 عاما، مساعد صيدلي) وهو يرفع علم العراق ويرقص داخل سيارته: «كرة القدم الوحيدة التي تستطيع جمع العراقيين بعيدا عن السنة والشيعة».
وأضاف وسط صرخات أصدقائه: «الفوز دائما للعراق ولكل العراقيين»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وشارك عناصر الشرطة في الاحتفال وسط الحشود، وقام شرطي بإطلاق الزغاريد، وهو يقف في إحدى الدوريات وسط بغداد. وأخرج الشرطي مازن سعود (29 عاما) جسمه من سيارة يقودها صديقه وهو يرفع راية العراق ويهتف «منصور يا عراق. منصورة يا بغداد».
وقال مازن الذي كان يرتدي ملابس مدنية إن «فوزنا فرحة لكل العراقيين من الشمال إلى الجنوب.. العراقيون قادرون على الفوز والانتصار حتى على (داعش)».
ويعد العراقيون تنظيم داعش العدو الأول لبلادهم إثر الهجمات الوحشية التي استهدفت مختلف أطياف المجتمع وأدت إلى نزوح مئات الآلاف عن منازلهم. وقالت سيدة في الستينات ترتدي ملابس سوداء وتجلس في سيارة صغيرة إلى جانب زوجها وتصفق «الحمد لله الذي نصر فريقنا، وإن شاء الله ينتصر العراق على (داعش) ويفوز دائما». بدوره، قال أحمد عزيز (20 عاما) الطالب في كلية الإدارة والاقتصاد، الذي ارتدى ملابس رياضية مشابهة لملابس الفريق العراق، وهو يحتفل مع أصدقائه في أحد شوارع الكرادة وسط بغداد: «مثلما فزنا اليوم سنفوز على (داعش)».
وتكرر المشهد على طرق رئيسية أخرى، بينها طريق الجادرية، في جنوب بغداد، حيث سارت طوابير السيارات ونظمت تجمعات ترفع إعلاما عراقية وأخرى تصفق وسط أهازيج تعبر عن فرحة الفوز.
كما احتفلت مدن عراقية أخرى بالفوز. ففي مدينة العمارة كبرى مدن محافظة ميسان جنوب العراق، احتشد المئات في شارع دجلة وسط المدينة وهم يرددون شعارات بينها «جيب الكأس جيبه» رافعين العلم العراقي وصور لاعبي المنتخب الوطني وسط أهازيج وأغان وطنية عبر مكبرات الصوت.
كما انطلقت تجمعات جماهيرية في مركز محافظة البصرة احتفالا بالفوز وردد المحتفلون أغاني وأهازيج شعبية.
ويتنافس العراق الذي يشارك للمرة الثامنة في منافسات أمم آسيا على أمل الفوز للمرة الثانية بكأس أمم آسيا بعد فوزه عام 2007.
ومن المقرر أن يلتقي الفريق العراقي منتخب كوريا الجنوبية الاثنين المقبل لخوض منافسات المربع الذهبي لكأس أمم آسيا 2015 في أستراليا. من جهته، ذكر محافظ بغداد علي التميمي أن شخصين لقيا مصرعهما وأصيب 60 آخرون بجروح خلال الاحتفالات التي شهدتها العاصمة، أمس، بعد فوز المنتخب العراقي على نظيره الإيراني وبلوغه نصف نهائي كأس آسيا 2015 لكرة القدم المقامة في أستراليا.
وقال التميمي لقناة «البغدادية الفضائية» العراقية: «جرح أكثر من 60 شخصا جراء إطلاق العيارات النارية بسبب الاحتفالات بفوز المنتخب العراقي، والتي أدت إلى مقتل اثنين من المواطنين في مدينة الصدر» شرق العاصمة.
وندد المحافظ بتلك الأحداث، ودعا ذوي الضحايا إلى تقديم دعاوى قضائية ضد مطلقي العيارات النارية لتقديمهم إلى العدالة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.