«سراديب»... مبادرة شبابية لتشجيع المصريين على زيارة المواقع الأثرية

تهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية ورفع الوعي بالتاريخ

جولة لفريق «سراديب» في منطقة الأهرامات
جولة لفريق «سراديب» في منطقة الأهرامات
TT

«سراديب»... مبادرة شبابية لتشجيع المصريين على زيارة المواقع الأثرية

جولة لفريق «سراديب» في منطقة الأهرامات
جولة لفريق «سراديب» في منطقة الأهرامات

«شريف هاشم، حسام زيدان، مصطفى حزين، إبراهيم محمد، أحمد بهجت»، هم «المغامرون الخمسة» الجدد في مصر، لكنهم ليسوا أبطالاً لمجموعة قصصية، بل هم أعضاء مؤسسون لمبادرة «سراديب» الأثرية، التي ترفع شعار «نفتح أبواب التاريخ»، التي يفتحونها معاً بهدف رفع الوعي الأثري لدى المصريين وتنشيط السياحة الداخلية.
في رحاب الآثار من مختلف الحقب الزمنية تدور مغامرات الفريق، في اجتماع نادراً ما نراه في المبادرات الأثرية والجولات التاريخية التي تتسم دائماً بالفردية، حيث يمنح هذا «التجمع الخماسي» الفرصة لتقديم محتوى أثري تاريخي متنوع بشكل متناغم، وتسليط الضوء على جوانب الأثر كافة من الناحية التاريخية والأثرية والمعمارية والفنية.
قبل 4 أشهر فقط كان لقاء الشباب الخمسة، في افتتاح قصر البارون إمبان بالقاهرة، حيث جمعهم حب الآثار، ليكون تفكيرهم منذ هذا اللقاء هو كيفية الاجتماع معاً لنقل شغفهم بالآثار إلى فئات المصريين ورفع وعيهم الأثري؛ لتتبلور الفكرة سريعاً في إنشاء صفحة على موقع «فيسبوك» لنشر هذا الهدف، وما هي إلا أيام قليلة حتى دشنت صفحتهم تحت عنوان «سراديب».
عن هذا المسمى، يقول عضو الفريق حسام زيدان، لـ«الشرق الأوسط»، «هو مصطلح مُستقى من عالم الآثار، وله دلالة أثرية وتاريخية، كما أن فيه فكرة الجماعية؛ لذا رأينا أنه الاسم المناسب للانطلاق في فكرتنا وهدفنا».
وعن العمل الجماعي، يوضح «بحكم خبراتنا كنا نلاحظ أن العمل الأثري الفردي غير مكتمل، فأنا كدارس لعلم الآثار عندما أخرج في جولة أقوم بالشرح من وجهة نظر أثرية ومعمارية، ولكن ينقصني الجانب التاريخي، وبالتالي يكون شرحي غير مكتمل؛ لذا حاولنا بحكم تخصصاتنا في علوم التاريخ والآثار والحضارة أن نكمل بعضنا بعضاً، خصوصاً أننا نفكر في عمل كبير ومحترف، وبالتالي نحتاج إلى معلومات أكثر دقة، وشرح أكثر عمقاً».
يكمل الحديث عضو الفريق مصطفى حزين، متحدثاً عن المختلف والمميز في مبادراتهم، قائلاً «رأينا أن اجتماع 5 عقول تفكر معاً سيؤدي إلى محتوى أكثر ثراء، كما أننا قمنا بأمور جديدة، تتمثل في وجود مقطع فيديو يحكي فيه 5 أفراد عن أثر واحد، وعمل نقاش أثري تاريخي يتابعه الجمهور من خلال (فيسبوك) عبر البث المباشر، وهي الأمور التي نرى أنها راقت بالفعل لمتابعينا ولمسناه مع انطلاقتنا». وشهدت مصر خلال الفترة الماضية نشاطاً كبيراً للفرق الأثرية الشبابية، حيث دشّنت العديد من المُبادرات التي تتعدد أهدافها، منها ما يهدف إلى الحكي الأثري بين المتاحف والمساجد والمناطق الأثرية؛ للتعريف بتاريخها وأهميتها الأثرية، وأخرى تهدف إلى إعادة البريق إلى آثار بعينها، بعد أن توارى رونقها مع تراكم الأتربة على جدرانها أو انتشار القمامة في محيطها.
يعود زيدان للحديث عن متابعي الفريق، قائلاً «استهدفنا بدايةً الجمهور العادي غير المتخصص في الآثار، لكن انجذب إلينا جمهور متنوع، فوجدنا كثيراً من الطلاب، خصوصاً دارسي التاريخ والآثار يقبلون علينا، ويقومون بالنزول معنا في الجولات، حيث يجدون معنا جرعة كبيرة غير الدراسة، فنحكي معهم القصة الكاملة وبنظرة شاملة تخرجهم من النطاق الأكاديمي إلى العملي، كما انضم إلينا هواة التاريخ، إلى جانب فئة كبيرة ممن يبحثون عن الفسحة الأثرية الممتعة وغير المكلفة، حيث يستمتعون بالحكي والمشاهدة والأنشطة الترفيهية».
وعن بدايات المبادرة، يقول شريف هاشم «بدأنا في تسجيل وعرض أفلام تسجيلية قصيرة تحكي قصة الأثر، ونحن من نقوم بالتصوير والتعليق والمونتاج ثم النشر على صفحتنا، كما نقدم (البوست) التاريخي الأثري، الذي يقدم معلومة موجزة مصحوبة بالصورة، وقد تركزت أفلامنا بدايةً على الآثار الإسلامية بحكم تخصصاتنا، ثم توسعنا بالجولة الأثرية في مختلف الآثار، ثم كان التفكير في برنامج (سراديب على الهوا) للنقاش الأثري التاريخي، فنحن نسير بخطوات تدريجية، ولدينا الكثير من الأفكار التي نخطط لها».
بدوره؛ يشير أحمد بهجت إلى آليات العمل، قائلاً «من يعمل في مجال التاريخ والآثار عليه توثيق المعلومة؛ لذا فنحن نعمل على المعلومة بشكل معمق، وكذلك نسعى وراء المعلومات الجديدة؛ لأن الجمهور يريد معرفة الجديد دوماً، وعلينا أن نقدمه بشكل ممتع وجذاب. وكذلك نهتم بتحديد المسار الأثري الذي يجب أن يكون جاذباً للمتلقي، وهو ما قمنا به من خلال جولاتنا في جبخانة محمد علي وصحراء المماليك وشارع باب الوزير والصليبة، حيث كان يخبرنا الجمهور المرافق لنا أنهم لأول مرة يتعرفون على هذه الأماكن أو يسمعون عنها، وهو بالطبع أمر يسعدنا لأننا قدمنا لهم الجديد».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».