السعودية تدعم أسواق النفط بخفض طوعي لمليون برميل يومياً في فبراير ومارس

عبد العزيز بن سلمان: بادرة على حسن النوايا من ولي العهد... وروسيا: هدية العام الجديد

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي أمس (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي أمس (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تدعم أسواق النفط بخفض طوعي لمليون برميل يومياً في فبراير ومارس

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي أمس (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي أمس (الشرق الأوسط)

تطوعت السعودية بتخفيض مليون برميل يوميا من إنتاجها النفطي، في إطار اتفاق {أوبك بلس} أمس الثلاثاء، بشأن سياسة الإنتاج للمجموعة، لدعم أسواق النفط.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن التخفيضات الطوعية ستصل إلى مليون برميل يوميا وستكون في شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) المقبلين، موضحاً: «الخفض الطوعي لإنتاج النفط بادرة على حسن النوايا من ولي العهد السعودي». وأن القرار «ليس قرارًا تقنيًا، إنه قرار سياسي وسيادي». وعلق نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، على الخفض الطوعي السعودي بأنه: «هدية العام الجديد»، لأسواق النفط.
وارتفعت أسعار النفط على الفور بنحو 5 في المائة، ووصل خام برنت إلى 5.59 دولار للبرميل، كما صعد الخام الأميركي بنحو 4.8 في المائة إلى 49.93 دولار للبرميل، وذلك حتى الساعة 1859 بتوقيت غرينتش.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مؤتمر صحافي بعد اختتام اجتماع {أوبك بلس}، الذي استمر يومين وانتهى أمس، أنه بالإضافة إلى الخفض الطوعي السعودي، هناك تخفيضات {أوبك بلس} وخطة التعويضات في فبراير ومارس المقبلين «لذا فإن إجمالي الخفض سيتجاوز 1.425 مليون برميل يومياً» بهدف دعم أسواق النفط.
وتابع وزير الطاقة السعودي: «سندعم السوق وصناعة النفط ونحن حماة هذه الصناعة»، موضحاً أن إنتاج النفط السعودي سيكون 8.125 مليون برميل يومياً من أول فبراير المقبل. وعن إمكانية انضمام دول أخرى للخفض الطوعي، أوضح الأمير «لم نناقش تخفيضات طوعية مع أي منتج آخر مسبقاً».
كانت {أوبك بلس} قد اتفقت أمس، على استمرار مستويات الإنتاج الحالية حتى نهاية مارس المقبل. وبعد انتهاء هذه الفترة سيتم السماح لروسيا بزيادة إنتاجها بمقدار 65 ألف برميل يومياً ولكازاخستان بزيادة إنتاجها بمقدار 10 آلاف برميل يومياً، على أن تعوض دول {أوبك بلس} المملكة العربية السعودية عن خفض إنتاجها.
وقال وزير الطاقة السعودي إن هناك تفاهماً لحاجة روسيا لزيادة الإنتاج بسبب الموسمية.
وقالت أوبك في البيان الختامي إن الاجتماع أقر بأن معنويات السوق قد تعززت مؤخراً من خلال برامج اللقاحات وتحسين أسواق الأصول، لكنها شددت على الحاجة إلى توخي الحذر بسبب ضعف الطلب السائد وضعف هوامش التكرير، وارتفاع المخزونات المتراكمة وغير ذلك من أوجه عدم اليقين الأساسية.
وأشار البيان الختامي لأوبك إلى أن تزايد الإصابات وعودة إجراءات الإغلاق الأكثر صرامة وتزايد عدم اليقين أدت إلى انتعاش اقتصادي أكثر هشاشة من المتوقع أن يستمر حتى عام 2021. وأقر الاجتماع بأن معنويات السوق قد تعززت مؤخرًا ببرامج اللقاحات وأسواق الأصول المحسنة، لكنه شدد على الحاجة إلى توخي الحذر بسبب ضعف الطلب السائد وضعف هوامش التكرير، وارتفاع المخزونات المتراكمة وغير ذلك من أوجه عدم اليقين الأساسية.
وطلبت أوبك من جميع الدول المشاركة التي تبلغ نسبة التزامها في اتفاق خفض إنتاج النفط، تقديم خطط لتنفيذ التعويض المطلوب عن الكميات الزائدة الإنتاج إلى سكرتارية أوبك بحلول 15 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقررت {أوبك بلس} عقد الاجتماع القادم للجنة الوزارية المشتركة للمراقبة في 3 فبراير المقبل، يليه اجتماع اللجنة المشتركة بين الوزارات في 3 و4 مارس المقبل.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.