فرقاطة ألمانية تنهي مهمة مراقبة حظر التسلح في ليبيا

TT

فرقاطة ألمانية تنهي مهمة مراقبة حظر التسلح في ليبيا

بعد مهمة استمرت لنحو أربعة أشهر قبالة سواحل ليبيا، ضمن عملية «إيريني» الأوروبية لمراقبة قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، اختتمت الفرقاطة الألمانية «هامبورغ» عملها، وعادت مساء أول من أمس إلى القاعدة البحرية في فيلهلمسهافن.
وكان جنود السفينة، وعددهم أكثر من 200 جندي، قد شاركوا منذ أغسطس (آب) الماضي في عملية «إيريني»، التابعة للاتحاد الأوروبي لمراقبة الالتزام بالقرار الأممي، الخاص بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
واعتبر القبطان يان فيتشن، قائد الفرقاطة، أن الفرقاطة «هامبورغ» تمكنت من تقديم «إسهام واضح وكبير في تحقيق الاستقرار في المنطقة البحرية قبالة ليبيا». وتمكّن جنود الفرقاطة من توقيف ناقلة كانت في طريقها لنقل مادة «الكيروسين» بطريقة غير مشروعة إلى ليبيا. وخلال الشهر الماضي أثيرت ضجة بعد أن قام جنود من الفرقاطة بتفتيش سفينة حاويات تركية مثيرة للاشتباه، لكن تم وقف التفتيش بناءً على احتجاج الحكومة التركية. وقالت وزارة الدفاع الألمانية حينها، إن «جنوداً من الفرقاطة هامبورغ صعدوا على متن السفينة التركية (روزالين - إيه)، لكنهم اضطروا إلى التخلي عن مهام التفتيش، والانسحاب بعد احتجاج تركيا لبعثة الاتحاد الأوروبي».
ودافعت تركيا حينها عما تحتويه السفينة، وأكدت أنها كانت «تحمل مواد متنوعة، مثل الطعام والطلاء»، مبرزة أن فريق التفتيش «انتهك القانون الدولي بعدم الانتظار للحصول على إذن من تركيا».
وتهدف مهمة الاتحاد الأوروبي «إيريني» إلى «تحقيق الاستقرار في ليبيا، التي تعصف بها الحرب الأهلية، ودعم عملية السلام السياسية، التي تقودها الأمم المتحدة، والحيلولة دون تهريب أسلحة إلى هناك أو تهريب النفط».
وقال قبطان السفينة «عندما بدأنا المهمة لم يكن أحد يعرف ما نحن مقبلون عليه، وقد كان الطاقم مع بعضه بعضاً كجماعة قوية»، مشيداً بـ«إسهام كل فرد في ظل ظروف (كورونا) الخاصة». لكن لم تتم إقامة استقبال للطاقم في القاعدة كما كان مخططاً له بالأساس؛ وذلك بسبب قيود جائحة كورونا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».