سفير أميركا لدى المغرب: واشنطن والرباط يجمعهما تعاون متين في مكافحة الإرهاب

قال إن قنصلية بلاده في الداخلة ستساهم في دعم المشروعات الاستثمارية

السفير الأميركي في الرباط لدى تقديمه أخيراً الخريطة الكاملة للمغرب التي اعتمدتها الحكومة الأميركية (ماب)
السفير الأميركي في الرباط لدى تقديمه أخيراً الخريطة الكاملة للمغرب التي اعتمدتها الحكومة الأميركية (ماب)
TT

سفير أميركا لدى المغرب: واشنطن والرباط يجمعهما تعاون متين في مكافحة الإرهاب

السفير الأميركي في الرباط لدى تقديمه أخيراً الخريطة الكاملة للمغرب التي اعتمدتها الحكومة الأميركية (ماب)
السفير الأميركي في الرباط لدى تقديمه أخيراً الخريطة الكاملة للمغرب التي اعتمدتها الحكومة الأميركية (ماب)

قال السفير الأميركي لدى المغرب، ديفيد فيشر، إن المملكة المغربية والولايات المتحدة يجمعهما «تعاون متين وطويل الأمد» في مجال مكافحة الإرهاب.
وأبرز السفير فيشر في تصريحات لوكالة الأنباء المغربية، أمس، أن البلدين يعملان بشكل وثيق من أجل حماية مصالح أمنهما القومي، مشيراً إلى أن المغرب يظل شريكاً «مهماً» بشأن سلسلة من القضايا الأمنية.
وبعد أن ذكَّر بتوقيع البلدين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على خريطة طريق للتعاون في مجال الدفاع على امتداد السنوات العشر المقبلة، أوضح السفير الأميركي أن هذا الاتفاق يروم «توجيه التعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية»، بما في ذلك تعزيز الجهود التي يبذلها المغرب في مجال التحديث، وذلك بهدف «مواجهة التهديدات الإقليمية معاً، وبطريقة أكثر فعالية».
وأشار الدبلوماسي الأميركي، من جانب آخر، إلى أن المغرب يشارك كل سنة في أكثر من 100 التزام عسكري مع الولايات المتحدة، كما يستضيف «الأسد الأفريقي»: «الذي يعد أكبر تمرين عسكري سنوي لنا في القارة»، مسجلاً أن المغرب يعد أيضاً شريكاً «رئيسياً» في البرنامج الدولي للتعليم والتكوين العسكريين.
من جهة أخرى، أبرز فيشر الاستراتيجية «الشاملة» التي وضعها المغرب لمكافحة الإرهاب، وهي الاستراتيجية التي تتضمن تدابير أمنية يقظة، وتعاوناً إقليمياً ودولياً وسياسات لمكافحة التطرف. موضحاً أن الجهود «الناجحة» للمغرب في هذا المجال مكَّنت من تقليص المخاطر المرتبطة بالإرهاب.
على صعيد آخر، قال السفير الأميركي إن فتح الولايات المتحدة قنصلية لها في مدينة الداخلة، ثاني أكبر مدن الصحراء المغربية: «سيساهم في دعم وتشجيع المشروعات الاستثمارية والتنموية بالمنطقة».
وذكر السفير فيشر أن القنصلية الأميركية بالداخلة «ستمكن من دعم وتشجيع المشروعات الاستثمارية والتنموية التي ستعود بفوائد ملموسة» على السكان، ولا سيما سكان أقاليم الصحراء.
وشدد السفير الأميركي على القول بأن فتح هذه التمثيلية الدبلوماسية سيمكن الولايات المتحدة من الاستفادة بشكل أكبر من الموقع الاستراتيجي للمغرب، كمركز للتجارة في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط؛ مشيداً بالقيادة «الجريئة» للعاهل المغربي الملك محمد السادس الذي جعل بخبرته وحكمته من المغرب «البوابة الاقتصادية» لأفريقيا، وذلك بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع بلدان في أوروبا والشرق الأوسط والقارة الأفريقية، ومشيراً إلى أن المغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية للتجارة الحرة بالولايات المتحدة.
وكان السفير فيشر قد أعلن في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، عقب القرار التاريخي للولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه، أن الأسبوع الجاري سيشهد الإعلان عن سلسلة من القرارات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المغربية.
وقال السفير الأميركي: «نعتزم إصدار سلسلة من الإعلانات التي ستسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب في مجال التنمية الاقتصادية والتجارة، مع توطيد دور المغرب، باعتباره رائداً في المجال الاقتصادي على الصعيد الإقليمي».
وجرى الخميس الماضي الإعلان عن قرار واشنطن التاريخي الاعتراف بمغربية الصحراء، خلال مباحثات هاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية المهمة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما لفائدة سكان الأقاليم الجنوبية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.