تركيا ترغب في فتح {صفحة جديدة} مع الاتحاد الأوروبي

إردوغان اتهم أطرافاً بالسعي لخلق مشكلات في العلاقات مع بروكسل

TT

تركيا ترغب في فتح {صفحة جديدة} مع الاتحاد الأوروبي

عبّرت تركيا عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي وإنهاء التوتر السائد في العلاقات بين الجانبين في كثير من الملفات، آخرها التوتر بسبب أنشطة التنقيب التركية عن النفط والغاز في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص العضوين بالاتحاد في شرق البحر المتوسط. وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا ترى نفسها مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل، وأن كل خطوة إيجابية في العلاقات التركية الأوروبية تعد بمثابة فرصة جديدة لكلا الجانبين.
واتهم إردوغان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بعض الأطراف، في إشارة إلى اليونان وقبرص، بالسعي إلى خلق مشكلات مع تركيا بشكل متعمد، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لفتح صفحة جديدة مع الاتحاد، مؤكداً ضرورة تخلص الاتحاد الأوروبي من هذه الحلقة المفرغة في أسرع وقت.
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده لطالما أعربت عن استعدادها لاستئناف المحادثات الاستكشافية مع اليونان، بشأن الحقوق البحرية شرق المتوسط، إلا أن الجانب اليوناني يتهرب منها على الدوام من خلال ادعاءات وحجج لا أساس لها من الصحة، كما أنه اتخذ خطوات استفزازية في الأسابيع الأخيرة. وتلقى إردوغان اتصالاً هاتفياً من ميشيل، ليل الثلاثاء - الأربعاء، أبلغه فيه قرار القمة الأوروبية التي عقدت في بروكسل الأسبوع الماضي بتوسيع العقوبات المفروضة على أشخاص في تركيا بسبب أنشطة التنقيب «غير القانونية» في شرق المتوسط، والتي سيتم النظر فيها مرة أخرى خلال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) المقبل.
وبحسب الرئاسة التركية، أبلغ إردوغان ميشيل بأن تركيا تتبع سياسات قائمة على أساس العدل والحق، وتظهر موقفاً بناء ونوايا حسنة فيما يخص شرق المتوسط، مؤكداً أن اقتراحها بعقد مؤتمر دولي حول القضية ما زال قائماً، مع ضرورة عدم تهميش أي جانب خلال ذلك المؤتمر، بما في ذلك ما يسمى بـ«جمهورية شمال قبرص التركية»، غير المعترف بها دولياً، وأن تركيا هي الجانب الساعي على الدوام من أجل حلّ عادل ودائم في الجزيرة.
وأضاف إردوغان أن «القضايا التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي خلافية سواء في ليبيا أو سوريا أو قره باغ، لا تتعلق بجوهر العلاقات بين تركيا والاتحاد»، لافتاً إلى أن «مبادئ وأهداف الجانبين في تلك المناطق متطابقة إلى حد كبير». واعتبر إردوغان أن «علاقات تركيا والاتحاد الأوروبي باتت أسيرة المصالح الضيقة لبعض الدول الأعضاء في العامين الأخيرين»، معرباً عن أمل بلاده في الحوار مع الاتحاد الأوروبي مجدداً على أساس المصلحة المتبادلة للطرفين. ورأى إردوغان أن «الطريقة التي من شأنها خلق أجندة إيجابية مثمرة بين الجانبين هي مراجعة اتفاق 18 مارس (آذار) 2016 (بشأن المهاجرين)»، متمنياً أن «يتبع الاتحاد الأوروبي مواقف بناءة وحكيمة تجاه تركيا».
وقال مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن ميشيل أطلع الرئيس التركي على نتائج قمة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في 10 و11 ديسمبر (كانون الأول)، وأكد له ضرورة خفض التصعيد في البحر المتوسط. ودعا أيضاً إلى استئناف المفاوضات مع اليونان وإعادة إطلاق المفاوضات حول التسوية في قبرص برعاية الأمم المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية.
وكانت قمة الاتحاد الأوروبي قررت توسيع العقوبات المفروضة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 ضد أشخاص في تركيا بسبب أعمالها شرق البحر المتوسط. وأجّل الاتحاد الأوروبي تطبيق العقوبات حتى مارس المقبل، وأمهل تركيا حتى ذلك الموعد لتغيير موقفها بشأن التنقيب في المتوسط وحل المشكلات العالقة مع اليونان وتفعيل مسار القضية القبرصية. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن «إردوغان وميشيل اتفقا على إبقاء قنوات الاتصال بين الطرفين مفتوحة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.