القاهرة تتحضر لمواجهة «خطاب الكراهية» بمؤتمر دولي

مسؤول مصري دعا إلى التنسيق مع الأمم المتحدة لترسيخ أسس المواطنة

TT

القاهرة تتحضر لمواجهة «خطاب الكراهية» بمؤتمر دولي

فيما عده مراقبون بأنه «سوف يساهم في نشر ثقافة التعايش، والتصدي لـ(خطاب الكراهية والعنف) الذي تروج له بعض الجماعات المتطرفة»، يقام في القاهرة مؤتمر دولي بعنوان «حوار الأديان والحضارات والثقافات». وقالت وزارة الأوقاف المصرية، إن «المؤتمر سوف يعقد مطلع العام المقبل، وسوف يقدم مجموعة من الفعاليات في فقه وروح التعايش، وبناء الوعي، وصناعة الفكر». ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق، إلى «أهمية صياغة عمل جماعي على المستوى الإقليمي والدولي لمواجهة (خطاب الكراهية)، وإحلال لغة الحوار البناء محل (التعصب والشقاق)».
إلى ذلك، بحث وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، مع السفير إيهاب جمال الدين، قبيل سفره لتسلم مهام عمله سفيراً لمصر بمقر الأمم المتحدة بجنيف، جهود «الأوقاف» في «نشر الفكر الوسطي داخل مصر وخارجها، من خلال موفديها من الأئمة بمختلف دول العالم، ومن خلال حركة الترجمة الواسعة، وتزويد العديد من المراكز الإسلامية في مختلف دول العالم بعدد من الإصدارات».
وأضافت «الأوقاف»، في بيان لها، أمس، أن «اللقاء تناول جهود الوزارة التوعوية في مجال حقوق الإنسان وإسهاماتها في خدمة المجتمع». ووفق «الأوقاف»، فقد «تم بحث سبل الاستفادة من جهود الوزارة في مواجهة الفكر المتطرف، والتنسيق لإبراز التجربة المصرية في ترسيخ أسس المواطنة المتكافئة، وفقه العيش المشترك، وتجربة العمل المشترك بين الواعظات والراهبات في مصر». وتتواصل في مصر فعاليات البرنامج التدريبي «سفيرات المحبة والسلام» الذي ينظمه المجلس القومي للمرأة في البلاد لواعظات «الأوقاف» وراهبات بالكنائس المصرية، للعمل على «نشر قيم التسامح، وتعزيز أسس العيش المشترك والمواطنة».
وتؤكد مصادر في «الأوقاف»، أن «الهدف من البرنامج التدريبي، هو دمج الواعظات والراهبات في عمل مشترك، لحث المجتمع على قبول التنوع واحترام الاختلاف، ومواجهة التطرف والإرهاب، و(تصحيح المفاهيم المغلوطة)، والتوعية بتعاليم الأديان الصحيحة». كما شاركت الواعظات والراهبات في قوافل «معاً في خدمة الوطن»، بعدد من المحافظات المصرية.
واستهدفت القوافل «ترسيخ مفاهيم احترام وتقدير وحماية الأديان، ورفع المهارات في مجال نشر المواطنة، وفقه العيش المشترك، وإزالة الفجوة المعرفية الخاصة بتعاليم الأديان».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.