الجبوري يبلغ مبعوث أوباما عدم رضاه عن مستوى الدعم الأميركي للعراق ضد «داعش»

سفارة واشنطن في بغداد تؤكد استمرار حكومتها في تدريب القوات العراقية

سليم الجبوري (رويترز)
سليم الجبوري (رويترز)
TT

الجبوري يبلغ مبعوث أوباما عدم رضاه عن مستوى الدعم الأميركي للعراق ضد «داعش»

سليم الجبوري (رويترز)
سليم الجبوري (رويترز)

أبلغ العراق رسميا الولايات المتحدة الأميركية بعدم رضاه عن مستوى الدعم الدولي الذي يقدم للعراق في حربه ضد تنظيم داعش. وقال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إنه سلم مبعوث الرئيس الأميركي جون ألن رسالة بضرورة مضاعفة الولايات المتحدة لـ«جهودها» في مساعدة العراق لمواجهة تنظيم (داعش). وأضاف الجبوري في تصريحات له أمس، أن «على الولايات المتحدة مضاعفة جهودها في مساعدة العراق لمواجهة تنظيم داعش»، مبينا أنه «طلب من المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جون ألن ذلك، فضلا عن تسليمه رسالة بهذا الخصوص».
وأضاف الجبوري: «نحن نشعر حتى الآن بأن الإسناد الدولي ليس مقنعا، ونحن قد نرى مشاركة هنا أو هناك، ولكن هذا غير كافٍ بالنسبة للوضع الصعب الذي نمر به الآن»، مطالبا «المجتمع الدولي بتفعيل دوره أكثر لأن العراق يشعر بأنه يعتمد على نفسه كثيرا في هذه المعركة رغم الضربات الجوية والمساعدات الأخرى». يأتي ذلك في وقت تتباين فيه الآراء بين القوى السياسية والعشائرية بشأن مستوى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للعراق في الحرب ضد «داعش».
وفي حين أكد شوان محمد طه، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق والقيادي في التحالف الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدعم الدولي والأميركي للعراق جيد وفعال، سواء للقوات العراقية الاتحادية أو لقوات البيشمركة، ولكن الفرق أن هناك الكثير من القوى والكتل السياسية ليست واضحة في التعامل مع هذا الملف، فهي تعرف أن الأميركان يدعمون، سواء بموجب الاتفاقية الأمنية أو بعد قيام التحالف الدولي ضد (داعش)، لكن هناك من يحاول تسويق آراء ومفاهيم للشارع الذي ينتمي إليه». وأضاف: «يضاف إلى ذلك هناك نوع من خلط الأوراق في سياسة التسليح بسبب التخبط السياسي، ومن صور هذا التخبط اللجوء إلى عدة دول في التسليح، وهو ما سيؤثر على عقيدة الجيش لأنها ستبنى على الأسلحة فقط».
من جهته، أكد الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشيرة البوفهد في محافظة الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السؤال الذي يجب أن يجيب عنه المسؤولون في العراق هو ما الذي فعلوه هم على صعيد دعم المحافظات والمناطق والعشائر التي تقاتل تنظيم داعش قبل أن نتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية ونحملها مسؤولية ما نعانيه من قصور وتقصير».
وأضاف الفهداوي، أن «هناك جهات سياسية تحاول أن تستفيد حتى على صعيد الدعم الدولي من عدمه، وذلك بأن تستثمر جهودها لصالح جهة معينة دون غيرها»، مشيرا إلى أنه «حين جاء السيناتور جون ماكين إلى العراق قبل مدة والتقى رئيس البرلمان سليم الجبوري فإن شيوخ العشائر الذين جرى اختيارهم لهذا اللقاء إنما اقتصر على جهة معينة هي الحزب الإسلامي، وبالتالي لم تتح الفرصة للشيوخ الذين تتصدى عشائرهم لـ(داعش) توضيح مثل هذه المسائل للمسؤول الأميركي الذي جاء يحمل تفويضا بهذا الاتجاه».
في سياق ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن انتهاء الأسبوعين الأولين من مهمة تدريب الجيش العراقي في معسكر التاجي. وقالت السفارة الأميركية في بغداد في بيان لها أمس، إن «هذه المهمة شملت تدريب أفراد الجيش العراقي الجدد على أساليب القتال والقيادة للتشكيلات الصغيرة». وأضافت أن «التدريب سيستمر من قبل مدربي دول التحالف في عدة مواقع أخرى في جميع أنحاء العراق للمساعدة في بناء القدرات التدريبية لشركائنا للعام التدريبي الجديد». وأوضحت السفارة: «هذا التدريب لا يضمن امتلاك قوات الأمن العراقية المعدات العسكرية اللازمة للقتال فحسب، بل يؤهل الجنود لاستخدام مجموعة كبيرة من الأسلحة التي يحتاجون إليها لدحر أعداء العراق». وأشارت إلى أن المجندين «في معسكر التاجي سيخضعون لـ6 أسابيع من التدريب العسكري والقيادي قبل تخرجهم والتحاقهم بإخوانهم بالسلاح في معركتهم ضد (داعش)». كما أكدت السفارة «استمرار التدريب من قبل مدربي دول التحالف في عدة مواقع أخرى في جميع أنحاء البلاد، للمساعدة في بناء القدرات التدريبية لشركائنا للعام التدريبي الجديد»، مشيرة إلى أن «هذا التدريب لا يضمن امتلاك قوات الأمن العراقية المعدات العسكرية اللازمة للقتال فحسب، بل يؤهل الجنود لاستخدام مجموعة كبيرة من الأسلحة التي يحتاجونها لدحر أعداء العراق».
من جهته، أكد الخبير الأمني المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الولايات المتحدة الأميركية استجابت منذ البداية للنداءات التي وجهت لها من قبل المسؤولين العراقيين على صعيد توجيه ضربات إلى تنظيم داعش»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة لن تتورط في حرب مفتوحة مع تنظيم داعش كما تورطت مع طالبان في أفغانستان»، مشيرا إلى أن «واشنطن، على الرغم من قوتها، لن تدخل في صراع يحتاج إلى الوقت والجهد والمال».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.