مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

مهمات الطائرات المختلفة

صدق من قال: (يا من شرا له من حلاله علّة)، وإليكم الدليل:
توفي رجل أعمال هندي (مليونير) بعدما صدمته طائرته الخاصة عندما كان يلتقط صوراً لها في مهبط ببلدة بارتابور، ونقلت صحيفة (تايمز أوف إنديا) عن الشرطة أن (فوكيش غارغ) توفي إثر ذلك الاصطدام، وقالت مصادر مسؤولة إن المطار لا يستخدم للرحلات التجارية، بل لرحلات ترفيهية يقوم بها رجال الأعمال (المريشون)، وأضافت أن غارغ قدم إلى المطار ليقوم برحلة ترفيهية مع أصدقائه، إلا أن الطائرة ذات المقاعد الثمانية هبطت بعد 15 دقيقة وكان هو على مسافة قريبة جداً من المهبط، فاصطدم رأسه بإحدى شفرات المحرك وأصيب بجروح خطيرة، وإلى أن توقفت الطائرة وهرع الناس إلى مكان الحادثة، كان قد ذهب في خبر كان، ليأكل الرز مع الملايكة.
وهو ذكرني برجل الأعمال المرحوم (سالم بن لادن)، حيث إنه يملك عدّة طائرات، ومعروف عنه براعته في القيادة، وذهب رحمه الله عندما كان في أميركا وأخذ يراهن البعض بأنه يستطيع أن يعبر بالطائرة من تحت أسلاك أعمدة الكهرباء بدون أن يلامسها، غير أن (الحذر ما يرد القدر)، فرغم (الحرفنة) والشطارة لامس أحد أجنحة الطائرة الصغيرة أسلاك الكهرباء، فصعقت الطائرة ومن فيها بغمضة عين وخسر الرهان ومات.
ولكن لا بد من التأكيد أن حوادث الطائرات قليلة جداً، بالنسبة لأعداد الرحلات الهائلة التي تجوب أنحاء العالم، وتظل الطائرة أكثر أماناً من السيارة أو القطار أو حتى (البسكليت)، ورغم ذلك تحدث أحياناً، مثلما تحطمت طائرة مروحية، كانت تنقل قلباً تبرع به لأحد المرضى، على سطح مستشفى في لوس أنجليس الأميركية، وقد نجا كابتن الطائرة مع مساعديه رغم إصابتهم بجروح متفاوتة.
المهم أن القلب وصل في الوقت المناسب، وزرع في صدر المريض ونجحت العملية، وهو ما زال يتمتع بصحة ولياقة عالية الجودة - مثلما تقول زوجته.
وهناك طائرة هليكوبتر أخرى، ولكنها لم تتحطم، وحسب ما ذكرته تقارير إخبارية أن مروحية عسكرية هبطت في منطقة دمت (جنوب اليمن) الشقيق، بجانب إحدى الأسواق المكتظة، الأمر الذي أثار حالة من الهلع والخوف لدى سكان المنطقة خشية من مهاجمتها لهم، غير أنها هبطت في محافظة (الضالع) وفوجئوا أن الطيار نزل منها وتوجه رأساً لبسطات (القات)، واشترى عدة حزم منه ثم عاد على عجل من دون سلام أو كلام، وانطلق بالطائرة كي لا يفوت عليه وقت (التخزين).