«السلطة» تتوجه لمجلس الأمن في مواجهة «الجرائم الإسرائيلية»

مراسم تشييع الطفل أيمن أبو عليا الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية المغير بالضفة (أ.ف.ب)
مراسم تشييع الطفل أيمن أبو عليا الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية المغير بالضفة (أ.ف.ب)
TT

«السلطة» تتوجه لمجلس الأمن في مواجهة «الجرائم الإسرائيلية»

مراسم تشييع الطفل أيمن أبو عليا الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية المغير بالضفة (أ.ف.ب)
مراسم تشييع الطفل أيمن أبو عليا الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية المغير بالضفة (أ.ف.ب)

قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إنه يجري الآن تحضير مذكرات لمجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة، توثق وتدين الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بحق الفلسطينيين.
وأضاف منصور في حديث للإذاعة الرسمية: «إن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته بهذا الشأن، على قاعدة القانون الدولي والإنساني، وملاحقة المجرمين الذين يرتكبون هذه الجرائم». وجاء التحرك الفلسطيني بعد قتل إسرائيل فتى في مظاهرة سلمية في رام الله الجمعة.
وقال وزير العدل الفلسطيني محمد شلالدة: «إن المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والأممية يتحملون المسؤولية بمحاسبة إسرائيل على الجرائم المتكررة بحق أبناء شعبنا»، داعيا الأطراف كافة إلى تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة.
وأضاف: «إن إعدام جيش الاحتلال للطفل علي أيمن أبو عليا من قرية المغير الجمعة تشمل مسؤولية فردية يتحملها الجندي القاتل، ودولية تتحملها إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) أمام المحكمة الجنائية الدولية».
وطالب شلالدة المؤسسات الحقوقية بتفعيل الرفض قانونياً، وعدم الاكتفاء بالإدانة فحسب، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، داعياً كل المواطنين للدفاع عن حقوقهم أمام القضاء الوطني والمحلي والدولي.
وكانت إسرائيل قتلت أيمن أبو عليا (13 عاماً) في مظاهرات في قرية المغير شمال شرقي رام الله، ما أثار عضبا كبيرا. وشيع أهالي القرية أمس السبت، جثمان أبو عليا، إلى مثواه الأخير وسط حالة من الغضب والحزن. ولف الجثمان بعلم فلسطيني قبل أن يودعه محبوه بكثير من الحزن والتأثر والهتافات الغاضبة والمطالبة بالانتقام. وفيما دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فون بورغسدورف إسرائيل للتحقيق بسرعة وبشكل مستقل في قتل الطفل أبو عليا (13 عاماً)، أدانت الرئاسة والفصائل الفلسطينية قتله، واصفة الأمر بجريمة بشعة.
وقال ملادينوف في تغريدة له عبر موقع «تويتر»: «يجب على إسرائيل أن تحقق بسرعة وبشكل مستقل في هذا الحادث المروع وغير المقبول». وأضاف: «يتمتع الأطفال بحماية خاصة بموجب القانون الدولي ويجب حمايتهم من العنف».
كما طالب بورغسدورف في بيان له، السبت، بفتح تحقيق سريع ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، مشيراً إلى أن الأطفال يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي. وتساءل بورغسدورف: «كم طفل فلسطيني آخر سيتعرض للاستخدام المفرط للقوة المميتة من قبل القوات الإسرائيلية؟!».
وكانت الرئاسة الفلسطينية أدانت، قتل إسرائيل لأبو عليا وقالت إن هذه الجريمة تؤكد بشاعة الاحتلال وإجرامه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل.
ودعت الرئاسة المجتمع الدولي للعمل على توفير الحماية لأبناء شعبنا، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. واعتبرت حركة فتح أمس قتل الطفل أبو عليا جريمة حرب وانعكاسا مباشرا لعقلية الاحتلال الإسرائيلي المجرم الذي يستبيح الدم الفلسطيني ولا يستثني الأطفال من قتله وإجرامه.
كما أدانت الفصائل الفلسطينية إعدام الطفل أبو عليا وطالبت بالتوافق على المقاومة وإنهاء الانقسام. وأكدت حركة حماس أن جريمة الاحتلال بتعمد قتل الطفل أبو عليا بإطلاق الرصاص الحي عليه، تؤكد الحقيقة الإجرامية لجيش الاحتلال بتعمد قتل أبناء الشعب الفلسطيني، وهو ما يستوجب ملاحقة هذا الاحتلال ومعاقبته بالوسائل كافة.
ودعت إلى ضرورة العودة للتوافق الوطني على خيار مقاومة الاحتلال، وأن خيار المقاومة هو القادر على الرد على جرائم الاحتلال ووقف هجمة المستوطنين المتصاعدة في مختلف مدن الضفة لفرض مزيد من الوقائع على الأرض. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن جريمة إعدام الطفل أبو عليا، تمثل إمعانا في سياسة القمع والإعدام التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، دون مبالاة سواء أكان المستهدف طفلا صغيرا أم امرأة أم شيخا مُسنا.
وحذرت الجبهة الديمقراطية مما تتبعه قوات الاحتلال من سياسة الإعدام الميداني للمواطنين الفلسطينيين، والاعتقالات والاقتحامات اليومية للقدس والمسجد الأقصى والمدن والقرى الفلسطينية، وهدم المنازل ومصادرة أراضي المواطنين بذرائع مختلفة وخارج نطاق القانون.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.