رابطة العالم الإسلامي والأمم المتحدة تطلقان عملاً لـ«تعزيز السلام وحقوق الإنسان»

شارك في الإنجاز 32 من كبار الشخصيات الدينية والأممية والسياسية والفكرية والإعلامية

الدكتور العيسى في صورة جماعية مع المشاركين (الشرق الأوسط)
لقاء الدكتور العيسى بالمشاركين (الشرق الأوسط)
الدكتور العيسى في صورة جماعية مع المشاركين (الشرق الأوسط) لقاء الدكتور العيسى بالمشاركين (الشرق الأوسط)
TT

رابطة العالم الإسلامي والأمم المتحدة تطلقان عملاً لـ«تعزيز السلام وحقوق الإنسان»

الدكتور العيسى في صورة جماعية مع المشاركين (الشرق الأوسط)
لقاء الدكتور العيسى بالمشاركين (الشرق الأوسط)
الدكتور العيسى في صورة جماعية مع المشاركين (الشرق الأوسط) لقاء الدكتور العيسى بالمشاركين (الشرق الأوسط)

أطلقت رابطة العالم الإسلامي وجامعة السلام للأمم المتحدة من مدينة جدة في السعودية، كتابا لـ«تعزيز السلام وحقوق الإنسان والحوار بين الحضارات»، في إطار احتفال الأمم المتحدة بمرور 100 عام لتعزيزها مبدأ تعددية الأطراف، ومرور 75 عاما على تأسيسها.
ويمثل هذا التعاون البحثي إنجازا استثنائيا على المستوى الدولي وأنموذجا في تحقيق التعاون، وتوحيد الرؤى العالمية في قضايا عالية الأهمية وذات جوانب متعددة، إذ تمكّن من خلاله الجانبان من جمع جهود المؤسسات والحكومات والجامعات من مختلف الخلفيات والثقافات والأديان حول العالم.
وشارك في إنجاز هذا العمل الضخم 32 من كبار الشخصيات الدينية والأممية والسياسية والفكرية والإعلامية حول العالم، حيث ساهمت أفكارهم في إثراء البحث بالخبرة والممارسات ذات التنوع الثقافي بمختلف تجلّياته.
وأبدى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، سعادته بتدشين هذه الشراكة المهمة مع الأمم المتحدة، والتي جمعت أيضا جهات عالمية متميزة وحريصة على أن تسهم في سلام ووئام عالمنا ومواجهة كل الصعوبات والتحديات التي تواجهه، وخاصة الوصول إلى فاعلية الحوار، مؤكدا حرص رابطة العالم الإسلامي على تحقيق تلك الفاعلية من خلال محاور شجاعة وشفافة لتصل إلى الأهداف المشتركة التي ينشدها الجميع، مشيرا إلى أنه كلما اتسعت دائرة الحوار الفعال ضاقت دائرة المخاوف من الآخر، وأصبح الجميع أقرب لبعض وأكثر تعاونا بل وأكثر محبة واحتراما.
وأضاف الدكتور العيسى: «قلت دائما ولا أزال بأن 10 في المائة من مشتركاتنا الإنسانية كفيلة بإحلال السلام والوئام في عالمنا»، مؤكدا أن «على القادة الدينيين والمؤسسات العامة والخاصة بما في ذلك المؤسسات الأممية مسؤولية تجاه الإسهام الفعال لتحقيق تطلعاتنا المشتركة».
واستطرد أمين الرابطة قائلا: «لا بد من الوصول إلى تحالف حضاري يمثل حقيقة تفاهم وتسامح وتعاون الجميع، إضافة إلى تعزيز الوعي بالإيمان بسنة الخالق جل وعلا في الاختلاف والتنوع والتعدد».
وأوضح الدكتور العيسى أن «التاريخ أعطانا دروسا وعظات تُثبت أنه لا منتصر في مواجهات الصدام والصراع الحضاري، وهذا يعني أن الأفكار لا يمكن إيصالها إلا بأساليب الحكمة والاحترام المتبادل».
وشدد على أن رابطة العالم الإسلامي تحمل رسالة سلام تضع على عاتقها مهمة تخفيف التوترات التي تثيرها بعض المساجلات، وقد تمكنت من تحقيق ذلك من خلال التركيز على نشر الوعي بأهمية تفهم الاختلاف الطبيعي بين الأديان والأفكار و«الثقافات عموما»، وكذلك تعزيز الأخوّة الإنسانية والشراكات الحضارية ورفع مستوى التعاون لخدمة الإنسان والتصدي لمهددات المجتمعات الإنسانية، وأيضا رفع الوعي بأهمية الحريات المشروعة، والوعي بأهمية ألا تكون هذه الحريات جسرا للكراهية والصدام الحضاري والثقافي، مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية العالمية في مواجهة كافة أساليب الصدام والصراع الحضاري.
وتناول الأمين العام للرابطة في حديثه وثيقة مكة المكرمة، التي صادق عليها أكثر من 1200 مفتٍ وعالم وأكثر من 4500 مفكر إسلامي من 139 دولة يمثلون 27 مذهبا وطائفة، حيث شكل اجتماعهم التاريخي منعطفا استثنائيا ومهما في إجماع علماء ومفكري الأمة الإسلامية «بمختلف مذاهبهم وطوائفهم من دون استثناء أي منهم»، مؤكدا أن بنود هذه الوثيقة كفيلة بأن تصنع السلام العالمي بمبادرة من علماء ومفكري العالم الإسلامي.
من جانبه، أكد رئيس الأساقفة، إيفان يوركوفيتش، القاصد الرسولي ومراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى، على أن الأخوّة باتت في وقتنا الحاضر ضرورية أكثر من أي وقت مضى، موضحا أن النتيجة الحتمية للتخلي عن لطف المواجهة هي اللجوء إلى فظاظة الصراع.
فيما أكد العربي جاكتا، رئيس لجنة الخدمة المدنية الدولية، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة، أن موظفي الخدمة المدنية الدولية لديهم نداءات، خاصة خدمة مُثُل وقيم السلام، واحترام الحقوق الأساسية، والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والتعاون الدولي.
وأضاف أن اليونيسكو تعد الوكالة الرائدة في منظومة الأمم المتحدة لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات في إطار العقد الدولي للتقارب بين الثقافات، معربا عن أمله في أن تلهم ثقافة السلام والتسامح عملهم اليومي داخل منظومة الأمم المتحدة.
من جانبه قال باتريك سيمونيت، سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة العربية السعودية والخليج: «يعتقد أعضاء الاتحاد الأوروبي أن العالم يحتاج إلى أن تحكمه قواعد ومعايير متفق عليها مثل تلك التي تجسدها الأمم المتحدة، وأن التحديات العالمية تتطلب نهجا متعدد الأطراف في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى».
إلى ذلك، أكد ألفارو إيرانزو جوتيريز سفير إسبانيا لدى السعودية، أن إسبانيا حاولت أيضا لعب دور في الجهود الدولية التي تهدف إلى توفير هيكل للحوار بين المجتمعات والأديان.
وشدد على أن هذا العمل البحثي الرائع الذي نسقته جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة ورابطة العالم الإسلامي يستحق كامل الدعم والتفاني، إذ إنه «يوفر التفنيد الفكري الضروري الشامل لكافة السلبيات في سبيل الارتقاء فوق تصورات الماضي التي تبرز عند الانقسامات».
وأبدى السفير والمراقب الدائم لدى جامعة السلام للأمم المتحدة في جنيف واليونيسكو وباريس ديفيد فرنانديز بويانا، سروره بتميز المشاركين في البحث، من العلماء والشخصيات السياسية والدبلوماسية ذات المكانة العلمية والخبرات العالمية المهمة.
فيما قدم فرنسيسكو شاكون سفير كوستاريكا لدى السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، أحرّ الثناء والتهنئة لرابطة العالم الإسلامي وجامعة السلام على هذا العمل الملهم الذي يمهد الجسور، مؤكدا أنه «عزز ثقافة السلام والتي تعد حجر الزاوية في سياسة كوستاريكا الخارجية».
فيما قالت لبنى قاسم، نائبة رئيس البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى: «إنه لشرف وفخر أن أكون قد أسهمت في مبادرة مثل هذه المبادرة غير المسبوقة حول السلام وحقوق الإنسان».
واستعرضت نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة للتسامح والاندماج، مشددة على أن الوقت الذي نعيشه الآن هو وقت حرج في تاريخ البشرية، لذا علينا احتضان خلافاتنا، معربة عن أملها في أن يسهم هذا البحث في التشجيع على الانخراط بالحوارات بين الأديان والثقافات من أجل تحقيق السلام والازدهار للجميع.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي يتجمع الناس في سجن صيدنايا في دمشق بحثاً عن أحبائهم (أ.ف.ب)

سوريا «مسرح جريمة» قد تُفْتح أبوابه أخيراً للمحققين الأمميين

يأمل محققون أمميون يجمعون منذ سنوات أدلّة توثّق الفظائع المرتكبة في سوريا أن يتيح لهم سقوط بشار الأسد الوصول أخيراً إلى ما يشكّل بالنسبة إليهم «مسرح الجريمة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان ينتقد الصمت الدولي إزاء انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان في فلسطين

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» يقفون عند مدخل أحد المقرات الحكومية بعد سيطرتهم على مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة: «تحرير الشام» أرسلت حتى الآن «رسائل إيجابية» إلى السوريين

عدّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أن «هيئة تحرير الشام» التي قادت الهجوم الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد «أرسلت حتى الآن رسائل إيجابية».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.