إردوغان يستفز قبرص بدعوته إلى «حل الدولتين»

تتار وزوجته يستقبلان إردوغان وعقيلته في شمال قبرص أمس (إ.ب.أ)
تتار وزوجته يستقبلان إردوغان وعقيلته في شمال قبرص أمس (إ.ب.أ)
TT

إردوغان يستفز قبرص بدعوته إلى «حل الدولتين»

تتار وزوجته يستقبلان إردوغان وعقيلته في شمال قبرص أمس (إ.ب.أ)
تتار وزوجته يستقبلان إردوغان وعقيلته في شمال قبرص أمس (إ.ب.أ)

فجرت زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمنتجع فاروشا المهجور غضباً من جانب قبرص التي اعتبرت الزيارة تحركاً استفزازياً، خصوصاً مع دعوة إردوغان إلى مفاوضات «على أساس حل الدولتين»، ما يثير شكوكاً حول مستقبل النزاع في الجزيرة القبرصية.
وأدانت قبرص زيارة إردوغان إلى منتجع فاروشا الساحلي المتنازع عليه في الجزيرة القبرصية ضمن زيارته لشمال قبرص في ذكرى تأسيس ما يسمى بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
ووصف الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس زيارة إردوغان إلى شمال قبرص ومدينة فاروشا، أمس، بأنها «استفزاز غير مسبوق»، مضيفاً أنها «تقوض جهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسي غير رسمي بين القبارصة اليونانيين والأتراك واليونان وتركيا وبريطانيا، كدول ضامنة في الجزيرة».
وأكد أناستاسيادس، في بيان، أن تحركات كهذه «لا تساهم في خلق مناخ ملائم وإيجابي لاستئناف محادثات الوصول إلى حل للمسألة القبرصية».
وتعد الزيارة التي تأتي بعد أسابيع قليلة من فوز إرسين تتار، الحليف القومي لإردوغان، بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، موجعة للقبارصة اليونانيين الذين يمثلون أغلبية سكان الجزيرة ولم يتنازلوا قط عن مطلبهم بالسماح بعودة المهجرين من مدينة فاروشا منذ 49 عاماً إلى ديارهم. واعتبر أناستاسيادس، في بيانه، أن «هذه التحركات تثير سخط كل شعب قبرص».
وأعلن الشطر الشمالي من قبرص بدعم من إردوغان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إعادة فتح أجزاء من منتجع فاروشا المهجور. وفي تصريحات أطلقها من شمال قبرص، دعا إردوغان إلى ضرورة «التفاوض على حل الدولتين في قبرص على أساس المساواة في السيادة»، لافتاً إلى وجود «شعبين ودولتين منفصلتين» في جزيرة قبرص اليوم.
وجدد إردوغان تمسك بلاده بالتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط رغم الاعتراضات الإقليمية والدولية وموقف اليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي من الأنشطة التركية التي يؤكدون مخالفتها للقانون الدولي، مؤكداً على أن تركيا ستواصل أعمالها «من أجل التوصل إلى تقاسم عادل لموارد المنطقة».
وقال: «لا نحن ولا شمال قبرص يمكننا تحمل ألاعيب الدبلوماسية في المنطقة بعد الآن». وأضاف أن حليفه تتار سيزور أذربيجان التي لا تعترف بجمهورية شمال قبرص قريباً «لجعل الوضع أفضل» من دون أن يفصح عن المزيد. وأيد تتار دعوات إردوغان فيما يتعلق بحل الدولتين والحقوق البحرية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.