معرض لندني يجمع حيوانات حقيقية وكائنات عالم «هاري بوتر»

«الوحوش الرائعة وعجائب الطبيعة» يدلف من بوابة السحر إلى الواقع

خبراء متحف التاريخ الطبيعي مع بعض قطع المعرض (أمناء متحف التاريخ الطبيعي)
خبراء متحف التاريخ الطبيعي مع بعض قطع المعرض (أمناء متحف التاريخ الطبيعي)
TT

معرض لندني يجمع حيوانات حقيقية وكائنات عالم «هاري بوتر»

خبراء متحف التاريخ الطبيعي مع بعض قطع المعرض (أمناء متحف التاريخ الطبيعي)
خبراء متحف التاريخ الطبيعي مع بعض قطع المعرض (أمناء متحف التاريخ الطبيعي)

هل يصبح الخيال مدخلاً للعالم الواقعي ووسيله لتقديم رسالة بيئية حول أهمية المحافظة على العالم الطبيعي والاهتمام به؟ سؤال حوّله متحف التاريخ الطبيعي بلندن إلى فكرة لمعرض ضخم عند التفكير في تناول متحفي للحيوانات النادرة والمعرضة للانقراض. فقد عرّج خبراء المتحف على عالم من الخيال البحت حيث يوجد التنين الطائر والحيوان الذي يستطيع إخفاء نفسة بلمح البصر والطائر الذي ينجذب للمعادن الثمينة... وغيرها، ووجدوا في أجواء عالم الساحرين هاري بوتر ونيوت سكاماندار، وهما من نبت خيال المؤلفة جي كي راولينغ، الوسيلة الناجحة لجذب جمهور عريض من عشاق الكتب والأفلام التي كتبتها راولينغ لتقديم رسالة واقعية تهدف لتقدير جائب العالم الحقيقي والاهتمام بها.
أمس أعلن متحف التاريخ الطبيعي بلندن (ناتشورال هيستوري ميوزيام) عن موعد إقامة معرضه الضخم «الوحوش الرائعة: عجائب الطبيعة». وكما يبدو من عنوان المعرض وتفاصيله فهناك الكثير من الخيال المستمد من أفلام «فانتاستيك بيستس» (الحيوانات الرائعة) لمؤلفة «هاري بوتر» جي كي راولينغ والحيوانات الغريبة والسحرية التي أبدعتها مخيلتها. يحاول المعرض إلقاء الضوء على الحيوانات التي جالت في الأرض قديماً وحديثاً ويستكشف غرائبها والتي يجب القول إنها سحرية في حد ذاتها، إذ يتناول المعرض ما لتلك الحيوانات والكائنات الغريبة من أثر في أساطير وقصص خيالية نُسجت حولها.
أما كيف يدمج العرض بين العالمين فهو تساؤل سيجيب عنه العرض وسيكون الجمهور الحكم عليه، وإن كانت خطة العرض ستحرص على جذب اهتمام الكبار قبل الصغار عبر عرض نماذج من مجموعة المتحف العلمية من الحيوانات المحنطة وغيرها، حسبما تقول كلير ماترسون، المسؤولة في المتحف: «في قلب المعرض نحتفل بكل الكائنات الرائعة التي نحظى بالعيش معها على الكوكب ونشرح الأخطار المحدقة بها» وهي رسالة للحفاظ على الطبيعة وكائناتها تتمني ماترسون أن يحملها الزائر معه بعد مغادرة العرض.
يشير البيان الصحافي الخاص بالعرض إلى أن المتحف سيعرض وللمرة الأولى عجائب العالم الطبيعي التي سحرت الإنسان عبر التاريخ وإلى جانبها الحيوانات التي تخيلها الكتاب خصوصاً راولينغ عبر سلسلة كتب «هاري بوتر» وسلسلة أفلام «فانتاستيك بيستس» في خليط يتقنه اختصاصيو المتحف سيجمع بين «العلم والطبيعة والخيال»، حيث تخفي القطع المعروضة الكثير خلف مظهرها وحيث تثير الحيوانات الدهشة الدائمة. ويضيف البيان: «قم برحلة عبر مئات السنين عندما اعتقد الناس أن وحيد القرن كان يجوب الأرض، وأن حوريات البحر سبحت تحت الأمواج، وأن وحوش بحرية كانت تهاجم السفن. استكشف خريطة من القرن الـ16 تصوّر الوحوش الكامنة في البحار والحيوانات التي ألهمت تلك القصص». يَعِد العرض هواة القصص الخيالية بمشاهدة نماذج لحيوانات أسطورية مثل: «موونكالف» وهو جنين مشوّه للبقرة، وثعبان «أوكامي» الخيالي، وهي حيوانات ظهرت في الروايات والأفلام ويربط بينها وبين ثعبان بحري في جزر غالاباغوس في الإكوادور والذي يواجه ندرة الغذاء بتقليص حجمه وسمكة «هاغفيش» الرخوة التي تستطيع «حشر» نفسها من خلال ثقوب نصف حجمها. ومن أهم القطع في العرض هيكل ديناصور أطلق عليه علماء المتحف اسم «دراكوركس هوغوارتسيا» على اسم مدرسة «هوغوارتس للسحر» في روايات هاري بوتر.
يضم العرض 90 نموذجاً من مقتنيات المتحف و30 قطعة من الحيوانات المتخيَّلة التي ظهرت في أفلام بوتر، وعبر العروض الغامرة (إيميرسيف) والتفاعلية يمكن للزائر المقاربة والمقارنة بين الحيوانات الواقعية والمتخيلة منها حيوان يستطيع إخفاء نفسه في «فانتاستيك بيستس» يصبح مدخلاً للتعريف بالحيوانات التي تستخدم التمويه وتستطيع «إخفاء» نفسها عبر تغيير ألوانها.
تشرح لورين كورنيش، كبيرة القيمين في المتحف، أن أسطورة عروس البحر قد تكون مستوحاة من حيوان «خروف البحر». وتضيف لـ«بي بي سي»: «هناك وثيقة كتبها كريستوفر كولمبوس في القرن الـ15 في أثناء أول رحلة بحرية له لاستكشاف الأميركتين، يقول فيها إنه شاهد ثلاثاً من عرائس البحر وإنهن لم يكنّ جميلات مثلما صوّرتهن الكتب والرسومات. نعتقد أن ما رآه كولمبوس كانت (خراف البحر)».
يتعاون المتحف مع شركة «وارنر بروذرز» المنتجة لأفلام «هاري بوتر» و«فانتاستيك بيستس» وأيضاً مع «غوغل آرت آند كالتشر» لتقديم معرض افتراضي على موقع «غوغل للفنون» يبرز النقاط الرئيسية من المعرض وتعليقات من علماء المتحف والقيّمين في أثناء قيامهم بالتحقيق في تفاصيل بعض العينات المعروضة.
المعرض، والذي كان مقرراً له الافتتاح في شهر مايو (أيار) الماضي وأُجِّل بسبب «كوفيد - 19»، سيفتح أبوابه للجمهور في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) القادم.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».