أوروبا تشدد قيود «كورونا» وسط تحذيرات منظمة الصحة

لافتة تنصح بارتداء الكمامات في لندن (إ.ب.أ)
لافتة تنصح بارتداء الكمامات في لندن (إ.ب.أ)
TT

أوروبا تشدد قيود «كورونا» وسط تحذيرات منظمة الصحة

لافتة تنصح بارتداء الكمامات في لندن (إ.ب.أ)
لافتة تنصح بارتداء الكمامات في لندن (إ.ب.أ)

أعادت دول أوروبية فرض تدابير جديدة لمواجهة تفشي فيروس «كورونا» المستجد، فتراوحت بين حظر التجمعات في أماكن مغلقة في لندن وكثير من المناطق الأخرى في بريطانيا ومنع الحفلات الخاصة في أماكن عامة في فرنسا، عقب تطور الوباء، وفق مسار اعتبرته منظمة الصحة العالمية «مقلقاً جداً».
ويستمر الوباء في التأثير على السياسيين في كل أنحاء العالم، فاليوم (الخميس)، غادرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قمة القادة الـ27 التي كانت قد بدأت لتوها في بروكسل، لتحجر نفسها بعد اكتشاف إصابة أحد أعضاء فريقها بـ«كوفيد 19»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي غضون ذلك، علّقت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة كامالا هاريس تنقّلاتها حتى الأحد بسبب اكتشاف إصابات ضمن فريق حملتها.
ووفق مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغه: «عدد الإصابات اليومية في أوروبا آخذ في الازدياد، وكذلك عدد الأشخاص الذي يدخلون المستشفيات»، وتابع: «(كوفيد 19) هو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة، وقد اجتاز عدد الوفيات اليومية عتبة الألف».
وتحذر المنظمة الأممية من أن مستويات الوفيات قد تصبح «أعلى من 4 إلى 5 مرات مما كانت عليه في أبريل (نيسان) بحلول يناير (كانون الثاني) إذا تم تنفيذ استراتيجيات لتخفيف القيود المفروضة لمواجهة انتشار الفيروس».
وقالت ماريا فان كيرخوف، المسؤولة عن إدارة الوباء في منظمة الصحة العالمية: «لم ينتهِ الأمر بعد، قد يكون الأمر مخيفاً، لكنني أعتقد أن الناس في حاجة إلى الاستعداد الذهني والصبر».
وأودى الفيروس بحياة ما لا يقل عن 1.09 مليون شخص حول العالم منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بحسب تعداد أعدته وكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، استناداً إلى مصادر رسمية.
وتشهد أوروبا حيث قتل الوباء 245 ألفاً و948 شخصاً، تفشياً حاداً للفيروس، ما دفع الدول إلى تشديد إجراءاتها الصحية.
وفي بريطانيا، رفعت الحكومة، الخميس، مستوى التأهب في لندن و7 مناطق أخرى، هي إسيكس وإلمبريدج وبارو ويورك وشمال شرقي ديربيشير وتشيسترفيلد وإريواش.
وأعلن رئيس بلدية لندن أن سكان العاصمة البريطانية البالغ عددهم 9 ملايين نسمة، لن يتمكنوا بعد الآن من لقاء أصدقائهم وعائلاتهم في أماكن مغلقة، لأن الحكومة تستعد لرفع حالة التأهب، وتستعد لرفع حالة الإنذار في المدينة للحد من انتشار وباء «كوفيد 19».
وأوضح رئيس البلدية العمالي أن «هذا سيعني أن اللقاءات في الداخل مستحيلة بين أشخاص لا يعيشون معاً، أياً كان العدد».
ومن جهة ثانية، قال وزير الصحة مات هانكوك، الخميس، في مجلس العموم، إن «فيروس (كورونا) قاتل وهو ينتشر الآن بشكل كبير في المملكة المتحدة».
وتم تسجيل ما يقرب من 20 ألف إصابة جديدة، الأربعاء، في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى 137 وفاة، ووصلت الوفيات في الأيام الأخيرة إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو (حزيران).
ومساء الخميس، تجاوزت فرنسا للمرة الأولى منذ بدء الاختبارات على نطاق واسع عتبة 30 ألف إصابة في 24 ساعة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال: «علينا أن نتحرك، نحتاج إلى لجم انتشار الفيروس»، معلناً حظر تجول بين الساعة 21:00 و6:00 صباحاً لمدة 6 أسابيع.
وستفرض مدن فرنسية كبرى أخرى مثل ليون ومرسيليا وتولوز حظر تجول أيضاً، على أن تشمل هذه الإجراءات نحو 20 مليون شخص، فيما عدد سكان البلاد 67 مليوناً.
ولم تشهد فرنسا حظر تجول على نطاق مماثل منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال رئيس الوزراء جان كاستيكس: «في الساعة 21:00 يجب أن يكون الجميع في منازلهم. ستغلق كل الأماكن والمتاجر والخدمات»، وأضاف أنه «سيتم حظر كل الحفلات الخاصة التي تنظم في الصالات متعددة الاستعمالات أو أي منشأة أخرى تستقبل جمهوراً في أنحاء البلاد، وأنه سيتعين على المطاعم في فرنسا تطبيق إجراءات صحية معززة».
ولم تكن هذه الإجراءات مطبقة إلا في المناطق ذات التأهب الأقصى فقط.
ودعت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس الدول الأعضاء إلى «القيام بما هو ضروري» لتجنب «الإغلاق التام»، وأعربت عن «قلقها البالغ إزاء الارتفاع السريع والمتزايد في معدلات الإصابة في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي».
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجلسة المقبلة للبرلمان الأوروبي المقرر عقدها في الفترة بين 19 أكتوبر (تشرين الأول) و22 منه لن تعقد في ستراسبورغ، بل سيتم تنظيمها عن طريق الفيديو.
والوضع مقلق أيضاً في ألمانيا، فقد سجّلت البلاد، اليوم، عدداً قياسياً من الإصابات اليومية، 6 آلاف و638 مقابل الحد الأقصى السابق البالغ 6 آلاف و294 إصابة في 28 مارس (آذار)، وأعلنت المستشارة أنجيلا ميركل قيوداً جديدة بعد لقاء مسؤولين من الولايات الـ16.
وقالت ميركل إنّ الإجراءات المشدّدة الجديدة ستشمل على سبيل المثال منع مشاركة أكثر من 15 شخصاً في أي مناسبة خاصة إذا كانت هذه المناسبة تجري في ولاية يزيد فيها معدل الإصابات اليومية بالفيروس عن 35 إصابة جديدة يومياً لكل 100 ألف نسمة على مدى 7 أيام.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.