«نوبل» الطب لبريطاني وأميركيين بفضل «مساهمتهم الحاسمة» ضد التهاب الكبد «سي»

صورة للفائزين بجائزة نوبل للطب البريطاني مايكل هوتن والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس (أ.ف.ب)
صورة للفائزين بجائزة نوبل للطب البريطاني مايكل هوتن والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس (أ.ف.ب)
TT

«نوبل» الطب لبريطاني وأميركيين بفضل «مساهمتهم الحاسمة» ضد التهاب الكبد «سي»

صورة للفائزين بجائزة نوبل للطب البريطاني مايكل هوتن والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس (أ.ف.ب)
صورة للفائزين بجائزة نوبل للطب البريطاني مايكل هوتن والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس (أ.ف.ب)

في أوج تفشي جائحة «كوفيد – 19»، مُنحت جائزة نوبل للطب أمس إلى ثلاثة علماء فيروسات، هم البريطاني مايكل هوتن، والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس؛ تقديراً لدورهم في اكتشاف الفيروس المسؤول عن التهاب الكبد «سي».
وأشارت لجنة نوبل إلى أن العلماء الثلاثة فازوا بالجائزة بفضل «مساهمتهم الحاسمة»، بفارق سنوات، في «اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي»، وذلك في خضمّ السباق العالمي الراهن لكشف ألغاز جائحة أخرى تجتاح العالم، أي «كوفيد – 19». وفي نهاية سبعينات القرن الماضي، خلص هارفي ألتر إلى أن التهاباً غامضاً في الكبد يحصل خلال عمليات نقل الدم من دون ارتباط بمرض التهاب الكبد من النوعين «إيه» و«بي»، وفق اللجنة؛ ما ساهم خصوصاً في الحد من حالات الإصابة بهذه الطريقة إلى مستوى شبه معدوم.
وبعد نحو عقد، في 1989، نجح مايكل هوتن وأعضاء فريقه من مقرهم في كندا، في اكتشاف التسلسل الجيني للفيروس.
أما تشارلز رايس (68 عاماً)، فقد حلّل لاحقاً على مدى سنوات طويلة طريقة تنسخ الفيروس، وهي أعمال قادت خصوصاً إلى تطوير علاج ثوري جديد بحلول العقد الثاني من القرن الحالي، يحمل اسم «سوفوسبوفير».
وقال رئيس اللجنة التي اختارت الفائزين، باتريك إرنفورس، إن رايس «قدّم الدليل الأخير على أن فيروس التهاب الكبد (سي) قادر على التسبب منفرداً في المرض»
وأضاف «أظن أنه من السهل إقامة رابط مع الوضع الحالي. الأمر الأول الواجب فعله هو تحديد الفيروس المسؤول، وفور إنجاز المهمة، سيشكّل ذلك نقطة انطلاق لتطوير علاجات للمرض، إضافة إلى لقاحات. لذا؛ فإن الاكتشاف الفيروسي يمثّل لحظة حاسمة».
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 70 مليون إصابة بالتهاب الكبد «سي»؛ ما يتسبب في 400 ألف وفاة سنوياً، رغم أن باحثين طوروا في السنوات الأخيرة علاجات فعالة، لكنها باهظة ضد هذا المرض. وهذه أول جائزة نوبل للطب مرتبطة مباشرة بنوع من الفيروسات منذ 2008.
وكانت جائزة نوبل للطب سنة 1976 مُنحت أيضاً تقديراً لبحوث مرتبطة بالتهاب الكبد «بي».
وقال هارفي ألتر في تعليق للإذاعة السويدية العامة «لقد أيقظوني من النوم قرابة الساعة الرابعة والربع صباحاً. لم أكن على علم أن الجائزة ستُمنح اليوم. هذا رائع».
وبات ألتر البالغ 85 عاماً أحد أكبر الفائزين سناً بجائزة نوبل للطب، لكنه لم يحطم الرقم القياسي في هذا المجال (87 عاماً).
ومنذ أول جائزة نوبل (للكيمياء) أعطيت لعالمي فيروسات سنة 1946، تضاف الجائزة الجديدة إلى 17 مكافأة أخرى مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأعمال علمية عن الفيروسات، وفق الأمين العام السابق للأكاديمية السويدية للعلوم إرلينغ نوربي. وبات عدد الأشخاص الذين نالوا جائزة نوبل في «علم الوظائف (فيزيولوجيا) أو الطب» 222 منذ إطلاقها سنة 1901، بينهم 12 امرأة فقط.
وقد جرى التداول بأسماء خبراء كثر هذه السنة كمرشحين محتملين لنيل الجائزة، بينهم المساهمون قبل أكثر من نصف قرن في اكتشاف الخلايا اللمفاوية البائية والتائية التي تؤدي دوراً أساسياً في عمل جهاز المناعة، وأولئك القائمون أيضاً على الخرق العلمي المرتبط بما عُرف بـ«المقصات الجزيئية» في علم الوراثة في العقد الماضي، مروراً بالأعمال المتصلة بسرطان الثدي. كذلك، سرت تكهنات عن إمكان منح الجائزة لباحثين آخرين ساهما في تطوير البحوث بشأن التهاب الكبد «سي»، وهما الألماني رالف بارتنشلاغر عن البحوث الأساسية التي أجراها، والأميركي مايكل صوفيا عن تطوير علاج «سوفوسبوفير» الذي بات يباع بأسعار باهظة من جانب مختبرات «غيلياد» الأميركية تحت اسم «سوفالدي».
وتحرص الأكاديمية السويدية للعلوم على التكتم حيال المرشحين للفوز، من دون تأكيد أي من التسريبات التي تشمل سنوياً مئات الأسماء.
وفي العام الماضي، فاز بجائزة نوبل للطب الأميركيان ويليام كايلين وغريغ سيمنزا، والبريطاني بيتر راتلكيف؛ مكافأة على اكتشافهم، اعتباراً من تسعينات القرن الماضي، «آليات جزيئية مسؤولة عن تكيف الخلايا مع مستوى الأكسجين المتقلب» في الجسم. وقد فتحت هذه البحوث آفاقاً علاجية بدأت تتجلى منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي، خصوصاً من خلال علاجات ضد السرطان.
وقد ألقت جائحة «كوفيد – 19» بثقلها على موسم جوائز نوبل هذه السنة؛ إذ دفعت بالقائمين على الحدث إلى إلغاء حفل توزيع هذه المكافآت العريقة المقرر أساساً في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) في استوكهولم، للمرة الأولى منذ 1944، وقد أبقي على موعد الإعلان عن الفائزين خلال الأسبوع الحالي.
ويتشارك الفائزون بالجائزة مكافأة مالية تقرب قيمتها من مليون دولار، على أن يتسلّموها في بلد الإقامة.
وبعد الطب، سيُعلن الثلاثاء عن الفائز بجائزة نوبل للفيزياء، ثم بجائزة الكيمياء الأربعاء، والآداب الخميس، يليها الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام الجمعة في أوسلو. ويُختتم موسم جوائز نوبل هذا العام بالإعلان عن الفائز بجائزة الاقتصاد الاثنين المقبل.
ويتسم موسم الجوائز هذا العام بمنافسة مفتوحة بدرجة كبيرة، خصوصاً على صعيد جائزة نوبل للسلام التي جرى التداول بمرشحين كثر لنيلها خلفاً لرئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد الذي نال هذه المكافأة العام الماضي. ومن بين هؤلاء هيئات مدافعة عن حرية الصحافة (كمنظمة «مراسلون بلا حدود») أو ناشطون من أجل المناخ، أبرزهم المراهقة السويدية غريتا تونبرغ.
كذلك، ثمة تكهنات عن اتجاه لمنح الجائزة لهيئة أممية، بينها على سبيل المثال منظمة الصحة العالمية، أو للأفغانية فوزية كوفي.
ولناحية جائزة نوبل للآداب، أورد النقاد الذين استطلعت آراءهم «وكالة الصحافة الفرنسية» سلسلة أسماء تشمل الأميركية الكاريبية جامايكا كينكايد، والألباني إسماعيل قادري، مروراً بالكندية آن كارسون، أو الفرنسيين ميشال ويلبيك وماريز كونديه.


مقالات ذات صلة

تدهور صحة السجينة الإيرانية نرجس محمدي ونقلها إلى المستشفى

شؤون إقليمية نرجس محمدي (رويترز)

تدهور صحة السجينة الإيرانية نرجس محمدي ونقلها إلى المستشفى

وافقت السلطات الإيرانية على نقل السجينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي إلى المستشفى بعد نحو تسعة أسابيع من معاناتها من المرض.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد الخبير الاقتصادي سايمون جونسون بعد فوزه المشترك بجائزة نوبل في الاقتصاد بمنزله في واشنطن يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الفائز بـ«نوبل الاقتصاد»: لا تتركوا قادة شركات التكنولوجيا العملاقة يقرّرون المستقبل

يؤكد الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد سايمون جونسون على ضرورة أن يستفيد الأشخاص الأقل كفاءة من الذكاء الاصطناعي، مشدداً على مخاطر تحويل العمل إلى آلي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)

«نوبل الاقتصاد» لـ 3 أميركيين

فاز خبراء الاقتصاد الأميركيون دارون أسيموغلو وسايمون جونسون وجيمس روبنسون، بجائزة «نوبل» في العلوم الاقتصادية، أمس، عن أبحاثهم في مجال اللامساواة في الثروة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد شاشة داخل «الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم» خلال الإعلان عن جائزة «نوبل الاقتصاد» في استوكهولم (رويترز)

عقد من التميز... نظرة على الفائزين بجائزة «نوبل الاقتصاد» وأبحاثهم المؤثرة

على مدار العقد الماضي، شهدت «الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم» تتويج عدد من الأسماء اللامعة التي أحدثت تحولاً جذرياً في فهم الديناميات الاقتصادية المعقدة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)

الفائزون الثلاثة بجائزة نوبل للاقتصاد... سيرة ذاتية

تنشر «الشرق الأوسط» سيرة ذاتية للفائزين الثلاثة بجائزة نوبل للاقتصاد والذين فازوا نتيجة أبحاثهم بشأن عدم المساواة بتوزيع الثروات.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة.
> حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي. وعبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، وحرصهما واستعدادهما لدفع التبادل التجاري إلى ما يأمله البلدان الشقيقان؛ خدمةً لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أكد الطرفان على ضرورة تبادل الخبرات في القطاع الزراعي؛ للرقي بهذا القطاع المهم إلى ما يعزز ويطور آليات الإنتاج في البلدين الشقيقين.
> إريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى العراق، التقى أول من أمس، محافظ الديوانية ميثم الشهد؛ لبحث آفاق التعاون المشترك والنهوض به نحو الأفضل، وتم خلال اللقاء الذي أقيم في ديوان المحافظة، بحث إمكانية الاستثمار من قِبل الشركات الفرنسية في الديوانية، خصوصاً أنها تمتلك بيئة استثمارية جيدة، والتعاون المشترك بين فرنسا والحكومة المحلية في عدد من المجالات والقطاعات.
> عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، بمقر الوزارة، بحضور عدد من ضباط وزارة الداخلية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. ورحب اللواء الخييلي بزيارة السفير القيرغيزي، مؤكداً حرص الوزارة على توطيد علاقات التعاون والعمل المشترك مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.
> عبد الله حسين المرزوقي، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في مومباي، حضر أول من أمس، احتفالاً بذكرى يوم الدستور لجمهورية بولندا، الذي استضافه القنصل العام لبولندا داميان إرزيك، بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية في مومباي، وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية ورجال الأعمال.
> عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، اجتمع أول من أمس، مع خوسيه لويس ديلبايي، مدير مكتبة «الإسكوريال» الملكية في إسبانيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون مع المكتبة. جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها السفير في مكتبة «الإسكوريال والبازيليكا» الملكية، بالإضافة إلى المبنى الملكي للضيافة الذي كان يستقبل فيه الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا (1556 - 1598م)، مختلف سفراء دول العالم.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بالبحرين؛ لمناقشة تعزيز أوجه التعاون في الجوانب التعليمية والثقافية، واستعراض أهم التجارب التعليمية الناجحة، كما تم بحث تعزيز الشراكة بين الجانبين في تدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالمدارس الحكومية على مهارات وطرق تدريس الإعداد لاختبارات (TOEFL)، لزيادة مستويات التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية.
> ماجد مصلح، سفير جمهورية مصر العربية لدى سريلانكا، استقبله أول من أمس، رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وأشاد رئيس الوزراء السريلانكي بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، مُسلطاً الضوء على دور البلدين في إقامة حركة عدم الانحياز، الأمر الذي كان له أثره الكبير على صعيد العلاقات الدولية بصفة عامة، ومصالح واستقلالية الدول النامية على وجه الخصوص.
> بيتر بروغل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى تونس، التقى أول من أمس، رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو. وعبّر السفير عن استعداد بلاده لمواصلة دعم مجهودات تونس في مسارها التنموي ومؤازرتها اقتصادياً واجتماعياً. وأكد ارتياحه للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، معبّراً عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تم قطعها في مجال البناء الديمقراطي، كما اطلع على صلاحياته وطرق عمل المجلس وعلاقته بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم من جهة، وبالحكومة من جهة أخرى.