ليبيا: قوات «الوفاق» ترفض تفاهمات {النواب} و«الدولة»

سلطات طرابلس تُعارض منع حفتر هبوط الطائرات جنوباً

TT

ليبيا: قوات «الوفاق» ترفض تفاهمات {النواب} و«الدولة»

أعلنت قوات حكومة «الوفاق» الليبي، برئاسة فائز السراج، رفضها المسبق لأي نتائج قد تترتب على الحوار، المقرر في المغرب اليوم بين مجلسي النواب والدولة، تزامناً مع اتهامات للمشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» بعرقلة حركة الطيران المدني في مطار سبها الواقع جنوب البلاد.
وأعلن محمد عبد الناصر، الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة «الوفاق»، في بيان مفاجئ ومقتضب مساء أول من أمس، تأجيل سفر رئيسه خالد المشري إلى المغرب، لكنه لفت إلى استمرار المشاورات بين وفدي الحوار للوصول إلى توافقات، قبل أن يوضح لاحقاً أن ذهاب المشري إلى المغرب يتوقف على التوصل لصيغة توافقية بين الأطراف المتحاورة من أجل التوقيع عليها.
لكن مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، قالت في المقابل إنه اشترط الاعتراف من مجلس الدولة ورئيسه بمخرجات برلين وإعلان القاهرة، قبل أي لقاء بينهما.
بدوره، جدد عماري زايد، عضو المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق»، هجومه على أحمد معيتيق، زميله في المجلس ونائب السراج، واعتبر أن ما يقوم به «أمر في غاية الخطورة وخارج الشرعية»، في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرمه معيتيق مؤخرا مع «الجيش الوطني» لاستئناف إنتاج وتصدير النفط، بعد إغلاق دام نحو تسعة شهور.
ولفت زايد إلى ما وصفه بـ«محاولة ابتزاز» حكومة «الوفاق» عبر تخصيص جزء من عوائد النفط لصالح حفتر، وقال إن الأخير حصل على تنازلات لصالحه، وإن منطق المحاصصة هو السائد في الحوار السياسي الجاري حالياً.
ودخل عمداء بلديات العاصمة طرابلس على خط المطالبة بإجراء انتخابات برلمانية، على قاعدة الإعلان الدستوري والقانون السابق للانتخابات بحلول شهر فبراير (شباط) المقبل، عقب اجتماع لهم أمس، ودعوا في بيان لهم حكومة «الوفاق» لتوفير الدعم المالي المطلوب لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد. كما طالبوا في بيانهم بعثة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الانتخابات بتأمين رقابة دولية داعمة لنجاحها.
وفي تصعيد جديد، أعلنت القوات الموالية لحكومة السراج، المشاركة في عملية «بركان الغضب»، رفضها لمخرجات الحوارات الجارية لحل الأزمة الليبية، بما فيها لقاء الغردقة المصرية وبوزنيقة المغربية، وأكدت عدم موافقتها على نقل مقر الحكومة من طرابلس، أو تعيين قائد أعلى لرئاسي جديد، كان يصف عناصر هذه القوات بـ«الإرهابيين والمرتزقة»، في إشارة إلى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب.
وبعدما اعتبرت أن كل اللقاءات المتعلقة بالحوار الليبي، التي تعقد بمختلف دول العالم، «تستهدف تقاسم السلطة، وإعادة تبادل الأدوار»، شددت على أن هذه المحادثات «لا تعنيها مهما كانت نتائجها».
إلى ذلك، أكد العميد عبد الهادي دراة، الناطق باسم غرفة عمليات «تحرير سرت - الجفرة»، التابعة لحكومة «الوفاق»، هبوط طائرتي شحن عسكريتين محملتين بعتاد عسكري في قاعدة جوية بمدينة سرت، الواقعة تحت سيطرة «الجيش الوطني». ونقلت عنه وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن منطقتي سرت والجفرة «تشهدان تحشيدات عسكرية لـ(الجيش الوطني)، والمرتزقة الروس، وهي لم تتوقف منذ فترة»، مشيرا إلى إجراء مناورات عسكرية في قاعدة براك الشاطئ خلال اليومين الماضيين، استخدمت فيها مختلف الأسلحة، وشارك فيها المرتزقة الروس.
وتزامنت هذه التطورات مع رصد وصول طائرات شحن عسكرية تركية إلى مطار مصراتة (غرب) لصالح قوات «الوفاق»، فيما دفع «الجيش الوطني» بتعزيزات عسكرية إلى مدينتي سرت والجفرة، وفقا لتقارير غير رسمية.
في غضون ذلك، اشترطت القيادة العامة للجيش الوطني «هبوط الطائرات القادمة والمغادرة لمطارات الجنوب الغربي والشرقي في مطار بنينا الدولي قصد الخضوع للتفتيش الأمني، والتأكد من هوية الركاب، بهدف منع استخدام الطيران المدني في نقل الإرهابيين والمرتزقة من غرب البلاد إلى جنوبها، وذلك كإجراء احترازي أمني نظراً لظروف المرحلة».
وأكدت في بيان لها مساء أول من أمس «وجود عناصر إرهابية خطيرة ومرتزقة تابعة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الغرب الليبي، تسيطر على المطارات، وخاصة مطار مصراتة ومعيتيقة، وكذلك وجود بؤر إرهابية في الجنوب الغربي لا تزال تتعامل معها الوحدات العسكرية والأمنية، وآخرها القضاء على تسعة من قادة الإرهاب، وعلى رأسهم أبو معاذ العراقي، أمير (تنظيم داعش) في شمال أفريقيا في مدينة سبها، وما تلاها من عمليات مطاردة وقبض على عناصر التنظيم جنوب المدينة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.