«حماس»: الحوار مع «فتح» ليس بديلاً للمباحثات الشاملة

هنية يتصل بعباس لتأكيد الإصرار على إنهاء الانقسام الفلسطيني

الرجوب والعاروري يبحثان عبر الفيديو خطة الضم الإسرائيلية في يوليو (رويترز)
الرجوب والعاروري يبحثان عبر الفيديو خطة الضم الإسرائيلية في يوليو (رويترز)
TT

«حماس»: الحوار مع «فتح» ليس بديلاً للمباحثات الشاملة

الرجوب والعاروري يبحثان عبر الفيديو خطة الضم الإسرائيلية في يوليو (رويترز)
الرجوب والعاروري يبحثان عبر الفيديو خطة الضم الإسرائيلية في يوليو (رويترز)

أكدت حركة «حماس» أن الحوار مع حركة «فتح» ليس بديلاً عن المباحثات الوطنية الشاملة لكنه يمهد لها، مؤكدة أنها ستجري مثله مع باقي الفصائل. وقال حسام بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حماس «إن ما يتداول من تصريحات عن إغلاق اتفاقات وجداول مواعيد، غير صحيح، مع تأكيد حماس الحرص على الوصول إلى اتفاقات وطنية شاملة حول القضايا كافة».
وجاء تصريح بدران في محاولة للتأكيد على أن الاتفاق النهائي حول إجراء الانتخابات سيكون مع الفصائل الفلسطينية كافة وليس باتفاق منفرد مع حركة فتح.
وكانت الحركتان قد اتفقتا على إجراء انتخابات متدرجة للمجلس التشريعي ثم الرئاسة ثم المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير خلال 6 أشهر. وأوضح بدران «خلال ثلاثة أيام من الحوار تم وضع الأسس التي يمكن البناء عليها، أو خارطة الطريق للوصول إلى شراكة فلسطينية كاملة وحقيقية، ويجب أن تضم مختلف مكونات شعبنا الفلسطيني».
وأضاف «هذه اللقاءات مبنية على الحدث المهم الذي تم في لقاء الأمناء العامين، وما تلاه وما سبقه من اجتماعات ثنائية وجماعية بيننا وبين مختلف الفصائل». وتابع «نحن نريد أن نخاطب العالم كله والاحتلال قبل ذلك، أن القرار الفلسطيني قرار موحد، ولا يمكن لأي طرف فلسطيني أن يقبل محاولات تصفية القضية الفلسطينية. فشعبنا الفلسطيني ومعه كل القوى وكل القيادات الوطنية لا يمكن أن يرفع الراية البيضاء، ونحن أصحاب الحق، وليس متاحاً لأي جهة كانت أن تتحدث باسمنا، ولا أن تتلاعب بحق شعبنا الفلسطيني المكفول والمعروف عبر سنوات صراعنا».
وأكد بدران أنه «لم يعد هناك متسع لاستمرار الخلافات بيننا وبين الإخوة في حركة فتح. فعندما نتنازل في حواراتنا، لا أسميها تنازلات، بل هذه استحقاقات من أجل شبعنا وهذا يزيد رصيدنا، ولا نمن به على شعبنا بل هو واجب».
ويفترض أن تناقش قيادة حماس بشكل خاص، الاتفاق الذي حصل مع حركة فتح. وأعلن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أن قيادة حماس ستعقد اجتماعاً خاصاً بشأن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع حركة فتح، وذلك لدراستها واتخاذ القرار بشأنها، وسبل استكمال الحوار على المستوى الوطني في المسارات كافة.
واتصل هنية في وقت متأخر من مساء الجمعة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأكد موقف حركته الداعم لإنجاح الحوار الجاري، مشددا على أهمية بناء جبهة وطنية واحدة للتصدي للمؤامرات التي تواجه شعبنا في هذه المرحلة. وأثنى هنية على رعاية الرئيس لهذه الحوارات، ومواقفه الداعمة لها، كما أشاد بخطابه الذي ألقاه مساء الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفاً إياه بالمعبر عن اللحظة التي نعيشها في هذه المرحلة التاريخية. من جانبه، أكد عباس لهنية دعمه لجهود الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس» وبقية فصائل العمل الوطني الفلسطيني، من أجل الخروج بالنتائح المرجوة وصولاً لإجراء الانتخابات المتفق عليها.
وشدد على أهمية أن يكون الجميع تحت مظلة الوحدة الفلسطينية، لمجابهة المخاطر والتحديات التي تواجه الفلسطينيين في هذه المرحلة المصيرية. وفي بيان لاحق أعاد هنية تأكيد أن حركة حماس تولي أهمية كبيرة لمسار الحوار الوطني، «وذلك استشعارا بالخطر المشترك الذي يتهدد القضية الفلسطينية، وقناعة راسخة بتكريس مبدأ الشراكة في بناء المؤسسات الفلسطينية الناظمة لشعبنا في الداخل والخارج في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة في الضفة وغزة، وعبر القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية».
وشدد هنية على أن التفاهم مع حركة «فتح» يأتي لتمهيد الطريق أمام الحوار الوطني الشامل، الذي يشكل الإطار الجامع لمخرجات الحوار ومآلاته النهائية في الملفات المركزية، والتي ستعرض للاعتماد في اجتماع خاص للأمناء العامين للفصائل. وأضاف أن «التفاهم الإيجابي مستند في محاوره الأساسية إلى اتفاقيات القاهرة التي تم توقيعها في فترات سابقة، وخاصة الاتفاق الشامل 2011».
وأشاد هنية بالجهد الذي بذله وفدا الحركتين في الحوار، وما قاما به من اتصالات مكثفة منذ وقت ليس بالقصير، بما يعكس توجهات وجدية قيادة الحركتين. وقال «لقد أولت حركة حماس تحقيق الوحدة الوطنية اهتماما استثنائيا»، خاصة أن «القاعدة السياسية للحوار الجاري انطلقت من الموقف الفلسطيني الموحد برفض صفقة القرن وخطة الضم، وسبل مواجهة هذه التحديات الخطيرة ميدانيا وسياسيا في إطار بناء جبهة فلسطينية موحدة تتصدى للتهديدات الاستراتيجية».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.