محاكمة رجل دين يهودي بسبب تفوهات عنصرية

دعوة إلى «لجنة السلوكيات» في المحاكم لمحاسبة الرباي إلياهو

محاكمة رجل دين يهودي بسبب تفوهات عنصرية
TT

محاكمة رجل دين يهودي بسبب تفوهات عنصرية

محاكمة رجل دين يهودي بسبب تفوهات عنصرية

أمرت المحكمة العليا في إسرائيل باتخاذ إجراءات قضائية ضد كبير رجال الدين في مدينة صفد، الرباي شموئيل إلياهو، وذلك بسبب تصريحات عنصرية كان قد أدلى بها ضد المواطنين العرب.
وكتب القضاة الثلاثة: إستر حيوت (رئيسة المحكمة العليا)، ويتسحاق عميت، وأليكس شتاين، أن قرار وزيرة القضاء السابقة، أييلت شكيد، بعدم تقديم الرباي إلى جلسة استماع وعدم اتخاذ إجراءات تأديبية ضده، «ينطوي على خطأ فاحش وابتعاد مثير للتساؤلات عن المنطق والنزاهة». وأكدوا أن رجل الدين اليهودي إلياهو «اعتاد مهاجمة مجموعات كاملة من السكان، وأفتى بمنع تأجير بيوت للعرب في بلده، وتفوه ضد النساء أيضاً وضد المثليين. وحاول طوال الوقت تحريض المؤمنين الذين يصدقونه ويثقون به، بأن التفوهات العنصرية التي يطلقها (تنسجم مع أحكام الدين والشريعة). فعلى سبيل المثال؛ قال في سنة 2018 إن (من يمد يده على يهودي يجب قتله والانتقام منه، حتى لو لم يتسبب اعتداؤه بقتل أو إصابة اليهودي)». وأضاف: «يجب أن يكون واضحاً للجميع، وأيضاً للمخربين، أن الإرهابي الذي يصل إلى هنا لقتل يهود، يجب أن تكون هنا نهايته... ليس تحييده وليست السيطرة عليه وليس اعتقاله، بل قتله». وفي سنة 2019، قال إن «العرب هم العرب القدامى أنفسهم لم يتغيروا... يكرهون إسرائيل ويعتدون على كل يهودي يستطيعون الانفراد به. يحللون قتل اليهود هنا في إسرائيل أو في الخارج. وفقط مؤخراً، تعرض اليهود في ألمانيا للضرب المبرح من عرب. لذلك يجب قتل العرب. هذه هي وصية التوراة».
وقال القضاة إن تصريحات إلياهو «يجب ألا تمر من دون عقاب، وتجب محاكمته بتهم جنائية ومحاسبته سلوكياً؛ فهو موظف دولة، لا يجوز له أن يتفوه ضد مواطنين ولا أن يتكلم في السياسة».
وعلى أثر هذا الحكم، قرر وزير القضاء، آفي نيسان كورن، أمس الثلاثاء، إصدار تعليمات لرئيس المحاكم اليهودية الشرعية، يتسحاق يوسيف، بدعوة لجنة السلوكيات في المحاكم خلال مدة أقصاها 30 يوماً، ومحاسبة الرباي إلياهو.
وكانت المحكمة العليا قد اتخذت هذا القرار بعد شكوى مقدمة لها منذ عام 2017 من تنظيم «جودة الحكم» مع «مركز الإصلاح الديني» و«جمعية حقوق الإنسان». وقد توجه قادة هذه الهيئات إلى الوزيرة شكيد أولاً، ولكن هذه الوزيرة عقدت له جلسة ودية ولم تحاسبه ولم توبخه. وبعد هذا اللقاء استمر إلياهو في تصريحاته وفتاواه العنصرية. وقال القضاة إن أمثال رجل الدين إلياهو، «لا ينفع معهم الحديث الودي، وتجب محاسبتهم؛ فإسرائيل دولة متعددة الثقافات، ورجال الدين إن كانوا معنيين فعلاً بالسلام بين الناس، فعليهم أن يمتنعوا عن أي تعبير للتمييز ضد أي شريحة مجتمعية، على مستوى قومي وعرقي أو على مستوى التصرفات الشخصية».
وعدّ إلياهو القرار القضائي «حكماً سياسياً من محكمة سياسية. فلو كانت تلك تفوهات من أناس ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لما كانت المحكمة تدخلت. لذلك؛ فإنني لن أتوقف عن الإدلاء بتصريحات تعبر عن قناعاتي، خصوصاً الدينية».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.