النحل ذو الدماغ الكبير أطول عمراً

يتغذى على الأزهار الصفراء
يتغذى على الأزهار الصفراء
TT

النحل ذو الدماغ الكبير أطول عمراً

يتغذى على الأزهار الصفراء
يتغذى على الأزهار الصفراء

أظهر بحث جديد وجود علاقة بين تنوع النظام الغذائي للنحل وحجم دماغه الذي يشبه الكرواسون وعمره. تناولت الدراسة نوعاً من النحل يطلق عليه اسم «النحل الحافر»، وهو نحل أشعث كبير الحجم يعيش وحده يحفر في الأراضي العشبية الرملية في جميع أنحاء أوروبا، ويفضل أن يتغذى على الأزهار الصفراء من «الفصيلة النجمية»، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
يتميز النحل الحافر بدماغه الأشعث كبير الحجم. وشأن الثدييات والطيور، قد يكون لأنواع الحشرات من نفس حجم الرأس الكبير طبيعة مختلفة، إذ اكتشف الباحثون بعض العوامل المرتبطة بحجم الدماغ في الحيوانات ذات الأعمدة الفقرية.
لكن في الحشرات، كانت العوامل الدافعة لكبر حجم الدماغ أكثر غموضاً. ففي دراسة نُشرت الأربعاء بمجلة «بروسيدنغس أوف ذا رويال سوسيتي»، أو فعاليات الجمعية العلمية، كشف تقرير أن العلماء قاموا بفحص المئات من أدمغة النحل لفهم المزيد عن تنوع فصائلها وتوصلوا إلى أن النحل الذي يتبع نظاماً غذائياً معيناً يمتلك أدمغة أكبر حجماً، بينما يبدو أن السلوك الاجتماعي لا علاقة له بحجم الدماغ. ويعني ذلك أنه فيما يخص تطور الدماغ، فإن القواعد التي تطبق على الحيوانات قد لا تطبق على الحشرات.
وبحسب إليزابيث تيبتس، عالمة الأحياء المتطورة بجامعة ميتشيغان والتي لم تشارك في البحث، فإن «معظم أدمغة النحل أصغر من حبة الأرز»، غير أنها قالت، إن «النحل يتميز بسلوك معقد ومدهش رغم أدمغته الصغيرة، مما يجعل تطور أدمغة النحل موضوعاً مثيراً للاهتمام».
وقد درس فيران سايول، عالم الأحياء المتطورة بجامعة كوليدج لندن، وزملاؤه تلك الأدمغة الصغيرة في 395 أنثى نحلة تنتمي إلى 93 نوعاً من جميع أنحاء الولايات المتحدة وإسبانيا وهولندا. قام الباحثون بجز رأس كل حشرة واستخدموا ملقطاً لإزالة دماغها الملتوي العريض عند المنتصف، والذي قال الدكتور سايول: «إنه يذكرني قليلاً بالكرواسون».
وقد أظهر أحد الأنماط ثمة علاقة بين حجم الدماغ واستمرار كل جيل من النحل. فالنحل الذي يعيش جيلاً واحداً في السنة يتميز بأدمغة كبيرة بالنسبة لحجم جسمه مقارنة بالنحل الذي يمر بأجيال عديدة في السنة الواحدة.


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».