الشاعر آل الشيخ لـ {الشرق الأوسط}: شركات الإنتاج تقتل المواهب الفنية إذا استمرت بدور المتعهد

تقاعد من الوظيفة لأجل هوايته وما زال مصرا على لقب «هاوي»

الشاعر آل الشيخ لـ {الشرق الأوسط}: شركات الإنتاج تقتل المواهب الفنية إذا استمرت بدور المتعهد
TT

الشاعر آل الشيخ لـ {الشرق الأوسط}: شركات الإنتاج تقتل المواهب الفنية إذا استمرت بدور المتعهد

الشاعر آل الشيخ لـ {الشرق الأوسط}: شركات الإنتاج تقتل المواهب الفنية إذا استمرت بدور المتعهد

عبد اللطيف آل الشيخ شاعر سعودي بدأ الكتابة في سن المراهقة الأولى واستمر فيها عبر حياته الجامعية حتى اشتهر في بداياته بلقب «هاوٍ» وما زال يؤمن بأنه ما زال هاويا حتى قادته هوايته إلى تقديم 22 عملا فنيا غناها الكثير من المطربين والفنانين في عام 2014 والذي يعتبر رقما قياسيا لم يسبق لأحد من قبل قدم مثل هذا الرقم وعندما تسأله هل كان هناك أحد كان يدعمك خلف الكواليس يقول نعم بأنه أنا فهو كان داعما نفسه إلى أن أصبح الآن يصنف من أكثر الشعراء الداعمين للمطربين والفنانين الناشئين من الشباب حيث تعاون مع الكثير منهم وما زال يدعمهم ويمد يده بيدهم لأنه يعتبر أن شركات الإنتاج لا تدعم الشباب إذا كانت تركز على الحفلات الغنائية لا على الإنتاج.
* بداية هل تذكر متى أول عمل غني لك؟
- أول أغنية غنيت لي عام 1988م قبل 26 سنة مع الفنان المعتزل عبد الرحمن النخيلان وكانت هي عنوان الألبوم «لب اللثام» ونزلت بلقب «نجم الرياض» والذي لقبني بذلك الفنان عبد الرحمن لرفضي عن النزول باسمي الرسمي وغيرته بعد مدة إلى اسم هاوٍ ثم ظللت بهذا الاسم في الكثير من الأغاني.
* كنت تلقب بـ«هاوٍ» والآن ظهرت باسمك الشخصي ما قصة ذلك؟
- كنت هاويا ولا زلت إلى الآن هاويا وأن هناك الكثير من الشعراء كانوا يكتبون الشعر ويخرجون بألقاب والشعر لا يعيب ولا الأغنية لما تخرج بلقب ولكن أنا لم أكن مميزا بيني وبين نفسي وقتها وكنت أعتبرها هواية عابرة فلم أهتم بظهوري باسمي الشخصي أما في عام 2010 أعدت اكتشاف نفسي من جديد من خلال «فيسبوك» الذي كان يقدمني كشاعر أمام جماهير حقيقيين بخلاف السابق الذي كنت أكتب الشعر ويكون حبيس الأدراج أو أعطيه أحد الأصحاب لكن دخولي «فيسبوك» جعلني في مرحلة تحد مع الشعر حيث كنت أكتب وأنتظر رد الفعل من المعجبين إلى أن تكاثر المعجبون وأصبحوا جمهورا ثم انتقلت لـ«تويتر» و«تويتر» كان انطلاقتي.
* كتبت قصيدة بابنك الأول خالد حدثنا عن شعور الأبوة وما الذي يمثله بالنسبة لك وما نصيب عائلتك من شعرك؟
- الأبوة شعور نبيل وفطري ولا يوازيه شعور في حياتك وقال أنا رزقت قبل شهرين بابن سميته فهد وهو بعد خالد وأن شعر الأبوة شعور يزيد ولا ينقص بخلاف بعض الأشياء التي يقل شعورك نحوها مع تقدم العمر من رغبات أو هوايات أو أشياء كنت تحبها إلا شعور الأبوة فهو يكبر كلما كبرت وأن من جمال الشعر يكون منه جزء لعائلتك يخلد ذكريات معينة بينك وبينهم سواء الابن أو البنت أو الزوجة أو الأب لإثبات فترة زمنية وحالته الاجتماعية وتوثيق لمشاعر لا تكرر.
* حدثنا عن أعمالك مع المطربين والفنانين والفنانات وعن أعمالك في عام 2014.
- في الحقيقة انتهيت من أعمال عام 2014 وأعلنت ذلك سابقا والذي بلغ عددها 22 عملا مع عدة ملحنين وفنانين وفنانات وهذا الرقم يعتبر قياسيا لم يسبق لأحد من الشعراء أن يقدم مثل هذا الرقم وكانت انطلاقتي الحقيقية في عالم الأغنية كما وكيفا وكانت زاخرة بالتعاون مع الكثير من الفانين والفنانات وحاولت أغطي شريحة الفنانين الشباب على رأسهم كارمن سليمان وعبد الله عبد العزيز ومحمد المشعل وسيمور جلال ووليد الجيلاني وبالنسبة للفنانين الكبار الفنان محمد عبده وكاظم الساهر وفهد الكبيسي والعملاق عبادي الجوهر ويعتبر هذا العام عاما مليئا بالنسبة لي وقدمت مقدمات مسلسلات كويتية «كعب عالي» و«سلطان الحب» وكان هناك تعاون مع الفنان محمد عبده وقدمت معه عملا شبابيا يحث الشباب على الابتكار اسمه «صقور الابتكار» ومن ألبوم رابح الجديد أغنية البشارة من كلماتي والتي قدمها لجمهوره كتصبيرة في صيف العام الماضي ومن ألبوم الفنان برهان وهو فنان جديد صدر الأسبوع الماضي ألبومه الأول لي 3 أعمال معه من ألحان الأمير بندر بن فهد إضافة لـ3 تعاونات مع ناصر الصالح كملحن منها أغنية استفزيني لكاظم الساهر وبغني لعبد الله عبد العزيز وأخيرا الجراءة كرم للفنان اليمني الأصيل وليد الجيلاني.
* تعاونك مع الفنان وليد الجيلاني كان له رد فعل جميل من الجمهور اليمني..
- كنت من الناس المعجبين بوليد الجيلاني من أوائل الحلقات وكنت أراه كل حلقة يتطور إلى أن قررت أن يكون مرشحي في آرب أيدول وتمنيته وأعطيته صوتي وقبل هذا كله كنت أمهد لتعاون معه فغردت بـ«تويتر»: «سواء فزت باللقب أم لم تفز هناك عمل قادم سيكون بيننا عند انتهاء البرنامج» وعند عدم وصوله للمنافسة على اللقب في المرحلة الأخيرة أعلنت بعد خروجه أن يكون الأسبوع القادم أغنية من ألحان ناصر الصالح فتحدثت مع وليد عند خروجه واتفقنا على شكل اللحن والذي اختير وفق ما يناسب ويبرز قدرات وليد الطربية لأن أي مغن يستطيع غناء أغان شبابية سريعة وجميلة لكن من الصعب أن تغني أغنية طربية تعتبر الأولى وتتمكن منها لأنه لا بد أن تثبت نفسك مطربا ولست مغنيا فقط.
* قصيدة تهديها لقراء «الشرق الأوسط»..
- لقيتك صدفه في بالي.. وأنا بالي بلا ميعاد
وطول الوقت أنا ادوّر عليك وإنتَا في بالي!!
تعال أقبل مثل حلمٍ.. غواني وجيت كلّي رقاد
تعال اقهر مسافاتي.. واجي حِلَكْ بترحالي
تعال ووشّوش النشوه إلِين تصير استبداد
تعال وحرّض ظلالك أبدْ لا يترك ظلالي
تعال افرض قوانينك ولا ترضى تكون حياد
تعال اظلم وأنا راضي بْظلمك أَول وتالي
ولا تستأذن ظروفي تعال عناد وروح عناد
أبيك تسخّر ظروفك ولا تتركني في حالي
تعال لآخر الفكره.. وحوّلها إلى ميلاد
تعال لأول الفكره.. قبل تطري على بالي
* كيف ترى منصة «يوتيوب» في خدمتها للفن والفنانين والأغنية بشكل عام؟
- لا شك أن الزمن تغير وتغيرت أساليبه وطريقة توصيل العمل للمستمع أما في زمننا الحاضر فمن السهل توصيل العمل للمستمع وبسرعة أكبر من قبل من خلال «يوتيوب» وتلمس ردود الفعل حالا بعد تنزيلك العمل من خلال المشاهدة و«يوتيوب» من أهم الوسائل التي تعطيك مؤشرا حقيقيا فلذلك هو يعتبر اختراع العصر ومكتبته سواء للفن أو بالنسبة لغيره.
* بعد أن أنهيت أعمال العام الماضي من في القائمة من الفنانين والفنانات عام 2015؟
- أعمال 2015 على رأسهم الشاب السعودي الذي أعتقد أنه سيكون له شأن كبير في عالم الغناء وهو إسماعيل مبارك وسيكون لي في ألبومه القادم أغنيتان ومن هنا ستكون البداية ولكن الواقع سيكون هناك الكثير لما بعد الألبوم إضافة إلى فنان العرب محمد عبده وأنغام والفنانة اللبنانية يارا وكارمن سليمان سيكون لي تعاون معها في أغنيتين، وأخيرا الفنان السعودي راكان خالد وأول عمل يطرح لي في عام 2015 هو فيديو كليب العيون الممكنة للفنان عبد الله عبد العزيز.
* هل تعتقد أن هناك أصواتا محلية وعربية مهمشة ولم تبرز حتى الآن؟
- نعم خصوصا عندنا في السعودية والسبب شركات الإنتاج لأن الشاب السعودي مهما كان لديه من إمكانيات معترف بها فنيا من متخصصين إلا أنه لا يجد أي دعم للأسف من شركات الإنتاج فينتظر الشاعر المنتج حتى يأتي ويقتنع به وينتج له أغنية والشاعر المنتج مثلي لن ترى رقما مثل هذا العام من الأعمال وسترى رقما أقل وحتى العام الذي بعده لأن العملية مرهقة وهي أن تتبنى شبابا وتقدمهم لكي يتسلمه أناس متخصصون وهم شركات الإنتاج وهذه الشركات الآن لا تخدم حتى من ينتمي لها ووقع معها عقودا فلا تتوقع منها أن تخدم خريجي البرامج التلفزيونية الغنائية من ستار أكاديمي وذا فويس وآرب أيدول وغيرها فعملية الشاعر المنتج بالنسبة لي ستتقلص بشكل واضح ما لم يكن هناك دعم وتعاون مشترك مع شركات الإنتاج وفي النهاية يصعب على الشاعر المنتج أمر كتابة القصيدة دون مقابل وربما يدفع تكاليف إنتاجها دون مقابل وقد يصورها دون مقابل وفي النهاية تطلق باسم شركات الإنتاج والسبب كي تنتشر في الفضائيات بحكم امتلاك تلك الشركات للفضائيات وهذه الظاهرة لا شك أنها ترهق الشاعر المنتج وستحطم معنويات الفنانين الذين يملكون طموحا وأصواتا رائعة.
* هل هناك شخص دعمك وشجعك في موهبتك؟
- أي نعم هناك شخص خدمني من خلف الكواليس وهو الشاعر عبد اللطيف آل الشيخ.
* هل تنوي كتابة قصيدة باللهجة اللبنانية وما قصة تلك القصيدة؟
- كان لي حوار مع الشاعر نزار فرنسيس على «تويتر» ودار بيننا حوار بسيط وقلت له ما رأيك أن نتبادل المقاعد وتكتب أغنية باللهجة السعودية ويلحنها ويغنيها مطرب سعودي وأنا أكتب أغنية باللهجة اللبنانية ويلحنها ويغنيها مطرب لبناني فأبدى موافقته وترحيبه بالفكرة لكن لم تظهر جديته أو صرف نظره عن الموضوع بالأصح وهذا يعفيه من الحرج لكن بالنسبة لي أن القصيدة باللهجة اللبنانية جاهزة كتابة ولحنا وتنفيذا لكن إن لم يف الشاعر نزار فرنسيس بوعده فلم يعد لتلك القصيدة أي قيمة وهذا ما جعلني أتريث حتى لا يساء لي الفهم في خوضي بساحة ليست بساحتي لمجرد الشهرة أو كسب جماهير آخرين وفي الواقع أي شاعر يريد كسب جمهور آخر لكن لا بد أن تكون في طريقة صحيحة ولكن متى ما تم الاتفاق بيني وبين الشاعر فأنا مستعد تنزيل العمل في نفس اليوم.
* ما الذي أسرع انتشارا في الغناء الشعر النبطي أو الفصيح؟
- الشعر النبطي أسرع انتشارا بنسبة 90 في المائة لعدة أسباب أولها اختفاء الشاعر الفصيح محليا وعلى مستوى الوطن العربي ولم يعد لهم وجود قوي وقيمة كما كان في السابق وخصوصا في مجال الأغنية مثل الشاعر نزار قباني ومحمود درويش أما بالنسبة للشعراء السعوديين فلا يوجد هذا اليوم شاعر مميز بالشعر الفصيح وممكن تستحدث مدرسة جديدة والموجودون هم مجرد امتداد لمن سبقوهم بطريقة مكررة ولم يصلوا لمرحلة إقناع الناس بأن الفصحى هي خبز حار يتلذذ فيه مثل ما كان يصنع نزار قباني في حينها.
* برأيك ما الفرق بين كتابة الأغنية والقصيدة؟
- هناك 3 أنواع من القصائد كتبت قصيدة ويصعب غناؤها لجمالها الشعري فقط أو مفرداتها أو تكون فكرتها غير سهلة ومعقدة وأعني بذلك لعمقها وهذه لن تنجح عن طريق الأغنية وهناك أيضا قصيدة تكون صالحة تماما للغناء وفي نفس الوقت قصيدة رائعة وجميلة ما لم تغنَّ وتتداول أو لم يرغب صاحبها أن تغنى وأحيانا تنال شهرة أكبر من الأغنية أما الشق الثالث فهي الأغنية البحتة وفي نظري وكتاباتي أن لها شروطا معينة بحكم خبرتي وهي محاولة تبسيط الفكرة واللغة خاصة في زمننا الحاضر الذي أصبح فيه المواطن المصري يسمع الأغاني السعودية والسعودي يسمع الأغاني المصرية وهكذا نحن وطن عربي واحد وفكرة اللغة مهمة في كتابة الأغنية كي تصل للآخرين وهناك أمثلة مثل أغنية إخباري للفنانة كارمن سليمان وأغنية قرري لسيمور جلال والتي حاولت فيها أن تكتب في لغة بيضاء لكي تصل لأكبر شريحة من العالم العربي خصوصا أن الأغنية الخليجية الآن هي المسيطرة على الساحة الطربية.
* تفرغت من العمل الحكومي ماذا يعني ذلك؟
- أنا طلبت التقاعد من العمل الحكومي وأنا عمري 47 سنة لأجل ممارسة هوايتي التي أجلتها لسنين كثيرة وفي هذه السنين كان لدي الكثير من النصوص والذي سمعتم جزء منها وجزء كتب من جديد والذي كان العمل الحكومي يتطلب مني أن أكون موظفا حكوميا ولم يمنعني من الكتابة أو تقديم الأغنية ولكن في نفس الوقت كان لدي أولويات منها بناء البيت والأسرة وبناء نفسي حتى يأتي اليوم الذي أستطيع فيه ممارسة هوايتي بشكل صحيح ولذلك ما زلت مصرا على اسم هاوٍ ولكن للأسف دخولي كان في وقت أصبحت فيه الأغنية تعاني من مشاكل كثيرة أولها الإنتاج فقررت أن أكون أنا المنتج وأتحمل مسؤولية ما أنتج إن أعجب الناس فهذا يرضيني وإن لم يعجبهم فهذا يجعلني أضاعف جهدي لأصلهم بشكل جيد.
* ما رأيك بشركات الإنتاج؟
- شركات الإنتاج تقتل كل موهبة شعرية جديدة وكل موهبة فنية وغنائية جديدة إذا استمرت بدور متعهدة حفلات أو أفراح وزواجات ونسيت دورها الأساسي وهو الإنتاج للفنانين في النهاية نجد الفنانين والفنانات ينتجون لأنفسهم مثل ألبوم الفنانة دنيا بطمة الأخير والذي كانت هي من أنتجته بنفسها لكن بالنهاية تحت إدارة شركة وهذا يقلب موازين الأغنية رأسا على عقب وتبعاته القريبة جدا جدا سيئة على الأغنية بشكل عام.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».