بن لادن يخلف وعده مع رفيقه بإتلاف الشريط المرئي لتأييده تفجيرات نيويورك

حكم عليه بالسجن 5 سنوات لمساعدته أسرة بن لادن في إيران

زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن
زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن
TT

بن لادن يخلف وعده مع رفيقه بإتلاف الشريط المرئي لتأييده تفجيرات نيويورك

زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن
زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن

أقر أحد عناصر تنظيم القاعدة في أفغانستان، سعودي الجنسية، أن أسامة بن لادن الزعيم السابق، أخلف وعده له بعدم بث شريط مرئي، صور خلال اجتماعه معه، من دون أن يشعر، وكان يتحدث حينها زعيم التنظيم، في أقوى دليل على تورطه بالعملية الإرهابية، وهو فرح وسعيد عن تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وأنه عرف بالهجمات قبل 5 أيام من وقوعها، حيث تستر (رفيق بن لادن) الذي حكم عليه بالسجن 5 سنوات، على سعودي (موقوف) يطلب منه الدعم المالي من أجل إخراج أسرة بن لادن من إيران، بسبب أوضاعهم السيئة هناك.
واعترف المدان، أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، ذهب إلى أفغانستان عبر سوريا وإيران، وكان دوره توعويا وتذكيريا، حيث طلب منه زيارة إحدى المضافات، لتوعية الشباب الذين يوجدون هناك، حيث توجه بصحبة ابنه الصغير، وشقيقه، ولم يجد هناك عددا كبيرا من الشباب، حتى تفاجأ بدخول أسامة بن لادن، ومعه شباب ملثمون.
وقال المدان في اعترافاته «كنت بجوار بن لادن، وجرى لقاء تم تصويره، من دون أن أشعر، ثم وعده بن لادن بعدم نشره، حيث تمت مداهمة المنزل بعد خروجهم، ولم أعلم عنهم، وغادرت إلى باكستان في طريقي إلى إيران، وحينها تفاجأت بظهور الشريط المصور بعد شهر، في وسائل الإعلام»، حيث طيرت في ذلك الوقت صوره فضائيات العالم عندما ظهر المدان، بجانب بن لادن، مباركا عملية 11 سبتمبر ومتعجبا منها.
وأفاد المدان الذي يحمل الشهادة الجامعية، أنه مكث في إيران قرابة السنتين ونصف السنة، ومعه زوجته (كويتية الجنسية)، وطفله الصغير، حيث كان يعاني من صعوبة في التنقل، بسبب إعاقته نتيجة طلقات نارية تعرض لها خلال وجوده في البوسنة 1993.
وكان المدان، عاد إلى المملكة في يوليو تموز 2004، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، بفتح باب العفو والرجوع للحق، وتحكيم الشرع الحنيف لكل من ظلم نفسه، حيث كان المدان، موجودا في منطقة الحدود الإيرانية الأفغانية، وقام بالاتصال بسفارة خادم الحرمين الشريفين في جمهورية إيران الإسلامية، مبديا رغبته في الاستفادة من العفو الملكي، وذلك قبل 10 أيام من انتهاء المهلة التي حددها خادم الحرمين الشريفين، ومدتها شهر كامل.
وتضمن الشريط المرئي الذي سمحت وزارة الدفاع الأميركية ببثه في ديسمبر (كانون الأول) 2001، حديث بن لادن إلى المدان الذي عرف حينها في وسائل الإعلام، باسم (ضيف بن لادن)، قائلا «لا يعرف عن العملية (التفجيرات) (أي أبو غيث) وإنه ليس كل شخص يعرف عنها، وإن محمد (ربما محمد عطا) من العائلة المصرية (أي جماعة المصريين في القاعدة) هو الذي كان مسؤولا عن المجموعة، وإن غالبية المشاركين لم يكونوا يعرفون طبيعة العملية، ويرد المدان (ضيف بن لادن) قائلا أن تضرب طائرة برجا عاليا كان شيئا يفوق الخيال، وإن ذلك العمل (التفجيرات) كان عملا عظيما قام به واحد من أفضل أعضاء المجموعة (ربما محمد عطا) ».
وظهر المدان، بعد عودته إلى المملكة، على شاشة التلفزيون السعودي، وقال «عدت طاعة لله وولاة الأمر»، وأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين «مبادرة كريمة ونعمة من الله وفرصة يجب على كل عاقل أن يستغلها»، مؤكدا أن السعودية «بلد الإسلام ومهبط الوحي ولله الحمد والمنة»، حيث جرى إيقافه لمدة 4 أشهر، ثم أطلق سراحه واستقر في المنطقة الغربية.
وبعد عودته بسنة واحده، استقبل المدان في منزل والده، شخصين أحدهما يمني والآخر سعودي، لا يعرفهما حيث ذكر له الشخص اليمني، أنه من المجاهدين وجاء من أفغانستان، وأن المجاهدين بخير، وأسامة بن لادن بخير والملا محمد عمر بخير، وهم يحتاجون إلى المال، فاعتذر منهما وانصرفا.
وأقر المدان، بأنه تعرف على سعوديين (موقوفين لدى السلطات الأمنية)، أحدهما متهم بالشروع في البحث عن داعمين ومتبرعين لأفغانستان، وجمع الأموال لإرسالها إلى أفغانستان، وتواصله مع عدد من الأشخاص من ذوي التوجهات المنحرفة، حيث قاما بزيارة المدان بعد 5 سنوات من تسليم نفسه، وذلك حينما كان في مناسبة في منزله مع أهالي الحي، وتحدث معه على انفراد، وأبلغه «أن عائلة أسامة بن لادن في إيران، أوضاعهم سيئة، ونريد أن نخرجهم من إيران، ويحتاج ذلك إلى الدعم المالي، وعرض عليه ورقة، وهي رسالة وتزكية عليها توقيع من أسامة بن لادن، بأن حامل الرسالة معروف لديهم»، فنصحه المدان بالتوجه إلى أحد أصدقاء بن لادن القدامى تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمه، ولم يقم المدان بإبلاغ الجهات الأمنية.
وأشار ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام إلى أن ما أقدم عليه المدان، وهو بكامل أهليته المعتبرة شرعا من الاستمرار في غيه وضلاله بعد العفو عنه، وإطلاق سراحه بالتواصل مع ذوي التوجهات القتالية والأفكار المنحرفة وتقديم الدعم المعنوي لهم يعد افتئاتا على ولي الأمر، وأن شروعه في تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية عن طريق الاشتراك بالمساعدة والتسهيل لتوفير الدعم المالي لأسرة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سابقا، إنفاذا لرسالة زعيم التنظيم، هي أفعال مؤداها مناصرة أهل الضلال ودعاة الفتنة والفرقة والانقسام، وإثارة القلاقل والمساس بالطمأنينة العامة وتفريق وحدة الأمة.
واعترف المدان، بعد عودته بـ4 سنوات، أنه التقى مع أحد التكفيريين الذي يعمل على التنسيق والتحريض والتغرير بالشباب من صغار السن للسفر إلى مواطن القتال، وإصدار فتاوى للشباب بجواز الكذب على رجال المباحث، (موقوف لدى السلطات السعودية)، وذلك خلال زيارة الموقوف للمدان في منزله.
وقال المدان خلال استجوابه، إن زواجه من المرأة الكويتية كان بعد عودته من أفغانستان حينما كان هناك خلال الحرب الروسية الأفغانية، حيث رافقته معه زوجته، وطفله الصغير (عمره حينها شهران) إلى أفغانستان مرة أخرى، وبعد 7 أشهر عاد إلى المملكة، وفي عام 1993 سافر إلى البوسنة ومكث هناك شهرين، وتعرض إلى شلل نصفي بسبب إصابته بطلقات نارية، ثم عاد مرة أخرى إلى المملكة، وسافر المرة الأخيرة إلى أفغانستان بعد أحداث 11 من (سبتمبر) 2001، ثم سلم نفسه في 2004.
وعادت السلطات الأمنية السعودية، إلى إيقافه من جديد في عام 2010، لإدانته بالشروع في تمويل الإرهاب عن طريق المساعدة، وعدم إبلاغه عن الرسالة التي أحضرت إليه من أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة سابقا، مع علمه بأن مصدرها مطلوب للجهات الأمنية، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، ومنعه من السفر لمدد مماثلة لسجنه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.