تبدو الآلة البيضاء اللامعة شبيهة بالروبوت في فيلم «آي روبوت» للنجم ويل سميث. ويتميز هذا الروبوت بـ«كفاءة ثقافية» ويملك القدرة على الدخول في محادثات عفوية، إلى جانب تذكيره المقيمين في دور الرعاية بأوقات تناول العقاقير، ويشغّل الموسيقى عندما يوجَّه إليه طلب بذلك. ورغم أنه غير قادر على الاضطلاع بمهام بدنية أو إعداد العقاقير، يتميز الروبوت باستقلالية كاملة، ما يعني أنه قادر على العمل من تلقاء نفسه، حسب صحيفة (ميترو).
يحمل هذا الروبوت اسم «بيبر»، ويعتبر جزءاً من برنامج «كيرسيز» الدولي الذي يُجري تجارب عبر أرجاء المملكة المتحدة واليابان داخل دور الرعاية لمدة عام، حيث يحصل كل مقيم في دار الرعاية على الروبوت لفترة تصل إلى 18 ساعة على امتداد أسبوعين. وأفاد باحثون بحدوث «تحسن كبير» في الصحة الذهنية لقاطني دور الرعاية الصحية الذين تفاعلوا مع «بيبر»، إلى جانب حدوث تحسن طفيف في جهودهم للتغلب على الشعور بالوحدة.
وقال الباحث الذي يقود المشروع، د. كريس بابادوبولوس، من جامعة «بيدفوردشير»، إن نزلاء دور الرعاية كانوا مرتابين بادئ الأمر تجاه الروبوت، خشية أن يحل محل الرعاية البشرية. ومع ذلك، فإنه بمجرد أن أدركوا أنه «أداة تكميلية» لدعم منظومة الرعاية القائمة بالفعل، تبدلت توجهاتهم إزاء الروبوت وأصبحت أكثر إيجابية. وأضاف: «لا يمكن لهذا الروبوت أن يحل محل الرعاية البشرية. من الواضح أن له حدوداً ومن المستحيل أن يحل محل شخص يتولى تقديم الرعاية».
وأوضح د. بابادوبولوس أن «هناك فترات كثيرة للغاية على مدار اليوم لا يجد نزلاء دور الرعاية من يتحدثون إليه. إنهم معزولون، ويعيشون بمفردهم تماماً. هذا هو واقع الكثير للغاية من دور الرعاية الاجتماعية الموجودة لأن لدينا نقصاً في عدد كبير للغاية من معاوني الرعاية». جدير بالذكر أنه تبعاً لما أفادت به منظمة «إيدج يو كيه»، فإن 1.4 مليون من كبار السن داخل إنجلترا يعانون من الشعور المزمن بالوحدة.
ومنذ عام 2010 قلصت الحكومة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية المقدمة للبالغين بمقدار 86 مليون جنيه إسترليني، ولا يحصل 1.5 مليون شخص ممن تتجاوز أعمارهم 65 عاماً على الرعاية والدعم اللازمين للاضطلاع بالنشاطات اليومية الأساسية.
روبوتات تحسّن الصحة الذهنية لنزلاء دور الرعاية الاجتماعية في بريطانيا
روبوتات تحسّن الصحة الذهنية لنزلاء دور الرعاية الاجتماعية في بريطانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة