وزير إسرائيلي يميني متطرف يطالب بإنصاف العرب

دعا إلى إعادة التحقيق في قضية قتل فلسطيني برصاص الشرطة

لافتة انتخابية لنتنياهو مارس الماضي يبدو فيها إلى اليسار أمير أوحانا الذي أصبح وزيراً للداخلية (أ.ب)
لافتة انتخابية لنتنياهو مارس الماضي يبدو فيها إلى اليسار أمير أوحانا الذي أصبح وزيراً للداخلية (أ.ب)
TT

وزير إسرائيلي يميني متطرف يطالب بإنصاف العرب

لافتة انتخابية لنتنياهو مارس الماضي يبدو فيها إلى اليسار أمير أوحانا الذي أصبح وزيراً للداخلية (أ.ب)
لافتة انتخابية لنتنياهو مارس الماضي يبدو فيها إلى اليسار أمير أوحانا الذي أصبح وزيراً للداخلية (أ.ب)

في سابقة غير معهودة، طالب الوزير اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، أمير أوحانا، المسؤول عن الأمن الداخلي والشرطة، بإنصاف العرب من فلسطينيي 48 في قضية قتل، اتهم فيها مدرس بممارسة الإرهاب وتم قتله بالرصاص. ودعا الوزير إلى أن يعاد التحقيق في استنتاجات الشرطة بشأن ظروف مقتل المربي يعقوب أبو القيعان (47 عاماً)، في مطلع عام 2017.
وجاء هذا الطلب الاستثنائي، من وزير متطرف معروف بمواقفه الشهيرة ضد العرب، في إطار المعركة التي يخوضها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورجاله، ضد قيادة الشرطة، بسبب توصيتها بتوجيه لائحة اتهام لرئيس الوزراء في قضايا الفساد. وقد استغل أوحانا تقريراً صحافياً نشره الصحافي اليميني، عميت سيغال، في «القناة 12» التلفزيونية، قال فيه، إن رئيس النيابة العامة السابق، شاي نيتسان، منع التحقيق في أكاذيب المفتش العام السابق للشرطة، روني ألشيخ، حول قتل أبو القيعان، واعتبر هذه التصرفات بمثابة «فضيحة كبيرة للشرطة وللنيابة». وأكد أن نيتسان قرر الامتناع عن اتخاذ إجراءات ضد ألشيخ؛ لأنه لا يريد «المساس بمؤسسات إنفاذ القانون»، ولا «تصعيد خصومة في العلاقات بين النيابة والشرطة».
ويعتبر موقف الوزير أوحانا، أمس (الثلاثاء)، سابقة تاريخية؛ إذ إن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها مسؤول حكومي إلى إعادة النظر في قرار تتخذه الشرطة بشأن العرب، خصوصاً من الوزير المسؤول عن الشرطة.
ويدور الحديث عن حادثة وقعت في 18 يناير (كانون الثاني) سنة 2017؛ إذ قدمت قوة كبيرة من مئات رجال الشرطة ومجنزرات عدة لهدم جميع بيوت قرية أم الحيران، التي تقع في وادي عتير في منطقة النقب؛ لأن حكومة إسرائيل لا تعترف بها. وتصر على تهجير سكانها البالغ عددهم نحو ألف نسمة. وقد كان صعباً على يعقوب أبو القيعان أن يرى بيته عند هدمه، فاستقل سيارته وقرر الابتعاد من المكان. وفي الطريق، اعترضه شرطي. لكنه استمر في السير، فأطلق عليه رجال الشرطة زخات من الرصاص، وفقد السيطرة على السيارة، فدهمت مجموعة من رجال الشرطة المتجمعين في منحدر قوي. فدهست السيارة أحد رجال الشرطة. وفي أول بيان للشرطة زعمت أنه «إرهابي قصد قتل يهود».
واتضح فيما بعد أن تحقيقاً للمخابرات بيّن أن المربي أبو القيعان قتل قبل أن تتم عملية الدهس؛ مما يعني أن ادعاء الشرطة كاذب، خصوصاً أن سجل الرجل يتناقض مع أي إمكانية أن يكون قصد تنفيذ عملية. فهو يعمل مدرس رياضيات ونائب مدير في ثانوية السلام حوره، وزوجته هي الدكتورة آمال أبو سعد، وأخوه يعمل مفتشاً في وزارة التعليم، جبر أبو القيعان، وأخوه الثاني حماد، مدير مدرسة البيادر في حورة. وهو متزوج من امرأتين، ووالد لـ13 ولداً وبنتاً. واثنان من أبنائه يدرسان الطب والهندسة، واثنتان من بناته تحضّران لقباً أول في الرياضيات.
لكن مفتش الشرطة، روني ألشيخ، قرر منع نشر تقرير «الشاباك» وشرطته تتمسك حتى اليوم بالرواية الكاذبة التي تقول، إن أبو القيعان إرهابي وتبنت النيابة الموقف نفسه وأغلقت ملف التحقيق. ولذلك؛ لم يحاكم حتى اليوم أي شخص بالجريمة. فيما تعاني عائلة أبو القيعان من تبعات وصمها بالإرهاب.
وقد نشرت «القناة 12»، في تقرير إخباري لها أول من أمس (الاثنين)، مراسلات عدة عبر البريد الإلكتروني، وظهرت فيه رسالة رئيس النيابة، نيتسان، التي أعلن فيها عن إغلاق الملف. وقد تم توجيهها إلى رئيس دائرة التحقيق مع رجال الشرطة، «ماحاش» السابق، أوري كرمل، وقال فيها إنه يميل إلى عدم اتخاذ إجراءات ضد ألشيخ بسبب «مصالح الدولة التي ينبغي أخذها بالحسبان». وأضافت القناة، أن كرمل غضب من تسريب خبر لوسائل الإعلام حول إغلاق ملف أم الحيران، واتهم الشرطة بالتسريب. ورد نيتسان بأن «هذا أداء لا يحتمل»، وأن «المفتش العام للشرطة (ألشيخ) عمل بشكل ينطوي على فضيحة. وأعترف بأنني متردد. ويصعب عليّ السير في طريق المفتش العام وأن أعمل مثله. إضافة إلى ذلك، فإنه إذا ترفعت عن الحدث ونظرت إلى مجمل علاقات النيابة - الشرطة، فإن تصعيد الخصومة الآن ستصنع معروفاً فقط لمن يريد السوء لجهاز إنفاذ القانون، وإن اللبيب (من الإشارة يفهم)».
وعلق الصحافي في القناة على هذا بالقول، إن المقصود هو نتنياهو. فرئيس النيابة لم يرد المساس بخصم نتنياهو في الشرطة. لذلك قرر لفلفة الموضوع. وقد استغل اليمين الحاكم هذه الفضيحة لضرب هيبة ومصداقية الشرطة والنيابة، اللتين تقفان وراء محاكمة نتنياهو.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.