انتقادات لـ«ديزني» لتصوير فيلم «مولان» في شينجيانغ الصينية

لقطة من فيلم «مولان» (أ.ب)
لقطة من فيلم «مولان» (أ.ب)
TT

انتقادات لـ«ديزني» لتصوير فيلم «مولان» في شينجيانغ الصينية

لقطة من فيلم «مولان» (أ.ب)
لقطة من فيلم «مولان» (أ.ب)

تعرضت شركة «ديزني» لانتقادات واسعة لتصويرها فيلمها الجديد «مولان» في مقاطعة شينجيانغ الصينية، حيث تتهم الحكومة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد بدأت الأزمة حين لاحظ عدد من المشاهدين احتواء تتر نهاية الفيلم على شكر خاص لعدد من الهيئات الحكومية في شينجيانغ، بما في ذلك مكتب الأمن العام في مدينة توربان ودائرة الدعاية التابعة للحزب الشيوعي الصيني في المقاطعة.
وقال الخبير الصيني أدريان زينز إن مكتب الأمن العام في توربان مكلف بإدارة المعسكرات التي تحتجز السلطات حوالي مليون شخص بها منذ عام 2017، معظمهم من مسلمي الإيغور، دون محاكمتهم.
وترجع أصول الإيغور إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويشكلون نحو 45 في المائة من سكان شينجيانغ.
وتنفي بكين باستمرار التقارير التي تتهمها باعتقالهم وتعذيبهم، قائلة إنها تحتجز «بعض المتشددين دينيا»، بغرض «إعادة تعليمهم».
وقبل أيام، طالب عدد من النشطاء بمقاطعة فيلم «مولان» أيضا بعد دعم بطلته الرئيسية ليو ييفي لحملة قمع ضد المتظاهرين في هونغ كونغ.
وكانت ييفي، وهي ممثلة أميركية من أصل صيني، قد علقت على احتجاجات هونغ كونغ، بمنشور على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو»، قالت فيه «أدعم شرطة هونغ كونغ، يمكنكم أن تهاجموني الآن، يا له من عار على هونغ كونغ».
بالإضافة إلى ذلك، تعرض نجم الفيلم الصيني، دوني ين، لانتقادات أيضا في يوليو (تموز) الماضي، بعد كتابته لمنشور على «ويبو» قال فيه «يوم احتفال هونغ كونغ الحقيقي، هو العودة للأراضي الصينية بعد 23 عاما».
وازداد القمع ضد المعارضة في هونغ كونغ منذ دخول قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين حيز التنفيذ أواخر يونيو (حزيران) الماضي. ومذاك، اعتُقل العديد من الناشطين المؤيدين للديمقراطية فيما أُقصي مرشحون معارضون من الانتخابات التشريعية. ويثير فرض بكين سيطرتها بيد من حديد على المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي غضبا واسعا بين مواطنيها ونشطائها السياسيين.
وطرحت «ديزني» يوم الجمعة الماضي النسخة الحية من الفيلم بطاقم تمثيلي آسيوي بالكامل على خدمة البث التدفقي «ديزني بلاس» في مراهنة جريئة على رواج العروض المنزلية يعتبر محللون أن من شأنها قلب المعادلة في هوليوود.
وكان من المفترض أن يبدأ عرض هذا الفيلم، القائم على أسطورة شعرية صينية عمرها 1500 سنة حول شابة تحل محل والدها المريض في صفوف الجيش الإمبراطوري، في مارس (آذار)، لكنه وقع منذ البداية ضحية وباء فيروس كورونا المستجد وأُجلت هذه الخطوة مرات عدة.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.