هل تنجح اختبارات اللعاب في الكشف عن الإصابة بـ«كورونا»؟

موظفة في مختبر تجري اختبارات تشخيصية لفيروس كورونا بمركز ويلكوبولسكا لأمراض الرئة والجراحة الصدرية في بولندا (رويترز)
موظفة في مختبر تجري اختبارات تشخيصية لفيروس كورونا بمركز ويلكوبولسكا لأمراض الرئة والجراحة الصدرية في بولندا (رويترز)
TT

هل تنجح اختبارات اللعاب في الكشف عن الإصابة بـ«كورونا»؟

موظفة في مختبر تجري اختبارات تشخيصية لفيروس كورونا بمركز ويلكوبولسكا لأمراض الرئة والجراحة الصدرية في بولندا (رويترز)
موظفة في مختبر تجري اختبارات تشخيصية لفيروس كورونا بمركز ويلكوبولسكا لأمراض الرئة والجراحة الصدرية في بولندا (رويترز)

إذا كان هناك أمر يمكن للمرء أن يتنبأ به في ثقة بشأن جائحة فيروس كورونا، فهو أن هناك كثيراً من أنواع اختبارات الكشف عن الفيروس ستظهر في المستقبل، ولدى الباحثين بعض الأنباء السارة في هذا الصدد.
وتوصلت دراستان حديثتان إلى أن الاختبارات التي تبحث عن الفيروس في عينات اللُعاب، يمكن الاعتماد عليها تقريباً مثل اختبارات مسحة الأنف، حسب تقرير نشرته مؤخراً صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية.
ومن المؤكد أن مثل هذا التطور سيكون أمراً مرحباً به من أي شخص يفضل تجنب مشقة إدخال أداة طويلة وقاسية بعمق كبير في تجويف أنفه، لدرجة الشعور بأنها تدغدغ مخه.
وليست هذه هي الفائدة الوحيدة لاختبارات اللُعاب، فإلى حد كبير، يمكن لأي شخص إجراء اختبار اللُعاب للكشف عن «كورونا»، لذلك ليست هناك حاجة إلى الذهاب إلى مركز إجراء الاختبار. كما أن ذلك يوفر الوقت بالنسبة للعاملين في المجال الطبي، ويجنبهم التعرض المحتمل للإصابة بالفيروس.
وفي إحدى الدراستين الجديدتين، قام فريق من «جامعة ييل» البحثية الأميركية بتحديد 70 من مرضى «كوفيد - 19» في المستشفيات، الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس عبر مسحة الأنف التقليدية. وكان الباحثون يطلبون في كل مرة يتم فيها إجراء مسحة الأنف لأي من هؤلاء المرضى، بأن يجري المريض نفسه اختباراً باستخدام عينة لُعاب أيضاً.
وتوصل الباحثون إلى أن اختبارات اللُعاب أدت دوراً أفضل في الكشف عن الفيروس الذي يعرف رسمياً باسم «سارس - كوف - 2». وخلال الأيام الخمسة الأولى بعد تشخيص الإصابة، جاءت 81 في المائة من اختبارات اللُعاب إيجابية، مقابل 71 في المائة لاختبارات مسحة الأنف. وتواصلت هذه الفجوة على مدار الأيام العشرة التي تلت التشخيص.
إلى جانب ذلك، عثر الباحثون على نسخ من المادة الوراثية لفيروس كورونا في لعاب المرضى، أكثر مما عثروا عليه في العينات المأخوذة عبر الأنف.
ومن أجل التوصل لكيفية عمل الاختبارات مع المصابين بعدوى «كورونا»، ولم تظهر عليهم أعراض، اختار الباحثون 495 من العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن لم تظهر عليهم أي أعراض إصابة بـ«كوفيد - 19»، وقاموا بإجراء اختبارات لُعاب لهم. وجاءت نتائج 13 من هؤلاء إيجابية.
وكان بين الـ13، تسعة خضعوا لاختبار مسحة الأنف في اليوم نفسه، وجاءت فحوص اثنين منهم فقط إيجابية. ورغم ذلك، أكدت اختبارات مسحة الأنف في وقت لاحق الاختبارات الـ13 التي تمت باستخدام اللُعاب.
وكتب فريق الباحثين من «جامعة ييل» أنه «في ظل الحاجة المتنامية لإجراء الاختبارات، تدعم النتائج التي توصلنا إليها إمكانية استخدام عينات اللُعاب في تشخيص الإصابة بعدوى (سارس - كوف - 2)».
وفي الدراسة الثانية، قام الباحثون في كندا باستخدام حوالي ألفي شخص ظهرت عليهم أعراض خفيفة مرتبطة بـ«كوفيد - 19»، أو لم تظهر عليهم أي أعراض، ولكنهم كانوا معرضين لخطورة الإصابة. وكتب الباحثون أن خطة دراستهم كانت تهدف إلى محاكاة ظروف عمليات الفحص الجماعي. وخضع كل مشارك لاختباري مسحة الأنف، وعينة اللُعاب. ومن بين الاختبارات الثنائية التي جرت على 1939 شخصاً، جاءت نتائج 34 إيجابية بإصابتهم بفيروس كورونا. وكانت هناك 14 حالة تم فيها اكتشاف الإصابة بالفيروس من خلال عينة اللُعاب فقط، دون المسحة، و22 حالة جاء الأمر فيها عكس ذلك.
ورغم أن اختبار مسحة الأنف ساعد في اكتشاف حالات عدوى على نحو أكثر من اختبار اللُعاب، جاء أداء النوع الثاني طيباً بدرجة تكفي لاعتباره أداة فحص، حسب ما كتبه فريق الباحثين من «جامعة أوتاوا»، و«جامعة دالهوسي» و«مختبر الأحياء الدقيقة»، في كندا.
وكتب معدو الدراسة: «يوفر اختبار اللُعاب مزايا محتملة»، وأضافوا: «جمع (العينات) لا يتطلب أفراداً مدربين أو معدات للحماية الشخصية، ويمكن إجراؤه بعيداً عن مراكز الاختبار، كما يمكن السماح به على نحو أفضل وسط الجموع السكانية الصعبة، أو بين الأطفال».
ولاحظ باحثو «ييل» بعضاً من نفس هذه الفوائد، وأضافوا المزيد. فالاختبارات باستخدام عينات اللُعاب تغني العاملين في مجال الرعاية الصحية عن التواصل المباشر مع أناس ربما كانوا مصابين بالفيروس، مما يقلل من خطر انتقال العدوى. وكتب الفريق أيضاً أن القدرة على إجراء اختبار دون وجود أطقم طبية، يزيل «عائقاً رئيسياً أمام إجراء الاختبارات».
ويرى الدكتور ستيفن هان، مفوض إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، أن اختبارات اللُعاب يمكن لها أن تسمح باستمرار عمليات الفحص حال وجود نقص في الكواشف الكيميائية اللازمة لاختبارات مسحة الأنف.
وقد سمحت الإدارة باللجوء لخمسة من اختبارات اللُعاب، على الأقل، في حالات الطوارئ، بينها الاختبار الذي طوره باحثو «ييل».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.