عريقات: أميركا لم تتجاوب مع أطراف {الرباعية}

الفلسطينيون يشيدون بموقف البحرين وتمسكها بالمبادرة العربية

أشتية مرحباً براب في رام الله الثلاثاء (د.ب.أ)
أشتية مرحباً براب في رام الله الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

عريقات: أميركا لم تتجاوب مع أطراف {الرباعية}

أشتية مرحباً براب في رام الله الثلاثاء (د.ب.أ)
أشتية مرحباً براب في رام الله الثلاثاء (د.ب.أ)

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن الولايات المتحدة الأميركية، أبلغت باقي الأطراف في اللجنة الرباعية في اجتماع، عقد الأربعاء، بشأن عملية السلام، أن أي عملية لن تنطلق إلا على قاعدة «صفقة القرن» التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأضاف عريقات، أن «الولايات المتحدة تريد من الجميع أن يفهموا، أن الآن هو وقت التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وأنه إذا أراد الفلسطيني أن يأتي للمفاوضات، فعليه أن يأتي على أساس رؤية ترمب ونتنياهو». وتابع أن الأطراف الثلاثة الأخرى في اللجنة: روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، رفضوا ذلك وقالوا للولايات المتحدة، إن هذا غير ممكن، وإن المرجعيات المحددة والاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، ينص على أنه يجب أن يكون الأساس هو إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولتين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.
وكانت الرباعية عقدت اجتماعها هذا بناء على ضغط فلسطيني. ويعول الفلسطينيون على قدرة الرباعية الدولية على إطلاق مفاوضات جديدة. وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في رام الله قبل أيام، أن الفلسطينيين مستعدون للذهاب إلى المفاوضات تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى، على قاعدة السلام مقابل الأرض وليس مقابل السلام.
وطلب عباس من دومينيك المساعدة في هذا الإطار. واقترح الفلسطينيون العودة للمفاوضات في ظل الرباعية الدولية، واعتبار خطة السلام العربية مرجعية لهذه المفاوضات.
وكانت السلطة قد سلمت الرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا والولايات المتحدة)، رسالة قالت فيها: «نحن مستعدون لقيام دولتنا المحدودة التسلّح وذات الشرطة القوية لفرض احترام القانون والنظام. نحن مستعدون للقبول بوجود طرف ثالث مفوّض (من الأمم المتحدة)، من أجل (...) ضمان احترام اتفاق السلام فيما يتعلّق بالأمن والحدود». ويتضمن النص إشارة إلى حلف شمال الأطلسي لـ«قيادة القوات الدولية». واقترح النص تعديلات طفيفة على الحدود على أن يتم إبرام اتفاق ثنائي بشأنها، «على أساس حدود 4 يونيو 1967»، وهو التاريخ الذي بدأت فيه إسرائيل باحتلال الضفة الغربية.
وتعمل دول عربية وأوروبية إلى جانب فرنسا وروسيا والصين والأمم المتحدة، على إنجاح خطة لإعادة المفاوضات بين الجانبين. وكان شرط الفلسطينيين الوحيد لذلك هو، وقف عملية الضم واعتبار مبادرة السلام العربية مرجعية.
وقال عريقات في مؤتمر صحافي، أمس، إن ثمة اتفاقا مع الدول العربية وغير العربية، حول أن أي هدف لمفاوضات هو إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعلى أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين. وأضاف «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أصدرتا بيانات أكدت ثوابتنا وقرارات الجامعة العربية (...). الجامعة العربية ستعقد اجتماعا في 9 سبتمبر (أيلول) المقبل، ومن الضرورة معرفة الإجراءات التي ستتخذ بحق أي دولة تخرج عن قرارات الجامعة».
وأردف «نحن الحقيقة على الأرض والصراع هو بيننا وبين إسرائيل، ولم نخول أي أحد أن يتحدث عنا كفلسطينيين، ويجب ألا يكون هناك أي تطبيع قبل إنهاء الاحتلال، لأن أي تطبيع مع إسرائيل يُفهم أنه جائزة للاحتلال ولنتنياهو».
وفي هذا السياق ثمّن عريقات، موقف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وتأكيد التزام بلاده بمبادرة السلام العربية. وكان ملك البحرين قد أكد خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، مشدداً على أن ذلك يحقق السلام العادل والشامل، المؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقال عريقات: «نثمن موقف جلالة ملك البحرين ومواقف جميع الدول العربية والتي قالت كلمتها». وتطرق المسؤول الفلسطيني للمواقف العربية الواضحة والثابتة من القضية الفلسطينية التي صدرت عن المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والكويت وقطر والجزائر والمغرب وتونس وسلطنة عمان واليمن والصومال، وجميع الدول العربية دون استثناء.
في السياق، رحب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، بموقف البحرين من قضية التطبيع مع دولة الاحتلال. وأكد المالكي أن «موقف ملك البحرين سيساعد شعبنا وقيادته في مواجهة صفقة القرن، ومخططات الضم، وسيعزز من قدرتنا على الصمود أمام هذه التحديات».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.