دورية مشتركة في ريف الحسكة... وانفجار يهز رأس العين

تركيا تؤكد التنسيق مع روسيا لمنع إفساد وقف إطلاق النار

صورة تناقلتها مواقع تواصل عن انفجار دراجة مفخخة وسط مدينة رأس العين أمس
صورة تناقلتها مواقع تواصل عن انفجار دراجة مفخخة وسط مدينة رأس العين أمس
TT

دورية مشتركة في ريف الحسكة... وانفجار يهز رأس العين

صورة تناقلتها مواقع تواصل عن انفجار دراجة مفخخة وسط مدينة رأس العين أمس
صورة تناقلتها مواقع تواصل عن انفجار دراجة مفخخة وسط مدينة رأس العين أمس

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده على تواصل دائم مع روسيا لمنع ما سماه بـ«جهود إفساد وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا».
وأضاف أكار، في مقابلة صحافية، أمس (الخميس)، أن القوات التركية استكملت مع نظيرتها الروسية الدورية المشتركة السادسة والعشرين على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4)، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي.
وسيرت القوات التركية والروسية الدورية المشار إليها، الثلاثاء، لكنها تعرضت لهجوم بقذيفة «آر بي جي» استهدف إحدى المركبات الروسية المشاركة فيها، ما أسفر عن إصابة جنديين روسيين. ووقع الهجوم عند بلدة أورم الجوز غرب إدلب، على مسار الدورية الذي يمتد من قرية ترنبة في سراقب شرق إدلب إلى عين حور في ريف اللاذقية الشمالي.
وكان الجانبان التركي والروسي أطلقا هذه الدوريات في 15 مارس بموجب اتفاق موسكو، لكن العديد منها تعرض لهجمات من المجموعات المتشددة وفصائل المعارضة الرافضة للوجود الروسي وللتعاون بين تركيا وروسيا. وقال أكار إن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، لا يزال ساريا رغم وجود بعض الانتهاكات، مضيفا «ندرك أن بعض المجموعات المتطرفة تقوم باشتباكات بين فترة وأخرى بهدف زعزعة الاستقرار، إلا أن قواتنا المسلحة بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات تقوم بفعاليات للحيلولة دون تأثير هذه الاشتباكات على اتفاق وقف إطلاق النار». وأكد أن تركيا ستواصل التعاون مع روسيا بشأن القضية السورية، معتبرا أن هدف بلاده في سوريا، هو أن يصبح هذا البلد آمنا ومرفها وملائما للعيش فيه باطمئنان، مضيفا أن تركيا تتحرك في إطار القوانين الدولية لتحقيق هذا الهدف.
وجدد وزير الدفاع التركي التأكيد أن بلاده لن تسمح بتأسيس أي ممر إرهابي بالقرب من حدودها، مبينا أن أنقرة فعلت ما يلزم لإزالة خطر الإرهاب الذي يهدد أمن حدودها. وفسر قائلا إن «مساحات كبيرة من الأراضي السورية تخضع لما سماه (احتلال) حزب العمال الكردستاني وذراعه السورية وحدات حماية الشعب الكردية. وللأسف لم نتمكن من التوصل إلى تفاهم مع حلفائنا وأصدقائنا لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي. وفي كل لقاء نؤكد عدم وجود أي فرق بين العمال الكردستاني والوحدات الكردية، ونوضح أن هؤلاء لا يمثلون الشعب الكردي كما أن (تنظيم داعش) الإرهابي لا يمثل المسلمين».
واتهم أكار الولايات المتحدة وروسيا بعدم الوفاء بوعودهما، لافتا إلى أن «الإرهابيين» (في إشارة إلى الوحدات الكردية)، ما زالوا يوجدون في الشمال السوري ويحاولون التسلل إلى المناطق التي تخضع لسيطرة القوات التركية والمعارضة السورية المعتدلة.
وقال الوزير التركي، إن جميع الدول الموجودة في سوريا، باستثناء تركيا، تسببت في مشاكل عديدة من خلال فرض الأمر الواقع، وإن تركيا تعمل على إعادة الحياة لطبيعتها في المناطق التي تحررت من «التنظيمات الإرهابية»، مشيرا إلى إعادة ترميم العديد من المباني التي تستخدم من قِبل الشعب مثل المساجد والكنائس والمستشفيات والدوائر الحكومية.
في السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا، عمدت، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى جلب تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها في ريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع التعزيزات المكثفة التي تدفع بها تركيا إلى نقاط مراقبتها المنتشرة في إدلب وشمال غربي سوريا. ونقل المرصد عن مصادره، أن فصائل «الجبهة الشامية وفرقة الحمزات وجيش النخبة وفيلق الشام وفصائل أخرى ضمن الجيش الوطني الموالي لتركيا»، بدأت منذ منتصف أغسطس (آب) الجاري نقل مجموعات عسكرية على دفعات من مناطق غرفة عمليات «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، نحو محافظة إدلب، بطلب من المخابرات التركية، مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام والمسلحين الموالين لها إلى محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
بالتوازي، سيرت القوات التركية والروسية دورية عسكرية جديدة في قرى ريف عين العرب (كوباني) الغربي، تألفت من 4 مدرعات من كل جانب، رفقة مروحيتين روسيتين حلقتا في الأجواء. وهز انفجار عنيف مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ضمن مناطق عملية «نبع السلام» في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا. ووقع الانفجار الناجم عن دراجة نارية ملغومة قرب أحد المحال التجارية في المدينة عند دوار البريد، انفجرت وتسببت بمقتل شخصين، بالإضافة لوقوع أكثر من 10 جرحى، بعضهم حالته خطيرة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.