وجهت سياسية وأستاذة سابقة في مدرسة النخبة المركزية التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم انتقادات غير مسبوقة للرئيس شي جينبينغ، متهمةً إياه بـ«قتل الدولة»، كما زعمت أنه يواجه معارضة واسعة النطاق داخل الحزب.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد طُردت تساي شيا، الأستاذة البارزة في مدرسة النخبة المركزية، وهي مؤسسة للتعليم العالي لكبار المسؤولين، من الحزب الشيوعي، أول من أمس (الاثنين)، بعد تسريب تسجيل صوتي لها على الإنترنت في يونيو (حزيران) انتقدت فيه الرئيس.
ونتيجة لذلك غادرت تساي البلاد. وقد أصدرت مدرسة النخبة بياناً بخصوص طردها، قالت فيه «إن تساي، التي عملت أستاذة في المدرسة منذ العام 1992، أدلت بتصريحات تضر بسمعة البلاد وكانت مليئة بالمشكلات السياسية الخطيرة».
وفي أول مقابلة لها مع وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية منذ طردها، قالت تساي لـ«الغارديان» إنها «سعيدة بطردها». وأضافت: «في ظل نظام شي، لم يكن الحزب الشيوعي الصيني قوة تدفع الصين للأمام، بل في الواقع كان عقبة أمام تقدمها. أنا لست الشخص الوحيد الذي يريد مغادرة هذا الحزب. المزيد من الناس يرغبون في الانسحاب منه. كنت أنوي تركه قبل سنوات عندما لم يعد هناك مجال للتحدث وكان صوتي محجوباً تماماً».
وسبق لتساي أن تحدثت مع «الغارديان» في يونيو بعد إطلاق التسجيل لأول مرة. وفي تلك المناسبة، ذهبت أبعد من ذلك في إدانتها الرئيس، وألقت باللوم عليه في جعل الصين «عدواً» للعالم.
وأمس (الثلاثاء)، قالت تساي، التي طلبت في يونيو عدم نشر مقابلتها بعد تلقيها تهديدات هي وعائلتها: «أنا مستعدة الآن للتحدث بصراحة. لديّ المزيد من الحرية الآن. كلامي خالٍ من أي قيود. سأقول ما يرضي ضميري ومبادئي فقط». واضافت: «هناك معارضة واسعة لشي من داخل الحزب، لكن القليل من المعارضين يجرؤون على التحدث علناً خوفاً من الانتقام السياسي».
وانتقدت تساي طريقة تعامل شي مع أزمة فيروس «كورونا» المستجد، مؤكدةً أنه كان يعلم بتفشي الفيروس قبل أن يعلن رسمياً ظهوره بفترة طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، ألقت الأستاذة السابقة في مدرسة النخبة المركزية باللوم أيضاً على شي بشأن المشكلات الدولية التي تعاني منها الصين، وقالت: «عندما لا يستطيع أحد أن يعارضه، فهذا يعني أن قوته غير محدودة. تُترك له كل هذه المشكلات الدولية والقضايا الكبيرة ليقررها بمفرده. لا يستطيع أحد أن ينصحه أو يساعده في اتخاذ قراراته المحلية أو الدولية، التي تسبب مشكلات كبيرة».
وواجهت الصين انتقادات دولية كبيرة في الفترة الأخيرة، بعد اتهامها بالتستر على أزمة الفيروس الذي ظهر فيها لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول)، إلا أنها لم تعلن ظهوره إلا في 21 يناير (كانون الثاني).
وبلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بـ«كورونا» في البر الرئيسي الصيني 84888 حالة، بينهم 569 مريضاً لا يزالون يتلقون العلاج، و26 شخصاً في حالة خطيرة.
سياسية سابقة: الرئيس الصيني يواجه معارضة واسعة النطاق من الحزب الشيوعي
سياسية سابقة: الرئيس الصيني يواجه معارضة واسعة النطاق من الحزب الشيوعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة