الرئيس الفرنسي متفقداً أضرار الانفجار: المساعدات لن توضع في أيدي الفاسدين

الرئيس الفرنسي يلتقي لبنانية نجت من الانفجار (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي يلتقي لبنانية نجت من الانفجار (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الفرنسي متفقداً أضرار الانفجار: المساعدات لن توضع في أيدي الفاسدين

الرئيس الفرنسي يلتقي لبنانية نجت من الانفجار (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي يلتقي لبنانية نجت من الانفجار (أ.ف.ب)

استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى لبنان بجولة تفقدية لمنطقة الجميزة التي لحقت بها أضرار بالغة جراء انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً أن «المساعدة الفرنسية ستكون على الأرض، ولن توضع في أيدي الفاسدين».
واختار ماكرون أن يستهل زيارته بلقاء مع المواطنين؛ إذ انتقل مباشرة بعد تفقد مكان الانفجار في المرفأ إلى منطقتي الجميزة ومارمخايل حيث احتشد لبنانيون هاتفين: «تحيا فرنسا».
وبدا ماكرون مرتاحاً ومبتسماً طوال الوقت، رغم احتشاد المواطنين حوله؛ إذ لوحظت محاولة تفلّته أكثر من مرة من الحراسة التي كانت برفقته، أو إبعادهم عنه عند اقتراب المواطنين للحديث معه.
وكان ماكرون حريصاً على التواصل مع اللبنانيين الذين عبّروا عن غضبهم من السياسيين اللبنانيين، فكان يقف بين الحين والآخر يكلمهم ويهدئ من روعهم.
ولعل أكثر ما كان لافتاً في جولة ماكرون كسره التدابير الوقائية الخاصة بـ«كورونا»؛ إذ عمد إلى مصافحة ومعانقة بعض المواطنين، كما أنه تخلى عن الكمامة أثناء حديثه مع أحد المواطنين.
وأعرب ماكرون عن شعوره بـ«الحزن والألم» لمشاهد الدمار الهائل، مؤكداً للمواطنين؛ الذين احتشدوا للترحيب به مطلقين هتافات: «تحيا فرنسا» ومناشدين مساعدتهم، أن بلاده «ستقدم ما يلزم من طعام، ومستلزمات لإعادة بناء المنازل، ومساعدات طبية».
وقال الرئيس الفرنسي خلال جولته الميدانية، التي كانت وسط إجراءات أمنية مشددة قام بها الجيش اللبناني وحرس السفارة الفرنسية في بيروت، إن لبنان «بحاجة إلى تغيير وإلى عقد سياسي جديد»، مؤكداً أنه سيطلق «مبادرة سياسية جديدة تقوم على إصلاحات وتغيير النظام ووقف الانقسامات».
وفي حين أكد أن فرنسا ستقدم مساعدات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة وأن هذه المساعدات ستصل مباشرة إلى الشعب والمنظمات غير الحكومية، قال رداً على هتافات: «ثورة ثورة» التي أطلقها الأهالي: «أنا لست هنا لدعم النظام أو الدولة أو الحكومة. أنا هنا لدعم الشعب اللبناني».
وعدّ ماكرون أن «الغضب الشعبي نتيجة الفساد»، وأن هذا التفجير «نتيجة تجاهل»، وقال: «أستطيع أن أساعدكم على تغيير الأشياء، ولبنان الحر سينهض من جديد».
ووصف ماكرون الانفجار بأنه «بداية عهد جديد»، كاشفاً عن أنه سيتحدث «إلى جميع القوى السياسية ليطلب منها اتفاقاً جديداً».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».