بوادر انشقاق ثانٍ بحزب الشعب الجمهوري التركي

بوادر انشقاق ثانٍ بحزب الشعب الجمهوري التركي
TT

بوادر انشقاق ثانٍ بحزب الشعب الجمهوري التركي

بوادر انشقاق ثانٍ بحزب الشعب الجمهوري التركي

انتقلت عدوى الانشقاقات من حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية بسبب خلافات بين بعض قياداته ورئيسه كمال كليتشدار أوغلو. فبعد أن أطلق نائب رئيس الحزب السابق أوزتورك يلماظ حزبا باسم «التجديد» في 20 يوليو (تموز) الجاري، بدأ المرشح الرئاسي السابق القيادي بالحزب، محرم إينجه، تحركا لتأسيس حزب جديد على مبادئ مؤسس حزب الشعب الجمهوري مصطفى كمال أتاتورك.
ونقل الكاتب في صحيفة «حرييت» يالتشين بايار عن مقربين من إينجه يعملون معه على تأسيس الحزب الجديد، الذي سيحمل اسم «الحزب الوطني»، أن إينجه وأعضاء آخرين «استبعدهم الحزب وأساء معاملتهم»، خلال المؤتمر العام العادي السابع والثلاثين الذي عقد الأسبوع الماضي وانتهى بإعادة انتخاب كمال كليتشدار أوغلو رئيساً للحزب سيغادرون لتأسيس الحزب الجديد. وتوقعت أن يحمل الحزب الجديد اسم «الحزب الوطني».
ومحرم إينجه هو أحد أبرز قيادات حزب الشعب الجمهوري، وسبق أن ترشح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ونافس الرئيس التركي رجب إردوغان وحصل على 30.64 في المائة من أصوات الناخبين، فيما نال حزبه الشعب الجمهوري 22.65 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية التي أجريت مع الانتخابات الرئاسية بشكل مبكر في اليوم ذاته، 24 يونيو (حزيران) 2018. لكنه اختلف مرارا مع رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو وترشح في مواجهته على رئاسة الحزب في المؤتمر العام قبل الأخير لكنه لم يتمكن من الفوز. ويحافظ حزب الشعب الجمهوري على كتلة أصوات العلمانيين في تركيا كونه الحزب الذي أسسه أتاتورك. ولا يعتقد مراقبون أن يخسر كتلة كبيرة من أصواته بسبب الانشقاقات. وقال مشاركون في الاستعداد لإطلاق الحزب الجديد إن إينجه يعتزم تقديم إخطار تأسيسه إلى وزارة الداخلية في 15 سبتمبر (أيلول) القادم من ولاية هكاري، ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد، بعد تقييم سيجريه مع زملائه الذين سيؤسسون الحزب الجديد معه. وذكر أحد المشاركين في حراك تأسيس الحزب نقلا عن إينجه، الذي لم يصدر منه أي تعليق على الأمر أو إشارة إلى تأسيس الحزب الجديد، أنه تم استطلاع آراء جمهور حزب الشعب الجمهوري، ولفت استطلاع أولي إلى تقبل 12.5 في المائة من الناخبين لفكرة الحزب الجديد. وأكد مقربون من إينجه أن قرار إطلاق الحزب من عدمه مرتبط برغبة ناخبي حزب الشعب في المقام الأول. وأعطت نتائج انتخابات 2018 الرئاسية إينجه زخماً لدى قواعد حزب الشعب الجمهوري، فهدد مرات عدة بالانفصال عن الحزب.
وفي 20 يوليو (تموز) الماضي، أسس نائب رئيس الشعب الجمهوري، قنصل تركيا السابق في مدينة الموصل العراقية الذي اختطف وأعضاء القنصلية لفترة من جانب تنظيم داعش الإرهابي في صيف العام 2014. حزبا جديدا أطلق عليه اسم «حزب التجديد». وفصل حزب الشعب الجمهوري، يلماظ عام 2018 عقب تصريحات له طالب فيها برفع الأذان باللغة التركية، وهو ما أثار موجة جدل عارمة في تركيا، وهو ما دفعه لعقد مؤتمر صحافي هاجم فيه رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو، موجها إليه سيلا من الشتائم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.