فوائد الشوكولاته الداكنة: خيار صحي للقلب

تحضير قوالب الشوكولاتة الداكنة في نيويورك (أرشيف-رويترز)
تحضير قوالب الشوكولاتة الداكنة في نيويورك (أرشيف-رويترز)
TT

فوائد الشوكولاته الداكنة: خيار صحي للقلب

تحضير قوالب الشوكولاتة الداكنة في نيويورك (أرشيف-رويترز)
تحضير قوالب الشوكولاتة الداكنة في نيويورك (أرشيف-رويترز)

أكدت دراسة نُشرت أول من أمس (الأربعاء)، في المجلة الأوروبية لأمراض القلب والوقائية منها، أن الشوكولاته الداكنة تساعد القلب بشكل كبير، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وقال مؤلف الدراسة الدكتور تشياكريت كريتاناونغ من كلية بايلور للطب في هيوستن، تكساس: «تشير دراستنا إلى أن الشوكولاته تساعد في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية للقلب».
وأضاف كريتاناونغ: «تحتوي الشوكولاته على مغذيات صحية للقلب مثل الفلافونيدات والميثيل زانتين والبوليفينول وحمض الستاريك، مما قد يقلل الالتهاب ويزيد من نسبة الكولسترول الجيد».
وكل هذه الكلمات الكبيرة - الفلافونويد والميثيل زانتينات والبوليفينول والأحماض الدهنية - هي مجرد طريقة رائعة لقول إن الشوكولاته مليئة بمضادات الأكسدة التي تساعد على تقليل الالتهاب وتحسين تدفق الدم وتعديل المزاج وزيادة التركيز.
وفي الواقع، يمكن أن تحتوي حصة واحدة من منتج الكاكاو على مضادات أكسدة نباتية أكثر من معظم الأطعمة والمزيد من البروسيانيدينز - التي تمنع امتصاص الكوليسترول الضار - أكثر مما يستهلكه معظم الأميركيين يومياً.
ومن الميزات الأخرى الرائعة عن الشوكولاته الداكنة، خصائصها المضادة للأكسدة التي تصمد مع مرور الوقت، حيث تحافظ ألواح الشوكولاته على فعاليتها على مدى 50 أسبوعاً على الأقل بينما تصمد خصائص حبوب الكاكاو ومسحوقها لمدة 75 عاماً.
ونظرت هذه الدراسة الجديدة إلى الوراء لأكثر من خمسة عقود من الدراسات ووجدت أن تناول الشوكولاته أكثر من مرة واحدة في الأسبوع مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة 8 في المائة.
وقد رددت الدراسات السابقة تلك الفائدة. ويرتبط استهلاك الكاكاو بانخفاض كبير في معدل وفيات القلب والأوعية الدموية. ويساعد على منع الترسبات في بطانة الأوعية الدموية ويقلل ضغط الدم. وقد ثبت أنه يساعد على منع السكتة الدماغية وفشل القلب.
وارتبطت الشوكولاته أيضاً بتحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يساعد في الوظيفة الإدراكية. وقد تعزز توصيل الأكسجين أثناء تدريب اللياقة البدنية.
وركزت العديد من الدراسات على الشوكولاته الداكنة، ذلك لأنها تحتوي على نسبة أعلى من المواد الصلبة من الكاكاو، والتي تعتبر مفيدة. ولكن إذا تمت معالجة الشوكولاته الداكنة بدرجة عالية من قبل الشركة المصنعة، فقد تنخفض هذه الفائدة. (نصيحة: للحصول على مسحوق الكاكاو الأقل معالجة، ابحث عن العلامات التجارية التي لم يتم معالجتها بالقلويات لتحييد حموضتها الطبيعية - التي تسمى عادة المعالجة الهولندية).
وتحتوي الشوكولاته الداكنة على نسبة سكر أقل بكثير وسعرات حرارية أقل من الشوكولاته البيضاء. لذا فإن اختيارك الأكثر صحة هو الشوكولاته الداكنة أو التي تحتوي على مسحوق الكاكاو غير المعالج.
وقال كريتاناونغ: «يبدو أن كميات معتدلة من الشوكولاته تحمي الشرايين التاجية ولكن من المحتمل أن الكميات الكبيرة لا تحميها... يجب مراعاة السعرات الحرارية والسكر والحليب والدهون في المنتجات المتاحة تجاريا، خاصة عند مرضى السكري وأولئك الذين يعانون من السمنة».


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».