«مكافحة الإجرام» تحدد خط سير خاطفي الألمانية هيلا ميفيس

«الثقافة» العراقية تعد الحادث تقويضاً لجهود صناع الحياة

المخطوفة في العراق هيلا ميفيس (أ.ب)
المخطوفة في العراق هيلا ميفيس (أ.ب)
TT

«مكافحة الإجرام» تحدد خط سير خاطفي الألمانية هيلا ميفيس

المخطوفة في العراق هيلا ميفيس (أ.ب)
المخطوفة في العراق هيلا ميفيس (أ.ب)

قال مصدر مطلع في جهاز مكافحة الإجرام في وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الأوسط: إن «التحقيقات الحكومية لم تتوصل بعد إلى أي نتيجة بشأن حادث اختطاف الناشطة الألمانية هيلا ميفيس بعد مغادرتها مقر عملها في حي الكرادة ببغداد مساء الاثنين الماضي».
ويؤكد المصدر الذي يرفض الإشارة إلى اسمه أن «كل ما أمكن التوصل إليه بشأن حادث الاختطاف حتى الآن هو معرفة خط سير المجموعة التي قامت بالاختطاف والمكونة من عدة أشخاص تقلهم عجلتان (مركبتان) نوع (بيك آب)، وثالثة نوع (باص ستاركس)، عمدوا إلى حجب أرقام العجلات ولم نتبين ما إذا كانت حكومية أو خاصة».
ويشير إلى أن «جميع عمليات الاغتيال والاختطاف التي تمت، سواء بعجلات أو دراجات نارية اتبعت نفس خط السير الذي ينطلق في أغلب الأحيان من منطقة الكرادة والأحياء القريبة منها ويسير باتجاه قناة الجيش شرقا وصولا إلى مدينة الصدر الشعبية». ويضيف المصدر أن «الجماعات التي اغتالت الموديل تارة فارس في سبتمبر (أيلول) 2018. بواسطة دراجة نارية اتبعت الخط نفسه، كذلك المجموعة التي اغتالت المحلل الأمني هشام الهاشمي مطلع الشهري الجاري هربت عبر الطريق الرابط بين استاد الشعب الدولي باتجاه قناة الجيش شرقا واختفت في حي الحبيبة في مدينة الصدر». وتعد مدينة الصدر من أكبر المناطق الشعبية شرق العاصمة ويسكنها أكثر من مليون ونصف مواطن وتعد المعقل الرئيسي لغالبية الفصائل والميليشيات المسلحة.
ويؤكد المصدر أن «فرقة التحقيق في مكافحة الإجرام تتمكن من تعقب خط سير الجناة عبر الكاميرات الأهلية المنصوبة في المنازل أو الحكومية في الطرقات، لكن تلك الكاميرات غالبا ما تتعطل في نهاية الأمر ويفلت الجناة بأفعالهم، وفي بعض الأحيان تصل أوامر من جهات عليا بإيقاف التحقيق كما حدث مع الموديل تارة فارس».
ومع ذلك، لا يستبعد المصدر أن «يتم إطلاق سراح المختطفة الألمانية عبر تفاوض بعض الأطراف الحكومية مع جماعات معروفة في عمليات من هذا النوع ربما تقف وراءها أسباب سياسية أو مالية».
وما زالت قضية اغتيال المحلل الأمني هشام الهاشمي تثير جدلا كبيرا داخل الأوساط العراقية وتتسبب بانتقادات واسعة للحكومة العراقية وقواها الأمنية التي أثبتت حتى الآن عجزا في الكشف عن هوية الجناة التي غالبا ما تشير أصابع الاتهام إلى جماعات منفلتة وفصائل مسلحة موالية لإيران. ثم جاء حادث اختطاف الناشطة الثقافية الألمانية هيلا ميفيس لتزيد من حدة الانتقادات، خاصة بعد مرور أيام على اختطافها من دون توصل القوات الأمنية إلى أي نتيجة تذكر بشأن الجماعات المتورطة في الحادث. ويخشى كثيرون من أن يؤدي الإخفاق الأمني المستمر في الكشف عن فرق الموت والاختطاف الجوالة، من تكرار تلك الجماعات ومواصلة أعمالها الإجرامية ضد الناشطين والفاعلين الاجتماعيين بمختلف توجهاتهم.
من جانبها أكدت وزارة الثقافة العراقية، أمس، متابعتها باهتمام بالغ قضية اختطاف الناشطة الثقافية الألمانية «هيلا ميفيس» في بغداد، مشيرة إلى أن أنها تجري اتصالات مكثفة لإطلاق سراحها.
وذكرت الوزارة في بيان، أنها «تتابع باهتمامٍ بالغٍ قضية اختطاف صديقة العراق، والعراقيين الناشطة الثقافية الألمانية هيلا ميوس التي اختطفتها جهة مجهولة قرب منزلها في منطقة الكرادة ببغداد».
وأضاف أن «الوزارة تجري اتصالاتٍ مكثفة مع الجهات المعنية بالأمر».
ورأت الوزارة أن «مثل هذه الحوادث تقوض الجهود الكبيرة التي يقدمها صناع الحياة في هذا البلد، والتضحيات الكبيرة التي بذلها مقاتلونا الأبطال في الدفاع عن الإنسانية ضد الإرهاب، فضلاً عن أنها تشوه الصورة الجميلة المعروفة عن الإنسان العراقي بكرمه وعطائه، خاصة أن هيلا ميفيس كانت جسراً بين المثقفين العراقيين ومثقفي العالم».
وناشدت وزارة الثقافة «كل من له علاقة بهذه القضية أن يستجيب لصوت الإنسانية النابض، ويكون عوناً للخيرين من أبناء هذا الشعب في عودة الحرية لصديقة الثقافة العراقية هيلا ميفيس».
وكان «فريق طوارئ» في الخارجية الألمانية بدأ، أول من أمس، مهمة العثور على الألمانية المخطوفة في العراق، هيلا ميفيس، بالتنسيق مع السلطات العراقية في بغداد. ويسعى فريق الطوارئ الذي أعلن عنه وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس من أثينا، لتحديد الأطراف التي خطفت الفنانة الألمانية التي تعيش في العراق منذ عام 2015.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.