8 متاحف مصرية تعيد فتح أبوابها بعد «إغلاق كورونا»

بمواكبة الاحتفالات بذكرى «ثورة يوليو»

متحف جمال عبد الناصر  -  متحف طه حسين في الجيزة
متحف جمال عبد الناصر - متحف طه حسين في الجيزة
TT

8 متاحف مصرية تعيد فتح أبوابها بعد «إغلاق كورونا»

متحف جمال عبد الناصر  -  متحف طه حسين في الجيزة
متحف جمال عبد الناصر - متحف طه حسين في الجيزة

بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق بسبب جائحة «كورونا» أعادت ثمانية متاحف مصرية فتح أبوابها مجدداً أمام الجمهور، بالتزامن مع الاحتفالات الرسمية بذكرى «ثورة يوليو»، التي تشهد زخماً فنياً وغنائياً لافتاً، لدى استئناف المؤسسات الثّقافية المصرية نشاطها بعد أزمة «كوفيد - 19».
ومن المتاحف التي تقرر إعادة فتحها «متحف الزعيم جمال عبد الناصر»، و«الزعيم مصطفى كامل»، و«طه حسين»، و«محمود مختار»، و«محمد ناجي»، و«إنجي أفلاطون»، و«حسن حشمت»، و«متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية»، الذي يقيم بالتعاون مع المحافظة معرضاً لمجموعة وثائق تاريخية من مقتنيات مكتبة البلدية تعرض لأول مرة وتتناول عددا من الوقائع التي واكبت الثورة، إضافة إلى مختارات من أعمال فنانين أجانب أقاموا في الإسكندرية في هذا الوقت وعاصروا الأحداث، وفق بيان وزارة الثقافة المصرية مساء أول من أمس.
وأعادت السلطات المصرية فتح 13 متحفاً وموقعاً أثرياً بمحافظات القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان، في بداية شهر يوليو (تموز) الحالي، ضمن خطة التعايش مع وباء (كورونا) مع استئناف الحركة السياحية، وعودة الرحلات الجوية الدولية، وكان من بين هذه المتاحف، «متحف النوبة، ومعابد أبو سمبل، وفيله بأسوان، ومتحف الأقصر، ومعابد الكرنك، والأقصر ومقابر وداي الملوك بمحافظة الأقصر، والمتحف المصري بالتحرير، ومتحف الفن الإسلامي، والمتحف القبطي، ومنطقة أهرامات الجيزة، وقلعة صلاح الدين في القاهرة».
وتشترط الحكومة المصرية ضوابط محددة في المتاحف والمواقع الأثرية للحدّ من انتشار فيروس كورونا، على غرار تعقيم المواقع الأثرية والمتاحف يومياً قبل فتحها للزيارة تحت إشراف فريق من المرممين والأمناء ومفتشي الآثار، وقياس درجة حرارة العاملين بها يومياً والزائرين قبل الدخول.
ويبلغ إجمالي عدد المتاحف المصرية نحو 77 متحفاً، من بينها 39 متحفا أثريا وتاريخيا وإقليميا، وفق بيان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في شهر مايو (أيار) الماضي.
وتستحوذ محافظة القاهرة على نصيب الأسد في عدد المتاحف، حيث بلغت نسبتها 31.2 في المائة من إجمالي عدد المتاحف بالبلاد، يليها محافظة الجيزة 16.9 في المائة، ثم محافظة الإسكندرية بنسبة 10.4 في المائة، كما بلغ عدد زائري المتاحف الإقليمية نحو 230 ألف زائر في عام 2019. ووصل إجمالي إيرادات المتاحف الأثرية والتاريخية والإقليمية نحو 220 مليون جنيه عام 2019 مقابل 169 مليون جنيه عام 2018 بنسبة زيادة قدرها 29.5 في المائة، (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيهاً مصرياً) وفق جهاز الإحصاء.
في السياق، تستعد الهيئة العامة لقصور الثقافة لتنظم احتفالية فنية كبرى تتواصل على مدار ثلاثة أيام وتنطلق مساء السبت 25 وحتى 27 يوليو الحالي، في المسرح المكشوف بقصر ثقافة حي الأسمرات وتحييها فرق «الشباب للموسيقى العربية، والنيل للموسيقى والغناء، والتنورة التراثية»، بجانب عدد من الندوات والعروض الفنية الأون لاين التي تبثها الفروع الثقافية عبر منصاتها وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتنظم دار الأوبرا المصرية احتفالية فنية مساء اليوم الخميس بالقاهرة، تُحييها المطربة ريهام عبد الحكيم بمشاركة كوكبة من نجوم الموسيقى العربية في الأوبرا بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، مع الشاعر جمال بخيت، الذي يظهر ضيف شرف على مسرح النافورة المكشوف، وتتضمن مجموعة من الأعمال الوطنية، ويشهد الحفل تقديم موسيقى «دموع في عيون وقحة»، وأغنيات «سواعد من بلدي»، «حرية أرضنا»، «يا حبايب مصر»، «سقط النقاب»، «حي على الفلاح»، «دقت ساعة العمل»، «بلدي يا بلدي»، «حبيت كتير»، «محلاك يا مصري»، «ثوار ثوار»، «طوف وشوف» و«نشيد الله أكبر»، أداء كل من رحاب مطاوع، محمد شوقي، وأشرف وليد، ومحمد متولي، وأحمد صبري، ووليد حيدر.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.