السودان يبدأ الثلاثاء المقبل محاكمة البشير ورموز الإسلاميين

TT

السودان يبدأ الثلاثاء المقبل محاكمة البشير ورموز الإسلاميين

تبدأ الثلاثاء المقبل محاكمة الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، وعدد من رموز الإسلاميين من المدنيين والعسكريين، بتهمة الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري في عام 1989. وفي غضون ذلك، أعلنت سلطات الأمن السودانية إغلاق كافة الجسور اعتباراً من مساء أمس، وطوال اليوم الجمعة.
ونقلت وكالة أنباء السودان الرسمية عن مصدر في السلطة القضائية، أن رئيسة القضاء، نعمات عبد الله، أصدرت قراراً بتشكيل محكمة جنائية كبرى، يترأسها عصام الدين محمد إبراهيم، قاضي المحكمة العليا، بعضوية اثنين من القضاة، لمثول المتهمين أمامها داخل معهد العلوم القضائية والقانونية، بضاحية أركويت في العاصمة الخرطوم.
وتحتجز السلطات السودانية بسجن كوبر المركزي بالخرطوم عشرات من المتهمين بتدبير وتنفيذ الانقلاب على النظام الديمقراطي، ومن بينهم عسكريون من أعضاء في مجلس قيادة الثورة، ورموز بارزة في تنظيم «الجبهة الإسلامية».
ورفض البشير لدى مثوله أمام لجنة التحقيق الخاصة بالانقلاب، الأسبوع الماضي، الإدلاء بأي تصريحات أمام وكيل النيابة المختص بالقضية.
ودون محامون سودانيون في مايو (أيار) 2019 بلاغاً ضد البشير ومساعديه، بتهمة «تقويض النظام الدستوري»، والانقلاب على الحكم المدني، وافقت عليه النيابة العامة، وتم بموجبه البدء في التحريات مع المتهمين.
وبحسب وكالة السودان، فإن قاضي المحكمة المختصة خاطب إدارة السجون بمثول المتهمين أمامها في الزمان والمكان المحددين. وأضاف المصدر القضائي أن كافة الترتيبات المتعلقة بما يحفظ هيبة المحكمة قد اكتملت لتحقيق العدالة.
وأفاد المصدر ذاته بأن من بين المتهمين الذين ستبدأ المحكمة في إجراءات محاكمتهم، الرئيس المخلوع عمر البشير، وعلي عثمان محمد طه، وعبد الرحيم محمد حسين، وبكري حسن صالح، وعلي الحاج، إضافة إلى عوض أحمد الجاز، وإبراهيم السنوسي.
وأحالت النيابة العامة في مطلع يوليو (تموز) الحالي؛ بلاغ الانقلاب للقضاء، للبدء فوراً في محاكمة المتهمين، البالغ عددهم 34 متهماً، مع مراعاة الظروف الصحية لجائحة «كورونا».
وكان النائب العام السوداني، تاج السر علي الحبر، قد أصدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، قراراً بتشكيل لجنة تحقيق وتحرٍّ في انقلاب عام 1989.
ونفذ البشير في 30 من يونيو (حزيران) 1989 انقلاباً عسكرياً على حكومة رئيس الوزراء، الصادق المهدي، وتولى رئاسة البلاد حتى عزله من الحكم بثورة شعبية، انحاز إليها الجيش في أبريل (نيسان) 2019. وأدين البشير في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بالسجن عامين بتهمة الفساد المالي والثراء الحرام، ورفضت المحكمة إيداعه مؤسسة الإصلاح الاجتماعي بسجن كوبر لتجاوزه سن 70 عاماً.
من جهة ثانية، أعلنت لجنة أمن العاصمة الخرطوم في بيان، إغلاق الجسور بالولاية، اعتباراً من مساء أمس وحتى مساء اليوم (الجمعة)، دون أن توضح الأسباب. وناشدت السلطات المواطنين التعاون مع السلطات بعدم التحرك عبر الكباري طوال الفترة المقررة.
وتأتي الإجراءات الأمنية الاحترازية، عقب دعوات بثها أنصار النظام المعزول، وجماعات إسلامية، للتظاهر عقب صلاة الجمعة، ضد التعديلات في القوانين التي أجازها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، لتحقيق مهام الفترة الانتقالية في الحرية والمساواة.
وقضت التعديلات بإلغاء حد الردة، وتجريم ختان الإناث، والسماح للنساء باصطحاب أطفالهن عند السفر إلى الخارج. ووجدت التعديلات على القوانين المتعلقة بالحقوق والحريات ارتياحاً كبيراً وسط الشارع السوداني؛ لكن في المقابل رفضتها بعض الجماعات الإسلامية المتشددة.
وكان نظام الرئيس المعزول يستخدم القوانين للحد من الحريات العامة والتنكيل بمعارضيه.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.