ترمب يعتبر بايدن «هدية» لبكين

اتهامات للرئيس باستعمال منصة البيت الأبيض لأغراض انتخابية

صعّد ترمب انتقاداته لمنافسه بايدن مع اقتراب السباق الرئاسي (رويترز)
صعّد ترمب انتقاداته لمنافسه بايدن مع اقتراب السباق الرئاسي (رويترز)
TT

ترمب يعتبر بايدن «هدية» لبكين

صعّد ترمب انتقاداته لمنافسه بايدن مع اقتراب السباق الرئاسي (رويترز)
صعّد ترمب انتقاداته لمنافسه بايدن مع اقتراب السباق الرئاسي (رويترز)

افتتح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤتمره الصحافي بالإعلان عن إجراءات بحق الصين، لكنه سرعان ما حوّل المؤتمر الذي أعلن عنه البيت الأبيض إلى ما يشابه حدثاً انتخابياً خاصاً. فهاجم منافسه الديمقراطي جو بايدن، وشكك باستطلاعات الرأي، وتباهى بسجله السياسي. لهجة فاجأت الطاقم الصحافي في البيت الأبيض، الذي جلس لأكثر من ساعة تحت شمس حارقة في حديقة الزهور مرتبكاً لرؤية رئيس أميركي يروج لأجندته الانتخابية من البيت الأبيض. فغرّدت الصحافية أندريا ميتشيل من شبكة إم إس إن بي سي قائلة: «لقد غطيت ٧ رؤساء أميركيين. ولم أشهد من قبل رئيساً يوظف منصة البيت الأبيض لشن هجوم على خصمه لإعادة انتخابه. هذا كان حدثاً انتخابياً متخفّياً بشكل مؤتمر صحافي».
وفي حين تمنع القوانين الأميركية المسؤولين الأميركيين من الترويج للانتخابات بصفتهم الرسمية، إلا أن هذه القوانين لا تنطبق على الرئيس الأميركي رغم أن الرؤساء السابقين التزموا بها وامتنعوا عن استعمال منصة البيت الأبيض في حملاتهم الانتخابية.
لكن ترمب المعروف بعدم التزامه بالتقاليد المتعارف عليها، وجه ضربات متتالية لخصمه بايدن من وراء منصة المؤتمر الصحافي، فانتقد سجله في التعاطي مع الصين، ورد إدارة أوباما على تفشي إنفلونزا الخنازير، وسياستها المتعلقة بالهجرة. وقال ترمب: «بايدن لم يغير شيئا خلال خدمته في البيت الأبيض، لكنه يقول الآن إنه كرئيس سيقوم بكل الأمور التي لم يقم بها... هو لم يفعل شيئا سوى اتخاذ قرارات سيئة خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية». ووصف مشوار بايدن السياسي بأكمله بأنه «هدية للحزب الشيوعي الصيني».
وانتقد دعم بايدن لاتفاق باريس بشأن المناخ والذي وقع عليه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، واعتبر ذلك «هدية للصين من نائب الرئيس السابق»، وأضاف أن «الأمر مكلف بشكل غير معقول لبلادنا... كان من شأنه أن يدمر المنتجين الأميركيين، في حين يسمح للصين بتلويث الجو، والإفلات من العقاب. وهذه هدية أخرى من بايدن للحزب الشيوعي الصيني». وتابع «مشواره (السياسي) بالكامل هدية للحزب الشيوعي الصيني». وردت حملة بايدن، بينما كان ترمب لا يزال يتحدث. وقالت الحملة في بيان إن «دونالد ترمب مشغول بمحاولة إعادة كتابة تاريخه البائس كرئيس فيما يتعلق بالرضوخ للرئيس (الصيني) شي والحكومة الصينية في كل منعطف... لكن ترمب لا يمكن أن يخفي سجل الضعف والصفقات السيئة التي تضع الصين أولا وأميركا أخيرا».
ولم يتوقف ترمب عند هذا الحد بل استمر في هجومه ذاكراً نجل بايدن هنتر، والذي يتهمه الرئيس الأميركي بالفساد بسبب علاقته مع شركة باريزما الأوكرانية للطاقة، فقال للصحافيين: «على فكرة، أين هو هنتر؟».
وتابع البيان: «ما استمعنا إليه اليوم في حديقة الزهور لم يكن رئاسيا البتة. بل شاهدنا سياسيا يرى فرص إعادة انتخابه تتضاءل أمامه، وهو غاضب لأن وباء (كورونا) منعه من عقد تجمعات انتخابية يتوق لها. يجب التعويض عن دافع الضرائب الأميركي بسبب هدر أمواله في هذا الاستعراض».
ويعارض ترمب بشدة الادعاءات القائلة بأنه يتراجع في استطلاعات الرأي، فيصرّ على أن أداءه أفضل بكثير من أرقام الاستطلاعات، معرباً عن ثقته بأن «الأغلبية الصامتة» سوف تدفعه باتجاه الفوز في ولاية ثانية. وبدا هذا واضحاً في تصريحاته التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي حيث قال: «أعتقد أن استطلاعات الرأي التي أجريناها هي جيدة جداً. إنها استطلاعات حقيقية. انظروا إلى فلوريدا ترون الآلاف من المراكب التي تحمل شعارات ترمب. انظروا إلى راكبي الدراجات النارية وشعاراتهم الداعمة لي. لقد فزنا بالسباق في العام ٢٠١٦ مع الاستطلاعات نفسها. كلها كانت كاذبة».
وعرض ترمب بإسهاب وجهة نظره المتعلقة بالاستطلاعات، فاعتبر أنها غير صادقة لأن الكثير من مناصريه يخشون من الإفصاح عن نواياهم بالتصويت له لدى سؤالهم من قبل مستطلعي الرأي وذلك خوفاً من ردود فعل أصدقائهم وأقاربهم: «أعتقد أن الكثير من الناس لا يريدون القول: أنا مع ترمب، لأنهم لا يريدون التعرض للمضايقة، وأنا أفهمهم. فوسائل الإعلام لا تعاملنا بعدل، أعتقد أن أداءنا جيد للغاية في استطلاعات الرأي، وأعتقد أن هناك غالبية صامتة كبيرة لم تشهدها هذه البلاد من قبل».
ويقول المحللون العاملون في مجال استطلاعات الرأي إن بعض الناخبين يخجلون من الإعراب عن دعمهم لترمب لدى استطلاع آرائهم، لهذا فإن استطلاعات العام ٢٠١٦ كانت مضللة، حيث أظهرت تقدم منافسة ترمب هيلاري كلينتون عليه حتى اللحظة الأخيرة. لكن هناك من يعتبر أن استطلاعات هذا العام مختلفة لأن بايدن تمكن من تخطي هامش الخطأ الموجود في الاستطلاعات في ولايات متأرجحة عدة، الأمر الذي يضمن فوزه في هذه الولايات في حال استمر الدعم له إلى يوم الانتخابات. وبحسب هذه الاستطلاعات، يتقدم بايدن على ترمب في ست ولايات متأرجحة هي ميشيغين وويسكنسن وبنسلفانيا وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وأريزونا.
وكان ترمب ينوي التوجه إلى ولاية نيوهامشير يوم السبت الماضي للمشاركة في تجمع انتخابي، لكنه اضطر لإلغائه بسبب الأحوال الجوية، وقد اعتبر بعض المنتقدين له أنه عقد المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض عوضاً عن تجمع نيوهامشير.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.