تزايُد عدد النساء بين المتطرفين في ألمانيا

TT

تزايُد عدد النساء بين المتطرفين في ألمانيا

تستمر أعداد المتطرفين المسلمين في ألمانيا بالارتفاع، ولكن فيما كانت المخابرات تركز على تطرف الرجال، يبدو أن الصورة بدأت تتغير في الأشهر الماضية، حيث لاحظت الاستخبارات الداخلية تزايداً في أعداد النساء اللواتي تطرّفن. وحسبما نقلت صحيفة «بيلد إم زونتاغ» عن التقرير السنوي لهيئة حماية الدستور، أي الاستخبارات الداخلية، الذي لم يُنشر بعد، فإن أعداد النساء المتطرفات ارتفع بأكثر من 220 امرأة خلال عام، من 1356 في عام 2018 إلى 1580 العام الماضي. ولكن مع ذلك فإن الجزء الأكبر من المصنَّفين متطرفين في ألمانيا والبالغ عددهم قرابة الـ12500 شخص، ما زالوا من الرجال. وبشكل عام ارتفع عدد المتطرفين بين نساء ورجال بـ850 شخصاً خلال عام واحد.
وقبل عام كانت المخابرات الداخلية قد قدرت أعداد المتطرفين بقرابة الـ11500 للعام الذي سبق، في ارتفاع بـ200 عنصر خلال عام بين 2017 و2018.
وفي ولاية شمال الراين فستفاليا التي تعد معقل هؤلاء، حذرت المخابرات المحلية هناك في تقرير أصدرته قبل بضعة أسابيع، من تزايد أعداد المتطرفين لديها وفي ألمانيا بشكل عام. وقالت إن هؤلاء يستهدفون الأطفال بشكل كبير من خلال المساجد والنشاطات التي تنظمها. وأشار تقرير مخابرات الولاية حينها إلى أن «ساحة المتطرفين تتغير وتصبح أكثر مهنية»، مشيرة إلى أنهم يستخدمون «المشاريع المختلفة في مجالات الأعمال لحملات التبرع».
كانت وزارة الداخلية في تلك الولاية قد حذّرت في فبراير (شباط) الماضي، من أن ساحة المتطرفين تتغير «وأن المنضمين لها هم أصغر سناً ومن النساء، وأنهم ينتقلون من الطرقات إلى العمل تحت الأرض». وفي تقرير قدمه وزير الداخلية للبرلمان المحلي، قال إن «الأطفال والمراهقين يُظهرون أعراضاً متزايدة لتعرضهم للتطرف»، وأشار إلى دور تلعبه ما يزيد على 100 جمعية لها علاقة بالعائلات في ولاية شمال الراين فستفاليا، «يكبر الأطفال التي يرتادونها على الآيديولوجية» المتطرفة. وترى الولاية أن العائدين من أماكن قتال «داعش» في سوريا والعراق هم الأكثر عرضة لنشر هذه الأفكار المتطرفة. وسافر من تلك الولاية فقط 263 شخصاً إلى مناطق «داعش»، من بينهم 78 امرأة. وعاد من هؤلاء 86 شخصاً العام الماضي، فيما بقي 110 في الخارج. وتعتقد السلطات أن 67 منهم قُتلوا. وتقول الداخلية عن العائدين: «هناك خطر بأن هؤلاء العائدين قد يكونون نواة ما يسمى جيل الجهاديين، يكبرون هنا».
وقال وزير الداخلية في ولاية شمال الراين فستفاليا حينها إن «الوضع الأمني هش بشكل دائم»، فيما يتعلق بالمخاوف من اعتداءات إرهابية يمكن لهؤلاء أن ينفذوها.
وجاء في التقرير أن «الخطر الأكبر للدول الغربية في هذا الإطار هو من أشخاص جناة أو مجموعات صغيرة متأثرة بالدعاية المتطرفة ولديهم الإرادة للتصرف». وأشار التقرير إلى أن تركيز هؤلاء يكون على «الأهداف المرنة» التي يمكن أن تتعرض لهجمات عبر «وسائل نقل أو أسلحة أو أسلحة طعن».
وأشار التقرير حينها كذلك «إلى دور متزايد تلعبه النساء» في هذا الإطار، وأنهن يُعرفن بـ«منتجي الآيديولوجيات» وبأنهن ناشطات بشكل خاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ورأت الداخلية أن هذا الأمر يزيد من خطر وسرعة تطرف آخرين لأن الأمر بات «خليطاً من التواصل عبر الإنترنت»، وأشار إلى أن عملية التطرف باتت تستغرق الآن بضعة أشهر إلى بضعة أسابيع، فيما كانت العملية أطول في الماضي.
ومؤخراً، نفّذت الشرطة في برلين مداهمات استهدفت عدداً من المساجد والجمعيات التي يديرها متطرفون للاشتباه بأن هؤلاء قد نهبوا أموال الدولة. ومنذ فترة أزمة وباء «كورونا»، قدمت الحكومة الألمانية مساعدات مالية للعائلات والأعمال المحتاجة، وقد استفادت عدة جمعيات متطرفة منها بعد أن أدلت بمعلومات خاطئة. ولكن السلطات عادت وتنبهت للأمر ونفذت حملات مداهمات على هذه الجمعيات التي «سرقت» أموال المساعدات من الدولة واتهمت بالنصب والاحتيال.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.